-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 15/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الوطنُ شعبٌ، ومقاومةٌ

د. فايز أبو شمالة

قبل سنوات طويلة، في زمن الاحتلال الإسرائيلي المباشر، عندما كان السلاح محرماً، والتستر على حامله تهمة، احتجت مبلغاً من المال لشراء أسلحة للتنظيم الذي عملت معه عسكرياً، فتوجهت إلى كثير من الأصدقاء الموثوق فيهم، واستلفت منهم، وكان من ضمن أولئك الأستاذ خالد حسني الأغا مدير مدرسة أحمد عبد العزيز الابتدائية، وطلبت منه مبلغ مائتي دينار أردني، وكان المبلغ وقتئذٍ يعادل راتبي لمدة شهرين، إذ كان للدينار قيمة تفوق قيمته هذه الأيام. تأملني الرجل جيداً، ولم يجب، ولكنه احضر ابنه، وأجلسه عندي في غرفة الضيوف في بيته، وخرج، وأحسب أن الذي دار في رأس الرجل، لماذا يريد مدرس مدرسة هذا المبلغ؟ ولم يكن يعرف عني نشاطي إلا صدق انتمائي للوطن، وحسن تعاملي مع الناس. خرج الرجل وتركني في بيته، وغاب قرابة نصف ساعة، ولكنه عاد وفي يده المبلغ.

أدركت أن الرجل قام باستلاف المبلغ، وأدركت أنه أحس بالغاية الوطنية لذاك المال، وهذا ما قاله لي حرفياً عندما زارنا في السجن بعد سنوات، قال: أدركت أن حاجتك للمال لم تكن شخصية، ولم أرغب في سؤالك لماذا؟ ولاسيما أن المخابرات الإسرائيلية كانت توجه تهمة التستر لكل من عرف شيئاً ولم يبلغ عنه!، وكان واجبي الوطني يحتم عليّ أن استلف، وأن أوفر إليك المبلغ، وكنت واثقاً من صحة ما تقوم فيه.

ما أروع الشعب الفلسطيني! يضحي للوطن دون تفكير، وهو جاهز للعطاء رغم التكلفة الباهظة، وقد يتردد في كل شيء إلا في العطاء للوطن، فلدى الشعب الفلسطيني مخزون طاقة عطاء لا تنضب، والشباب الفلسطيني مستعد للتضحية إلى أبعد مدى، والشعب الفلسطيني مستعد أن يحتضن المقاومة ويعطيها، ولا يئن من الوجع، فقط، يحلم الفلسطيني بوطن حر كريم، وبمقاومة لا تُطعن في الظهر، ولا تُخذل، ولا تتراجع، ويحلم الفلسطيني بقيادة وطنية موحدة، وصادقة، ومخلصة، وأمينة، قيادة حكيمة تعرف كيف تحقق له تطلعاته، ولا تتعامل معه على أنه فائض جمهور، وبقايا أقوام، وشعب لا يستحق الاحترام.

ما أروع هذا الشعب الذي يستخف بكل شيء إلا بالمقاومة! وتهون عليه الوظيفة، والراتب، والمقتنيات، والرفاهية، ولا يفرط بالوطن، وأمد الله في عمر الأستاذ خالد حسنى الأغا ابن خان يونس البطولة نموذجاً فلسطينياً للعطاء، وللوفاء الذي يتكرر في كل شارع، ويتكرر في كل زقاق، وموجود في كل مخيم، وفي كل قرية، ومدينة فلسطينية.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ