-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 17/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


السقوط الأخير للخيارات التفاوضية

بقلم / عائد الطيب

سقطت وبشكل مدوي و صارخ  كل الخيارات التفاوضية ,,, تراجعت كل المسارات و المبادرات الدبلوماسية ,,, واتضحت الأمور بلا لبس ولا غموض و لا حاجة لمحللين سياسيين أو حنكة خبراء ,,, سقطت كل الخيارات التفاوضية سقوطها الأخير الذي يؤكد فشل أصحاب تلك الخيارات و قصور رؤيتهم و ضحالة فكرهم ,,, سقطت تلك الخيارات لأنها ولدت مشوهة ممسوخة وغير منطقية ,, فكيف تكون خيارا في مواجهة عدو مجرم يمارس أفظع أعمال القتل المنظم و لا يتواني عن أخس الأفعال التي يترفع عنها أشر العصابات الإجرامية من قتل للأطفال و تمزيق أجسادهم و قتل للنساء و الشيوخ و هدم المنازل فوق رءوس ساكنيها و نسف دور العبارة .

 إن الأحمق نتنياهو أطلق الرصاصة الأخيرة على كل دعاة التفاوض و الحلول السلمية و ما شابه من مصطلحات يتلاعبون بها في محاولة الظهور بمظهر المحترفين و العالمين بقواعد و أصول اللعبة ,,, نعم ظهر الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني و تفضل الأحمق نتنياهو بتلك المهمة بإظهار الوجه العنصري لكيان وقح يدعي زورا وبهتانا أحقيته في أرض سلبها من شعب هو الأحق بها وهو صاحبها الأصلي ,,, ففي خطابه الأخير تقدم نتنياهو بوعد بالقبول بدولة فلسطينية منزوعة السلاح  مسيطر عليها برا وبحرا وجوا مقابل الاعتراف بيهودية الكيان الصهيوني و طالب أن يتم حل قضية اللاجئين بعيدا عن الكيان الصهيوني الذي هو المجرم الحقيقي و الرئيسي في هذه المأساة والذي يجب محاسبة قادته أمام محاكم الجرائم الإنسانية على ما اقترفوه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني ,,, و أكد أن القدس بكاملها عاصمة لكيانه المسخ ,,, و ازداد غرورا و عنجهية و هو يؤكد على عدم وقف اغتصاب الأراضي الفلسطينية و بناء المغتصبات في تحدي سافر وقح لكل العالم ,,,  نتنياهو بكل بساطة يطلب من الفلسطينيين التنازل عن ثوابتهم مقابل ماذا ,,, دويلة مطموسة المعالم ضعيفة أشبه بصورة كرتونية بلا سلاح و لا قوة و لا حدود ولا نفوذ و لا اقتصاد ومحرومة من كافة مكونات بناء الدولة ,

خطاب نتنياهو جاء ليكون الصفعة المدوية  لكل دعاة التفريط والتنازل ولكل الداعين لوقف نهج المقاومة و إتباع الطرق الدبلوماسية  ,,, خطاب نتنياهو كشف و بصورة جلية عن العقلية العنصرية و الإجرامية للصهاينة و أكد على أنهم ما زالوا يحلمون بإسرائيل الكبرى و أن أطماعهم بلا حدود شأن من سبقوهم من دول عنصرية و استعمارية و إن تفوقوا على جميع هذه الدول .

و في أمريكا الحليف الصهيوني جاءت التصريحات التي تؤكد مدى عمق و متانة العلاقة القذرة التي تربط أمريكا والعدو الصهيوني فقد  رحبت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخطاب نتنياهو واعتبرته "خطوة مهمة للأمام". في صفعة أخرى لكل المهللين و المسوقين لخطاب أوباما الذي ألقاه من القاهرة
إن اعتبار الإدارة الأمريكية لخطاب نتنياهو بكل ما اشتمل من تزوير للتاريخ و القفز على الثوابت الفلسطينية و إنكار حقوق الشعب الفلسطيني و فرض الرؤية الصهيونية لحل القضية  خطوة مهمة للأمام لا يعني سوى أن ملة الكفر واحدة و أن الحقوق لا تمنح وإنما تنتزع بقوة السلاح وبعزيمة الرجال القابضين على السلاح و الذين يحملون العقيدة في صدورهم و فلسطين كل فلسطين بين جوانحهم .

إن الرؤية أصبحت واضحة المعالم و التفاصيل و التضاريس و لمواجهتها يجب سحب المبادرة العربية و إلغاؤها و كأنها لم تكون و عدم طرح أي مبادرات تسوية أخرى من شأنها المزيد من التنازلات و الانتكاسات ,,,  يقابل ذلك يجب دعم المقاومة الفلسطينية بكل الوسائل و احتضانها لأنها هي الشراع الوحيد للنجاة بمركب الأمة وصولا إلى شاطئ النجاة

و فلسطينيا المطلوب إعلان حكومة وحدة وطنية ببرنامج يتبنى المقاومة و يعمل على تكريسها و رفض كافة الوسائل الأخرى و أي نهج لا يستمد من أصول عقيدتنا الغراء ,,, ويجب على الجميع الفلسطيني الإدراك تماما أن الوحدة هي أمر واجب و لا خيار لأحد فيه و لتسقط كل الأجندات الخارجية في سبيل إنجاح هذا الخيار فالمعركة تتخذ منحنيات و مزالق يتوجب معها التكاتف و صهر كافة الطاقات في بوتقة واحدة في سبيل أن نستطيع خوض المعركة القادمة و نحن أقرب ما يكون من أسباب التمكين و الانتصار بإذنه تعالى .

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ