-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الدوافع
السياسية و الاقتصادية للهجمة
على المقاومة احمد
الفلو*
من خلال سجلها التاريخي
الوطني المجيد , فإن الثورة
الفلسطينية في مسيرتها
الجهادية المظفرة عودتنا أن
يقوم رجالها بتصفية الجواسيس
والعملاء , وأن تدوس الثورة على
رقاب الخونة والمتاجرين
وتغتالهم دون أسف على أرواحهم
النجسة , وكان ذلك يتم بدعم شعبي
فلسطيني كامل , لأن فلسطين أسمى
و أجلُّ من أن يتلاعب بقدسيتها
أي منحرف وضيع
ولكن ما تشهده الساحة
الفلسطينية منذ اتفاقيات أوسلو
حتى الآن لا يبدو شذوذاً في
مسيرة الجهاد
فحسب , بل إنه انعطاف خطير و
انتكاسة هائلة لم يشمل الحراك
السياسي اليومي أو التنافرات أو
المماحكات الفصائلية حيث يقوم
الجواسيس بقتل المجاهدين بكل
فخر نيابة عن القوات
الإسرائيلية ,وإن ذلك الانعطاف
العكسي المتصهين في مسيرة
الجهاد الفلسطيني أضحى الآن
وأكثر من أي وقت مضى تياراً
قوياً له ركائزه و تواجده
المنظم في الضفة الغربية
المحتلة وله هيكليته الإدارية
المتحكمة المتمثلة بقيادة
الجنرال الأمريكي دايتون و
مساعديه ضباط الجيش الإسرائيلي
المتحكمين بما يسمى رئيس مقاطعة
رام الله و أعوانه المنتفعين
والذين يقومون الآن بدور على
درجة عالية من الخطورة , ولعل
أهم العوامل الحقيقية التي أدت
لنشوء تلك الطبقة الوضيعة تتمثل
بالآتي :
1- القدرة
الهائلة التي تتمتع بها
المنظمات المنبثقة عن الحركة
الصهيونية العالمية كالماسونية
والبهائية و القاديانية و نوادي
الروتاري و الليونز , و التي
قامت منذ عقود بالتخطيط و
التجهيز لزرع أنصارها و تجنيدهم
ودعمهم للوصول إلى المراكز
الهامة سواء في منظمة التحرير
الفلسطينية أو في حركة فتح أو
بقايا اليسار الفلسطيني, و هو ما
بدا جلياً باختيار تلك المنظمات
الصهيونية السرية لمحمود عباس
البهائي المعتقد الذي ابتدأ
باكورة شبابه في الخمسينيات من
القرن المنصرم بوظيفة مخبر
يتجسس على العرب المقيمين في
قطر ويقدم التقارير للمعتمد
البريطاني فيها , كما أن هناك
عشرات القياديين في حركة فتح
ومن مثقفي اليسار هم من الماسون
والروتاري و يعملون كجبهة
مساندة للصهيونية داخل فتح و
السلطة ,إضافة إلى المئات من
كوادر فتح يعملون كمرشدين
وأدلاء ومخبرين للموساد والجيش
الإسرائيلي مقابل المال و هو ما
كشفت عنه التحقيقات بعد حرب
الفرقان المجيدة
2- إن إدخال حوالي أربعين
ألفاً من جحافل المتفرغين
الفتحاويين إلى قطاع غزة والضفة
الغربية بموجب اتفاق أوسلو
الذين لا عمل لهم سوى استلام
رواتب من ميزانية السلطة بما
يتراوح بين ستة آلاف دولار إلى
ثلاثين ألف دولار شهرياً لكل
متفرغ , وهو ما تسميه قيادات
أوسلو إنجازاً وطنياً كبيراً,
بينما كان ذلك مرحلة تحضيرية
للتهيئة لصراع تتصادم فيه
إرادات المدافعين عن مخصصاتهم
الشهرية و رواتبهم ومكافئاتهم
ضد أصحاب النهج الوطني الإسلامي
المقاوم الذين تبنوا الدفاع
والاستشهاد طريقاً لتحرير كامل
التراب الفلسطيني , وهذا ما يفسر
ذلك الاندفاع القوي لوحدات
الأمن السلطوي بقيادة ضباط
إسرائيليين وهم يقومون نيابة عن
الجيش الإسرائيلي باغتيال و
اعتقال مجاهدي حماس في الضفة
الغربية.
3- منذ تواجدت فصائل منظمة
التحرير في لبنان ثم في تونس و
ما بعد ذلك فقد نشأت داخل أحشاء
المنظمة طبقة تجارية على مستوى
القيادات السياسية والعسكرية
لها مصالح وأعمال , وربما كان
توافر ذلك الكم الهائل من المال
بيد القائد العام للمنظمة
الراحل عرفات أحد أهم عوامل
نشوء الفساد المالي والسياسي في
فتح لأن الراحل كان يستخدم ذلك
المال كأحد أساليب شراء ولاء
الناس لشخصه وقيادته ثم إبقائهم
تحت مظلته الشخصية دون التحقق
من ولائهم لفلسطين مما شجع على
ظهور الفئوية المناطقية في
البداية ولكن بعد أوسلو وما
تلاها من دخول تلك الفئات إلى
غزة والضفة تطورت أشكال الفئوية
المناطقية إلى الفئوية
التجارية و تعزيز المصالح
الاقتصادية لفريق أوسلو
الفتحاوي ومن شايعهم فتم تدشين
مشاريع كازينو القمار في أريحا
و تلاه مصنع البيرة في رام الله
و تجارة الإسمنت وغيرها وكلها
تابعة لمسؤولي السلطة
الفتحاويين , ولا ننسى مشاريع
الملاهي الليلية وفنادق الخمس
نجوم التي يمتلكها دحلان وشعث و
قريع و عريقات و الطيب وأبو
ردينة ونبيل عمرو و حكم بلعاوي
وكثيرون , و لكن بعد رحيل عرفات
تبلورت التحالفات الاقتصادية
بشكل حلف سياسي اقتصادي أكثر
شراسة , فتصادمت اليد الحمساوية
الطاهرة المتوضئة ضد الذين
يتنازلون لإسرائيل عن الأرض
والمقدسات مقابل تسهيلات
تجارية وضمانات مصرفية يمنحها
لهم العدو الإسرائيلي , فيطرح
عباس مثلاً برسالة إلى بيلين
مشروع قرية أبو ديس بديلاً عن
القدس كعاصمة للدولة
الفلسطينية الموعودة وذلك
مقابل تعهد إسرائيلي بتنصيبه
رئيساً لسلطة الحكم الذاتي
المحدود , ثم تنازله عن حق
العودة للاجئين مقبل دعم
إسرائيلي له بمساندته في حربه
التي يشنها على المقاومة
الإسلامية الفلسطينية وتثبيته
كرئيس بعد انتهاء ولايته.
إن القول بأن حملات القتل
والمداهمة والتصفية داخل
السجون التي يقوم بها جنود
دايتون السفلة هي
نتاج الخلاف على المناصب
السلطوية بين فتح وحماس, أو أنه
انقسام في الصف الوطني
الفلسطيني هو
ضرب من الهراء السخيف يردده
البعض دون فهم , لأن شعبنا واحد
لا شروخ في بنيته , بل إنه صراع
بين نهجين الأول يدافع عن
شركاته ومصالحه المالية
والتجارية على حساب الأرض
والمقدسات وسفك دماء المجاهدين
و يتمثل بالنخبة التجارية
الفتحاوية التي تريد تحويل
الضفة إلى مركز تجاري للترفيه
عن أبناء صهيون, بينما يتبنى
النهج الآخر طريق الجهاد و
المقاومة ومقارعة العدو و شعاره
نصر أو استشهاد, و لا صحة لما
يقول البعض قتال الأشقاء , فلا
يوجد عندنا نحن أبناء فلسطين
أشقاء من طراز جنود دايتون فياض
إنهم في الخندق الإسرائيلي
المعادي للمقاومة و الشعب
وإن من رحمة الله تعالى على
شعب فلسطين أن سخَّر لهم
الطليعة المجاهدة من أبناء
القسام الذين تمكنوا من تحرير
قطاع غزة من أنصار عباس شراذم و
لقطاء الصهيونية, ولم تكن تلك
الخطوة سوى تعزيز للوحدة
الوطنية وإعادة الوجه المجاهد
والصامد لشعبنا وثورتنا وليس
كما يحلو للبعض تسميتها تكريس
للانقسام , خاصة وأننا نعرف أنه
ليس هناك سلطة حقيقية قبل
التحرير و رجال القسام لا
يأخذون من حطام الدنيا شيئاً بل
يقدمون أرواحهم مقابل جنة الخلد
ــــــــ *كاتب
فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |