-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 11/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


المطلوب رأس أوسلو

أ.د. محمد اسحق الريفي

من المؤسف حقاً أن يعجز الفلسطينيون عن التحرر من أوسلو رغم إجماع عقلائهم على ضرورة ذلك، خاصة أنها فشلت في تحقيق طموحاتهم، وتحولت إلى حامية لأمن العدو الصهيوني، وتورطت في محاربة المقاومين وفصائل المقاومة، ما يجعل التخلص من أوسلو مطلباً وطنياً ذا أولوية قصوى.

وأقصد بأوسلو: الاتفاقيات السياسية والأمنية التي توصلت إليها م.ت.ف مع العدو الصهيوني في إطار عملية أوسلو للتسوية، والتيار المتصهين الذي يقود السلطة الوطنية الفلسطينية التي أخذت على عاتقها التعاون الأمني والعسكري مع العدو الصهيوني من أجل القضاء على المقاومة ومنظماتها وثقافتها؛ كما يحدث اليوم من جرائم بشعة على أيدي الأجهزة الأمنية لسلطة رام الله ضد المقاومين في مدن الضفة المحتلة وخصوصاً قلقيلية، والارتهان لإرادة الغربيين والأمريكيين وأجنداتهم ومساعداتهم المالية المسيَّسة، والتسوية السياسية الراهنة وفق عمليتي أوسلو وأنابوليس، والوعود الكاذبة التي يروجها الغربيون والأمريكيون لخداع الشعب الفلسطيني وتبرير تساوق سماسرة القضية الفلسطينية مع العدو الصهيوني والمخططات الغربية والأمريكية الهادفة إلى إقامة دولة يهودية في منطقتنا.

ومما لا شك فيه أن ما يسمى "المجتمع الدولي"؛ الراعي للمصالح الصهيونية والغربية والأمريكية في منطقتنا، لم ينشئ السلطة الوطنية الفلسطينية ولم يمولها ويدعمها إلا لخدمة المشروع الصهيوصليبي المسمى (إسرائيل)، لتحقيق المصالح الغربية والأمريكية، دون أن يقدم حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية.  ويسوق المجتمع الدولي وعوده الكاذبة بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب الكيان الصهيوني مبرراً لحرمان الفلسطينيين من أهم حقوقهم المشروعة؛ كحق الدفاع عن النفس ومقاومة الاحتلال.  فكيف انخدعت فئة من الفلسطينيين بأوسلو وحسبتها خطوة أولى باتجاه التحرر من الاحتلال بينما هي وأد للمشروع التحرري الوطني الفلسطيني وتغطية على عمليات التهويد والاستيطان وإضفاء شرعية على الكيان الصهيوني؟! بل الأدهى من ذلك أن بعض الفلسطينيين لا يزالون يأملون في أن تمنحهم أوسلو حقوقهم في دولة محترمة!!

وفي المقابل، استفادت بعض الفصائل من حقبة أوسلو في بناء اقتصادها وأذرعها العسكرية وفي زيادة الدعم الشعبي لها، ولكننا لسنا هنا بصدد تقييم شامل لحقبة أوسلو، فما يجب أن ينشغل به الفلسطينيون الآن هو مواجهة الحالة الخطيرة جداً التي أوصلتهم إليها أوسلو؛ حيث استطاع الجنرال الأمريكي "كيث دايتون" إنشاء كتائب خارجة عن الصف الوطني وظيفتها اعتقال المقاومين والاشتباك معهم واغتيالهم، بينما لا تحرك هذه الكتائب ساكناً عندما يقتحم الجنود الصهاينة مدن الضفة المحتلة، وهذا خرق عظيم يقتضي إعادة النظر بأوسلو!!

فقد زادت وتيرة التعاون الأمني لكتائب دايتون مع العدو الصهيوني وبلغ حجم هذا التعاون ومستواه حداً غير مسبوق لا يمكن السكوت عليه، بل أصبح التعاون الأمني وظيفة لا يمكن لسلطة رام الله التهاون فيها.  فالتعاون الأمني مستمر سواء تواصلت المفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني أم توقفت، وسواء آمنت الحكومة الصهيونية بحل الدولتين أم أعلنت رفضها ذلك بصراحة، وسواء استؤنفت عمليات الاستيطان والتهويد أم أجلت، وسواء أحرزت عملية التسوية شيئاً للفلسطينيين أم فشلت، ...

إذاً، أصبحت عملية اجتثاث المقاومة الفلسطينية هدفاً في حد ذاتها، بغض النظر عن تطورات عملية التسوية السياسية وعن الحراك السياسي الذي تشهده المنطقة، وهذه مصيبة كبرى تستوجب على الشعب وفصائله العمل على الإطاحة برأس أوسلو والتخلص منها فوراً، والسعي بجد وإخلاص لحل المشاكل الناتجة عن ذلك.  ولا أقصد بذلك تدمير السلطة الوطنية الفلسطينية ومؤسساتها ونظامها السياسي، فهذا غير مفيد الآن، وإنما أقصد إصلاحها وتنظيفها من التيار المتصهين المسيطر عليها، وإنشاء سلطة وطنية حقيقية بديلة تشارك فيها كل الفصائل والمستقلون، بعيداً عن المحاصَّة والتقاسم الفئوي، وبعيداً عن أنانية بعض الفصائل التي تضع مصلحتها فوق مصلحة فلسطين وحولت الفئوية إلى هوية بديلة عن الهوية الوطنية.

التخلص من أوسلو أمر في غاية الصعوبة، ولكنه ليس مستحيلاً، وتتحمل الفصائل سئولية بقاء شعبنا خاضعاً لأوسلو وغارقاً في مستنقعها القاتل، ولا مجال للتلكؤ أو التردد، فقد اتسع الخرق على الراقع، ولا عزاء للفصائل التي لا تحسم موقفها من أوسلو.

وهناك عدة أمور لا بد من تناولها في هذا السياق، أهمها المال، فسلطة رام الله تصرف مرتبات عشرات آلاف الموظفين من الأموال المسيَّسة التي يقدمها المانحون الدوليون، لتمكينها من إدارة حياة المواطنين في الضفة وغزة ضمن محددات أوسلو.  وللتخلص من هذا الاعتماد المالي على الأعداء، لا بد من توفير المال البديل، لإنشاء سلطة بديلة تدفع رواتب الموظفين، وتدير شئون المواطنين، دون إخلال بالمؤسسات المدنية والحكومية، مع بقاء الموظفين يعملون في أماكن عملهم، ولكن مع رفضهم تنفيذ أوامر سلطة رام الله، والالتزام فقط بتعليمات السلطة الوطنية الحقيقية البديلة.

ومن المؤكد أن العدو الصهيوني والولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين ومحور الاعتدال العربي سيواجهون محاولة إنهاء أوسلو بعنف، وسيرفضون الاعتراف بأي سلطة بديلة، وسيستخدمون مرجعية م.ت.ف للشعب الفلسطيني؛ وهي مرجعية مسروقة ومستغلة لمصلحة أعداء شعبنا، لتقويض أي سلطة بديلة، ولكن التقاء الفصائل الفلسطينية على برنامج عمل موحد ضمن إطار جامع في مواجهة أوسلو يضمن انهيار معسكر الاستسلام.

الجميع يؤمن بضرورة وحدة الشعب، ولكن لا يوجد إجماع على وسلة تحقيق هذه الوحدة، بل لا يوجد تصور عن طبيعة هذه الوحدة، فلتكن الإطاحة بأوسلو هي الهدف والبرنامج الذي يلتقي عليه الجميع، وإلا فسنظل كمن يحرث في الماء ويلهث وراء السراب.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ