-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
العدو
يقتل جنوده الأسرى بعد شاليط عبد
الرحمن أبو العطا* ظنّ
العدو أن قطاع غزة تلقى ضربات
سوف تجعل منه جبهة هادئة كجنوب
لبنان أو خانعة كحدود سيناء أو
الجولان إلا أنّ المجاهدين
يثبتون له في كل يوم بأنّ غزة ما
تزال عنواناً للعزّة وعريناً
للكرامة ومربضاً للأسود
وموضعاً للرباط برغم الحصار
الخانق ، ومنطلقاً للجهاد برغم
اتفاقات الذلّ والعار ومحاولات
إطفاء جذوة الجهاد. ففي
لحظات استرخاء باغت المجاهدون
العدو، و لكم شعر الناس بالسرور
للهجوم على الموقع العسكري
الإسرائيلي "ناحل عوز"
شرقي مدينة غزة وإن كانت وسائل
إعلام الصهاينة وحلفائهم أخفت
خسائرهم غير أنّ شهود العيان
أكدوا بأنّ العدو تكبد خسائر
فادحة ، وأنّه تعرض لعملية
ناجحة. ومما
أفاده شهود العيان أنّهم رأوا
أعمدة الدخان تتصاعد من المكان
وأنّ المجاهدين فجّروا جيباً
عسكرياً من نوع همر ودمروه بشكل
كامل، وجرت اشتباكات بين
المهاجمين وجنود العدو. و لا
أخفي سرّاً أنني عندما سمعت
الأخبار بأن العملية استخدمت
فيها الخيول وتخيلت بأن
المقاتلين يمتطون صهواتها
ويحملون معهم أسلحتهم وهذا
بالطبع نمط جديد قلت أنّ هذا خطأ
جسيم ؛ إلا أنّ الأمر لم يكن
بهذه الصورة فقد كانت الخيول
بداخل شاحنات مفخخة ولم تظهر
سوى داخل الموقع العسكري على
أرض المعركة مما أربك الصهاينة،
وبعد إتمام العملية أطلق
المجاهدون قذائف الهاون
للتغطية على عملية الانسحاب. وحسبما
أفادت مصادر العدو فإنّ
المجاهدين الذين اقتحموا
الموقع العسكري كانوا عشرة
مقاتلين، وبالرجوع إلى البيان
الصادر عن الجهة المنفذة وهي
جماعة اسمها "جند أنصار
الله" فإن الشهداء كانوا
ثلاثة : " على بعد 1300 متر
تقريباً من الخط الفاصل قام
العدو اليهودي الجبان باستهداف
إحدى المجموعات المنسحبة
والمكونة من ثلاثة مجاهدين
بصواريخ المدفعية الغادرة ؛
والتي أكرم الله عز وجل بها
الأخوة الثلاثة فقتلوا في سبيل
الله بعد أن أثخنوا في أعداء
الله اليهود قتلاً وجرحاً،
نحسبهم شهداء ولا نزكي على الله
أحدا وهم: الأخ المجاهد / هاني
محمد الترابين أبو عدنان من
مدينة رفح، الأخ المجاهد / طاهر
عيسى عيسى أبو مسلم من مدينة
رفح، الأخ المجاهد / فهد محمد
الميناوي أبو صهيب من مدينة غزة
". وهذا
يعني أنّ الاقتحام جرى وأنّ
المهاجمين انسحبوا وأنّ
العملية نجحت في تحقيق هدفها
غير أنّ الطائرات الإسرائيلية
هاجمتهم في طريق العودة وقصفت
المجموعة المجاهدة. إلا أنّ
حديثا دار عن محاولة لأسر أحد
الجنود الإسرائيليين فقد قال
قائد كتيبة 13 في وحدة جولاني
المقدم "أبينوعام ستليتس"،
أنّ المنفذين حاولوا خطف جندي. وهذا
الأمر قد يكون وارداً غير أن
البيان الرسمي لجماعة "جند
أنصار الله" لم يذكر ذلك كما
أنه لم يتحدث عن أية تفاصيل
متعلقة بالعملية سوى الفقرة
التي أوردتها أعلاه، وهذه
المقدمة : " تعلن جماعة جند
أنصار الله في أكناف بيت المقدس
عن مسؤوليتها الكاملة عن
"غزوة البلاغ" التي تمت
بحمد الله تعالى يوم الاثنين
الواقع في 15/جمادي الآخر
/1430هجري، والموافق لـ 8/6 / 2009
ميلادي. و التي أكرم الله فيها
المجاهدين من اختراق جميع خطوط
العدو اليهودي و تحصيناته
،والتي هي من أقوى المناطق
تحصيناً و حماية على طول الشريط
الحدودي الملاصق لقطاع غزة، إلى
أن وصلوا لنقطة التماس حيث تم
بحمد الله تعالى الاشتباك مع
قوات العدو وجهاً لوجه على بعد 30
متر تقريباً ،ودمر الله تعالى
بقوته جيب من نوع همر بمن فيه
بالكامل ، ثم تم بحمد الله تعالى
انسحاب كافة المجاهدين بسلام من
ميدان المعركة." في حين
أشارت مصادر العدو إلى محاولة
أسر أحد الجنود، كما أنّها ذكرت
عدد المجاهدين التقديري الذين
اقتحموا الموقع العسكري،
وتحدثت عن ثلاث شاحنات ، وسبعة
خيول مفخخة، وهذا يفتح المجال
أمام الاحتمالات. فلربما
لم يكن هناك اتصال بشكل جيد بين
المجاهدين وقيادتهم ، أو أنّ
المجموعة التي أسرت الجندي
انقطع معها الاتصال، فما الذي
يجعل العدو متأكد من أنّ
العملية تهدف إلى أسر جنود إلا
أن الأسر تم بالفعل والقصف جاء
لمنعه كما حدث أيام الحرب. وهذه
مسألة مهمة جداً وخطيرة تحتاج
إلى وقفة طويلة وإلى النظر
باهتمام ، حيث أنّ العدو أثبت
بأنّه عبارة عن مجموعة من
المجرمين التي لا تقيم لحرمة
الدماء وزناً ولا تعرف لها
قدراً فهو لا يهتم للدماء
اليهودية التي يعتبرها أقدس
الدماء ويثير العالم من أجل
حمايتها وهذا ليس جديداً بل هو
مذكور في القرآن الكريم لمن
أراد أن يخرج من حالة التيه
ويفهم الواقع على حقيقته. قال
الله عز وجل : { وَإِذْ أَخَذْنَا
مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ
دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ
أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ
ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ
تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنتُمْ
هَؤُلاء تَقْتُلُونَ
أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ
فَرِيقاً مِّنكُم مِّن
دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ
عَلَيْهِم بِالإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ وَإِن
يَأتُوكُمْ أُسَارَى
تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ
عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ
أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ
الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ
بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن
يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ
إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى
أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا
اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا
تَعْمَلُونَ } (84 ، 85) سورة
البقرة. وأيام
الحرب على غزة
شاهدة على ذلك فقد قالت
"كتائب الشهيد عزّ الدين
القسام" في
بيان لها : " تمكن مجاهدو
كتائب الشهيد الدين القسام ظهر
يوم الاثنين 5/1/2009 من أسر جندي
صهيوني، خلال المعارك الضارية
التي يخوضها مجاهدونا في مناطق
متفرقة من القطاع، واحتجزوه في
منزل، ولكن طائرات العدو
الصهيوني قصفت المنزل ودمرته
بالكامل وأودت بحياة جنديها
الهالك ". وفي
نوفمبر 1940 قام إرهابيون صهاينة
بتفجير سفينة (أس.أس.باتريا)
البريطانية التي كانت تقل
مهاجرين من اليهود إلى أماكن
خارج فلسطين، مما أسفر عن مقتل
252 شخصاً من اليهود ومن الشرطة
البريطانية، وكان يتزعم تلك
المجموعات الإرهابية اسحاق
شامير رئيس وزراء صهيوني سابق. فهؤلاء
اليهود فقدوا صفات الآدميين منذ
أنّ نبذوا كتاب الله وراء
ظهورهم وجعلوا لعقولهم القدرة
في مقابل الوحي الإلهي والنص
الملزم وخالفوا أمر الرسل بل
قتلوهم وقتلوا الصالحين منهم
وقدموا رؤوس أنبيائهم
لعاهراتهم قرباناً وعبدوا
العجل من دون الله تعالى وقالوا
بأنّه إلهنا وإله موسى ، ونبي
الله موسى عليه السلام بريء
منهم براءة محمد صلى الله عليه
وسلم من الديمقراطية والشيوعية. وأمام
هذه العقليات الصهيونية التي
جعلت الغاية تبرر الوسيلة أدعو
الإخوة المجاهدين في الجماعات
الإسلامية والمناضلين في
التنظيمات الفلسطينية إلى أخذ
هذا الأمر في الحسبان عند
التخطيط لأسر جنود في مرات
مقبلة، والتفكير بشكل عميق في
طريقة للتغلب على هذه الخاصية
السيئة التي يتصف بها اليهود
الإسرائيليون الصهاينة. ــــــــ *
كاتب وصحفي ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |