-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
اوباما
ماذا لديه من لونه وماذا لديه من
حسين؟ رشيد
شاهين منذ أن
أعلن باراك حسين اوباما عن
ترشيح نفسه حتى سارع كثير ممن
يشعرون بالإحباط واليأس خاصة في
العالم العربي والإسلامي إلى
الرهان والتعويل على الرجل، هذا
الرهان أو التفاؤل بالرجل ومن
انه سوف يعمل على التغيير
بالمواقف الأمريكية فيما يتعلق
بالقضايا العربية، لم يستند في
الحقيقة إلى محاولة حقيقية لفهم
الكيفية التي يتم من خلالها
صناعة القرار السياسي في
الولايات المتحدة، وكان الرهان
بتقديرنا يستند في كثير منه إلى
مشاعر وعواطف أكثر من أي شيء
آخر، ويستند بشكل اخص إلى أن
للرجل نسب إسلامي من والده حسين
كما انه من أصول افريقية
بالإضافة إلى لون بشرته السوداء.
وقد
يكون من بين عديد الأسباب التي
رفعت سقف التوقعات فيما قد
يفعله الرجل هو تلك الهجمة
الشرسة التي تعرض لها بسبب لونه
وما قيل عن خلفيته الإسلامية،
بحيث انه كان يتم التركيز بشكل
كبير على ذلك ومن أن الرجل مسلم
وانه سوف يقود إلى تدمير
الولايات المتحدة الأمريكية،
برغم انه أعلن أن لا علاقة له
بالإسلام وانه بريء من هذه
التهمة كما انه أطلق خلال حملته
الانتخابية ما لم يسبقه إليه
أحد في المواقف التي تلتزم
التزاما راسخا بأمن كيان
الاحتلال ودعم لا مثيل له لهذا
الكيان الخارج على القانون. واقع
الحال يقول بان الرجل جاء إلى
حكم دولة هي الأكثر كرها في
العالم من قبل الشعوب العربية
والإسلامية نتيجة السياسات
المارقة وغير المسؤولة
والمعادية والمتغطرسة التي
اتبعها سلفه بوش الصغير في
المنطقة العربية بشكل خاص وما
قام به من تدمير وقتل في العراق
وأفغانستان بالتحديد عدا عن
الدعم والمؤازرة للكيان العبري. الرهان
على الرئيس الأمريكي لم يتوقف
وزادت "حدة" التوقعات
المتفائلة منذ أن تم الإعلان عن
نية اوباما زيارة القاهرة
وتوجيه خطاب أو رسالة إلى الأمة
العربية والأمم الإسلامية برغم
انه كان قد وجه رسالة في وقت
سابق من تركيا، فما هو الجديد
الذي قدمه الرجل فيما قاله؟. لا شك
بان المفردات التي استعملها
اوباما في القاهرة تنم عن فهم
وإدراك عميقين للعقلية العربية
ومعرفة أكيدة في الكيفية التي
يجب أن تتم مخاطبتنا بها، وقد
"أبدع" الرجل عندما استخدم
بعض الآيات والنصوص الدينية في
محاولة منه للإيحاء بأنه برغم
إنكاره نسبه الإسلامي إلا أنه
ربما لا زال متأثرا بهذه
الثقافة وبإرثه من والده –حسين-
وانه مطل تماما على هذه
الثقافة، وقد افلح الرجل في
دغدغة العقول العربية
والإسلامية عندما خاطبهم فيما
يرغبون بسماعه، وقد يكون
التصفيق الذي كان يتبع كل مرة
يستشهد اوباما بآية خير دليل
على ما ذهب إليه الرجل من معرفة
للعقلية العربية التي تتسم
بالعاطفة. اوباما
يدرك تماما بان ما ورثه عن سلفه
بحاجة إلى "ورش" عمل كبيرة
والى حملات دعائية ضخمة وهائلة
ومستمرة من اجل تحسين الصورة
الداكنة السواد والسوء التي
ارتسمت في أذهاننا، والتي ستبقي
الولايات المتحدة الأمريكية
كدولة معادية ومكروهة لان ما
قامت به ضد أبناء الأمة وخاصة في
العراق لا يمكن أن يمحى هكذا
بمجرد خطبة "عصماء" يلقيها
اوباما أو غيره من الرؤساء. اللافت
في خطاب القاهرة كذلك، أن الرجل
تحدث بإسهاب عن الهولوكوست مما
يترك سؤالا كبيرا حول ما لنا
ولهذا الموضوع، وما علاقتنا نحن
كعرب ومسلمين في هذا الذي حدث في
أوروبا؟ ولماذا علينا نحن
الشعوب العربية أو الشعب
الفلسطيني بشكل خاص دفع الثمن
لما تم ارتكابه بحق اليهود في
الدول الأوروبية أو في أي مكان
في العالم؟، ثم لماذا لم يتم
الحديث بنفس الكيفية عن معاناة
الشعب الفلسطيني الذي تم تشريده
على أيدي العصابات الصهيونية
وبمساعدة الدول الغربية وفي
مقدمتها بريطانيا وبدعم لا
محدود من أمريكا، ولماذا لم يتم
التطرق إلى العلاقات التاريخية
التي ربطت الحكم الإسلامي
المتسامح مع اليهود الذين عاشوا
قرونا في ظل الدولة الإسلامية؟ القضية
الأخرى التي أشار إليها السيد
اوباما بشكل لافت وتتعلق
بالنضال الذي خاضه "العبيد"
في أميركا ومحاولة مقارنة ذلك
بالنضال الفلسطيني أو طلبه من
الفلسطيني أن يسير على هدى "العبيد"
في أميركا، هذه المقارنة كانت
في الواقع غير موفقة لان تلك
الطريقة في النضال قد تكون
صالحة لهم كجزء ومكون أساسي من
مكونات الشعوب الأمريكية، إلا
أن الحالة الفلسطينية تختلف
تماما، فهذا شعب يعيش تحت
الاحتلال ومن حقه أن يناضل بكل
الطرق المتاحة، وهو حق تكفله
القوانين والشرائع الدولية
ومحاولة وصفه بالعنيف وغير ذلك
لن يغير من الأمر شيئا لان من حق
أي شعب يخضع للاحتلال أن يقاوم
بكل الطرق المتاحة. الواقع
يقول أيضا بان الرجل اختلف
بطريقة تناوله للمسائل عن سابقه
في الرئاسة الأمريكية إلا أن
هذا لا يمكن أن يكون كافيا خاصة
وان أي محاولة للتغيير يجب أن
تكون مقرونة بخطوات عملية على
ارض الواقع، نحن نعلم بان الرجل
ليس بساحر لكن ما قاله الرجل في
ألمانيا ودعوته العرب إلى تقديم
تنازلات إنما هي محاولة
للانكفاء والعودة إلى الموقف
الأصيل للولايات المتحدة
الأمريكية والتي لم تتوقف عن
العمل على أن يقوم العرب بتقديم
المزيد من التنازلات المجانية
لدولة الكيان كبوادر حسن نية
ولإثبات الاعتدال. السيد
اوباما – حتى لو أحسنا الظن به
ومن انه يرغب في التغيير- لن
يستطيع التخلص بسهولة من الإرث
الذي تركه كل من سبقه من قادة
للولايات المتحدة الأمريكية
وخاصة بوش الصغير، وهو لن
يستطيع التغيير الذي اتخذه
كشعار له في حملته الانتخابية -على
الأقل في السياسة الخارجية-
فدولته في حلف وثيق واستراتيجي
مع دولة الكيان لن يستطيع
الفكاك منه برغم محاولته
استعمال الآيات القرآنية
ومحاولة الإشارة إلى نضال "العبيد"
في أمريكا، الحلف الاستراتيجي
بين دولته ودولة الكيان أعمق
وأقوى من محاولات الإشارات
الدينية أو التحدث عن ثورة
العبيد وهي علاقات ثابتة
ومتينة، وهو في الحقيقة وحيث
استطاع أن يتسلق درجات الحزب
الديمقراطي حتى وصل إلى قمة
الهرم لن يستطيع إقناعنا بأنه
لا زال مرتبطا بأصوله سواء
الإسلامية أو حتى بلون بشرته
فهو قد "انخلع" أو ربما "خلع"
نفسه من ارثيه – لونه وحسينه-
على الأقل منذ رشح نفسه عن الحزب
الديمقراطي ليكون حاكما للبيت
الأبيض. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |