-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 11/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الانتخابات اللبنانية...بالقراءة الأولى

عريب الرنتاوي

ما الذي يمكن قراءته في نتائج الانتخابات النيابية اللبنانية، خارج الأرقام النهائية التي ظهّرت فوز تحالف 14 آذار على ائتلاف المعارضة، وبفارق 14 مقعدا و 10 بالمائة من أصوات المقترعين ؟

أولا: بلوغ الانقسام المذهبي (سنة – شيعة) حدا مذهلا وغير مسبوق:

في المقلب الشيعي: أخفق تحالف 14 آذار أخفق في الحصول على أية كتلة تصويتية ذات مغزى في أوساط الشيعة الذين صوّتوا وبنسبه 85 – 90 بالمائة لصالح الثنائي حركة أمل وحزب الله، وهذا وضع ليس له مثيل في مختلف الطوائف والمذاهب الأخرى، ويهذا المعنى لم ترتسم معالم القلق على حزب الله بعد الإعلان عن النتائج/المفاجأة، فهو اعتبر أن نجاحه في رفع نسبة إقبال الشيعة على الانتخاب، في دوائر لا معارك فيها ولا حوافز تدفع لمغادرة المنزل والذهاب إلى "أقلام الاقتراع" نجاحا كبيرا له، أو على الأقل، ضمانة كبيرة لخطه وسلاحه، لكن الأمر الذي لا يجب أن يفوّته حزب الله ، هو أن انتخابات 7 حزيران نزعت رسميا وعبر صناديق الاقتراع، غطاء الإجماع الوطني عن المقاومة اللبنانية، وأعادتها إلى المربع المذهبي المحاط بدعم شرائح من الطوائف والمذاهب الأخرى.

في المقلب السني: كرست الانتخابات ظاهرة "الحريرية" كزعامة للطائفة السنية في لبنان، لا لأن سعد الحريري نجح في زيادة عدد أعضاء كتله النيابية إلى 38 مقعدا (مقعدين إضافيين) فحسب، بل لأن الصوت السني المعبأ مذهبيا لصالح تيار المستقبل، حسم المعركة في أكثر من دائرة مسيحية (نكاية بالشيعة وثأرا للسابع من أيار 2008)، أهمها زحلة التي أحدثت الفارق وأعادت للأغلبية البرلمانية أغلبيتها، وكان لافتا هذه الإقبال السني الكثيف على الانتخابات حتى في الدوائر التي لا مقاعد مخصصة للسنة فيها، حيث صبت أصواتهم لصالح مسيحيي 14 آذار، وهذا حصل نسبيا عند الشيعة كذلك في بعض الدوائر المختلطة.

زعامة الحريري الراجحة على المستوى الوطني، لا تلغي وجود منافسين أقوياء لها على المستوى المحلي، فطرابلس وزعت مقاعدها على مرجعيات سنية عديدة (ميقاتي والصفدي) فضلا عن تيار المستقبل، وعمر كرامي (المعارضة) حصد حصل على 26 بالمئة من اصوات السنة في طرابلس، وأسامة سعد حصل على 27 بالمئة من اصوات السنة في صيدا، وعبد الرحيم مراد حصل على 29 بالمئة من اصوات السنة في البقاع الغربي، وجهاد الصمد حصل على 21 بالمئة من اصوات السنة في المنية-الضنية.

ثانيا: انقسام الصوت المسيحي مناصفة:

خسر التيار العوني تمثيله شبه المنفرد للصوت المسيحي عموما والذي تحصّل عليه إثر "تسونامي انتخابات 2005"، بيد أنه ما زال الصوت المسيحي الأقوى والأهم، يقف على رأس ثاني أكبر كتلة في البرلمان بعد كتلة الحريري، وتتكون من 21 مقعدا، أي بزيادة ستة مقاعد عن البرلمان السابق، وبلغة الأصوت فإن الجنرال عون الذي كان يدعي تمثيل 70 بالمائة من المسيحيين، لا يستطيع اليوم إدعاء تمثيل أكثر من نصف المسيحيين، فيما النصف الثاني موزع على الكتل المختلفة، ولم يحصل الحزبان المسيحييان الرئيسان المنافسان على الزعامة المسيحية سوى على 10 مقاعد مجتمعين: خمسة لكل منهما، القوات اللبنانية حافظت على مقاعدها الخمس، والكتائب رفع عدد مقاعده من مقعدين إلى خمسة مقاعد، حصل ذلك برغم اصطفاف رئيس الجمهورية والبطريرك الماروني وعشرات الكيانات والشخصيات المسيحية في جبهة واحدة مدعومة بالمطلق من قبل تيار المستقبل والمال السياسي (الخليجي).

ثالثا: سيبقى وليد جنلاط، وحتى إشعار آخر، زعامة مكرّسة للدورز بصرف النظر عن تقلباته وتبدلات تحالفاته. نتائج الانتخابات سجّلت تراجع وزن كتلته البرلمانية من 15 مقعد إلى 11 مقعد فقد، وذلك بسبب خسارة بعد الدوائر وتغوّل حلفائه عليه في أثناء إعداد اللوائح الانتخابية، خصوصا مرشحي الحزبين المسيحيين المنافسين للجنرال عون، حيث تمت التضحية بحلفاء جنبلاك من المسيحيين لضمان هزيمة التيار العوني وتقليص حجمه التمثيلي، وقد حصل خصومه ومنافسوه من الدروز على ما يقرب من 30 بالمائة من الصوت الدرزي.

رابعا: ما بعد الانتخابات:

انتهى ضجيج الانتخابات وصمتت الماكينات الانتخابية للكتل المصطرعة، والأرجح أن كافة الأطراف قد دخلت في مرحلة من المراجعة العميقة لما جرى وما سيأتي، وسط ترجيحات بأن تحالفات ما قبل السابع من حزيران لن تظل على حالها، وأن الأرقام التي توزع عليها الفائزون والخاسرون ستشهد تغيرات وتبدلات، وأن ثنائية – 14 -8 آذار مرشحة للفك وإعادة التركيب، مع أن من السابق لأوانه التكهن بالوجهة التي ستسلكها الأحداث والتحالفات، خصوصا مع تغير اتجاهات هبوب الريح الإقليمية والدولية، إذ في الوقت الذي تهب فيه عن واشنطن رياح تتسم بـ"الاعتدال والجنوح للتهدئة" تغذيها محاولات حثيثة لإطلاق عملية سياسية شاملة في المنطقة، فإن بعض العواصم العربية والإقليمية ما زالت على "هيجانها"، حيث لوحظ أن ردة فعل الرئيس أوباما على نتائج الانتخابات اللبنانية جاءت أكثر اتزانا وتوزانا من ردات فعل بعض العواصم العربية، إذ توجه بخطابه للقادة اللبنانيين جميعا، وليس كما فعل بعض الرؤساء العرب الذي سارعوا لمهاتفة سعد الحريري وفؤاد السنيورة، داعيا الى "حكم البلد بالتوافق واحترام حقوق الاقليات والمشاركة بروح من التسامح والتسوية"، على عكس مانشيتات الشماتة المذهبية الوهابية المموهة برداء رقيق من "الحداثة" لا يخفي غرائزيتها: "انكسروا وانتصر لبنان".

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ