-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 09/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


"أوباما" في انتظار "كاديما"

د. فايز أبو شمالة

بعد لقاء الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" مع وزير الأمن الإسرائيلي "أهود براك" تأكد الإسرائيليون أن لا مناص لهم من وقف البناء في المغتصبات، وأن خطاب "أوباما" لمصالحة العالم الإسلامي تقضي عدم الاكتفاء بإزالة المغتصبات المتناثرة فقط، بل وقف البناء وفق النمو الطبيعي للمغتصبات، ووقف البناء في القدس الشرقية أيضاً، وأن الحصار على مواد البناء الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة يرتد الآن حصاراً أمريكيا على البناء في مغتصبات الضفة الغربية، وأن السياسة الهوجاء التي انصاع فيها "جورج بوش" للإرادة الإسرائيلية قد ولّت، بعد أن جرّت الويلات على الولايات المتحدة، وأقعدتها كسيرة.

تشدد الرئيس الأمريكي إزاء التوسع الاستيطاني نابع من المصالح الأمريكية أولاً، ومن الواجب الأمريكي تجاه الأمن الإسرائيلي ثانياً، وفيه تصويب لمسار السياسة الإسرائيلية التي لبست ثوب التطرف علناً، ليجرجر عليها، ويجرُّ على حليفها الأمريكي مزيداً من الشر، والضرر. إن التشدد الأمريكي، والإصرار على دولتين لشعبين يأتي من منطلق الصديق عند الضيق، فالنهج الإسرائيلي التعصبي الديني المتطرف في حاجة إلى الصديق الأمريكي للأخذ بيده بعيداً عن الهاوية، والجنون الذي أغرق أمريكا سنوات خلت في حروب مصطنعة ضد العالم الإسلامي، وأغرق إسرائيل في وهم الانتصار القطعي على لبنان، وقطاع غزة.

الحكومة الإسرائيلية وعلي لسان أكثر من مسئول حكومي؛ ليس آخرهم وزير النقل "إسرائيل كاتس" المقرب من رئيس الوزراء تصر على عدم الالتزام بتوجهات الإدارة الأمريكية، وتصر على عدم وقف البناء الاستيطاني الذي قام الائتلاف الحكومي الحالي من أجله، ولتشجيعه، ولتطويره، وتكفي الإشارة إلى أن وزير الخارجية "ليبرمان" يسكن مغتصبة فوق أراضي الضفة الغربية، وأهون على الائتلاف الحكومي المتشكل من أحزاب اليمين القومي، والديني أن يفرط عقد الحكومة، ويحلها، ولا ينفرط تحالفه مع مبدأ الاستيطان، وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهه شخص "نتان ياهو"، وهو يقف على مفصل القطع بين مواصلة التحدي للإدارة الأمريكية، وما سيجره ذلك على دولة إسرائيل، أو النكوص عن مبادئه، ومجاراة المتغيرات الدولية، والرضوخ للإملاء الخارجي.

ولما كانت الدولة العبرية في غير وارد تحدي الإدارة الأمريكية، ويهود أمريكا ليسوا بالغباء، والعناد إلى هذا الحد الذي لا يؤهلهم لنصيحة، وتوجيه يهود إسرائيل لما فيه مصلحة جميع الأطراف، الجميع الذي يعرف أن شر وقف الاستيطان بالنسبة لليهود، وفرط عقد الحكومة الراهنة أهون ألف مرة من خدش، أو فرط عقد العلاقة الإستراتيجية مع أمريكا؟

 كانت الأشهر الماضية فترة اختبار لطاقة رئيس الوزراء "نتان ياهو" ومدى قدرته على المناورة مع أحزاب اليمين، وقد حاول، ولكنه سيدرك بمساعدة يهود أمريكا حقيقة المتغيرات الدولية، وسيصل إلى النتيجة المؤلمة بالنسبة له، والتي نجح في إيصالها إلى صقور حزب الليكود، والقائلة: أن لا مناص من الانحناء أمام العاصفة، وإعادة التفكير في أولوية المصالح الإسرائيلية، والتي تقضي إعادة تشكيل حكومة جديدة من أحزاب الليكود، والعمل، وكاديما، حكومة قادرة على تسويق نفسها على المجتمع الدولي، حكومة قادرة على التحايل، والمناورة السياسية، وتتهرب من المواجهة المباشرة، حكومة توافق على السلام، ووقف التوسع الاستيطاني علناً، وتمارس الإعداد للحرب، والتوسع الاستيطاني سراً.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ