-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الإسلاميون
العرب وخطاب أوباما عريب
الرنتاوي تباينت
ردات فعل التيارات الإسلامية
المختلفة على خطاب أوباما
واختلفت باختلاف مواقعها
ومواقفها، وحتى داخل السياسي
الفكري الواحد، تفاوتت "النبرة
واللهجة" في التعامل مع مضمون
الخطاب وما جاء فيه من مواقف
ومراجعات ودعوات، وهذا أمر
مفهوم تماما، فلا يعقل أن يتخلى
الإسلاميون، دفعة واحدة، وبعد
خطاب واحد، عن تحفظاتهم الكبرى
المسجّلة على السياسة
الأمريكية طوال العقدين
الفائتين، وأن يعودوا بـ"جرة
خطاب" إلى عصر الحرب الباردة
وتحالفاتها. التيار
الإخواني عموما، تميزت مواقفه
بالحذر، رأى نصفي كأس الخطاب،
الفارغ والملآن، أشاد الناطقون
باسمه بالروح التصالحية التي
تميّز بها، بل أن بعضهم (إخوان
مصر) قال في معرض النقد "أن
المبادئ العامة التي ذكرها
الرئيس أوباما في خطابه من حقوق
الإنسان والعدل وضرورة الحوار
على أساس الاحترام والثقة
المتبادلة، وغير ذلك لا يختلف
عليها أحد"، ولا أدري إن كان
ذلك نقدا أم تثمينا، واذ انتقدت
الناطقون باسم هذه التيار
الخطاب لعدم توازنه ولمساواته
بين الضحية والجلاد ووصفه
المقاومة الفلسطينية بالعنف
ودعوتها لنبذه، فقد أخذوا عليه
حديثه "المقتضب والسطحي عن
الديمقراطية...وغضَّ الطرف عن
الديكتاتوريات القائمة
والأنظمة الفاسدة الظالمة التي
تقهر شعوبها وتهمش دورها"
لكأنهم كانوا يأملون أن يوجه
الرئيس الأمريكي سهام نقده
للنظام في مصر وغيرها من الدول
العربية...بعض الإخوان وصف
الخطاب بالإيجابي بمجمله،
وبعضهم الآخر رأى أن بالإمكان
البناء عليه، بيد أنهم طالبوا
بإتباع الأقوال بالأفعال. مواقف
التيار الإخواني تميزت
بالتباين من حيث "النبرة
واللهجة" فإخوان الأردن مثلا
كان الأشد مضاء في نقدهم للخطاب
وسياقاته ومضامينه، من نظرائهم
في مصر والعراق وسوريا، في حين
رحبت حماس باللغة التصالحية
التي ميّزت الخطاب ورأت – بعد
كشفها لبعض تناقضاته - أنه يختلف
عن خطاب إدارة بوش، والأرجح أن
حماس تدرس بإمعان جملة إشارات
تضمنها الخطاب أو أسقطها الخطيب
عمدا، منها على سبيل المثال: أن
الرئيس أوباما لم يصف حماس
بالإرهابية، وقال أنها تمثل
جزءً من الشعب الفلسطيني ودعاها
لتلبية طموحاته والعمل على
استعادة وحدتها، من دون أن يغفل
عن تذكيرها بشروط الرباعية
الدولية الثلاث بالطبع. السلفيون
انقسموا على أنفسهم في النظر
إلى الخطاب، الجهاديون منهم
استبقوه وأتبعوه بعاصفة من
الانتقادات، أما التقليديون،
وتحديدا بعض رموز السلفية في
السعودية وسوريا، فقد رحبوا
بالخطاب ورأوا أنه غير
مسبوق،وكان لافتا للمراقبين
ذلك الترحيب الحار الذي صدر عن
الجماعة الإسلامية المنحلة في
مصر، بالخطاب والخطيب على حد
سواء، وهو ترحيب لم ترتفع إلى
درجة حرارته سوى التصريحات
المثمنية للخطاب التي صدرت عن
"الإسلام الرسمي العربي"
الذي تجسده بالعادة دور الإفتاء
والمستشارون للشؤون الدينية
والإسلامية للحكام العرب. أهم ما
يلفت النظر في ردات فعل
الإسلاميين حيال خطاب أوباما،
تلك الإيماءات التي صدرت عن بعض
رموز التيار الإخواني العربي،
والتي تذهب حد الدعوة إلى حوار
أمريكي – عربي يتخطى الحكومات
إلى المعارضات، وفي المقدمة
منها المعارضة الإسلامية،
والمطالبة بالاعتراف بالقوى
الإسلامية كشريك ( وربما بديل)
في العمليات السياسية الجارية
في المنطقة من دون استثناء،
وأحسب أن ثمة جهات في واشنطن،
تدرس الآن إمكانية فتح مثل هذه
القنوات وتسليكها، من فلسطين
إلى العراق، مرورا بالأردن
وسوريا ولبنان وغيرها، عندها
وعندها فقط، سنرى أن ماء أوباما
لم يعد يملأ نصف الكأس فقط، بل
أكثر من ذلك بكثير. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |