-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 24/06/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


عندما يكذب الزعماء ؟!

عريب الرنتاوي

كل يوم يمضي، تتكشف فيه حقائق جديدة عن أقذر عملية خداع كونية، قادها رجلان اثنان: جورج بوش الابن وطوني بلير....كذبا على شعبيهما، زوّرا الحقائق والمعطيات...تصرفا كزعيمي عصابة يريدان النيل من "الخصم الافتراضي" بأي ثمن وأي وسيلة، حتى عندما تيقينا من أن هذا الخصم - وهو في حالتنا هذه العراق في عهد صدام حسين- لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل، ولا صلة له بالقاعدة وأحداث الحادي عشر من سبتمبر على وجه الخصوص.

انكشف المستور، والمذكرة التي كتبها المستشار السياسي لطوني بلير السير ديفيد ماننغ معيبة بحق رئيس وزرائه وشريكه في الحرب على العراق وأفغانستان والإرهاب: طوني بلير وجورج بوش الابن، هذا الرجلان وفقا لماننغ لم يتصرفا كزعماء لدولتين كبريين من المفترض أنهما تجسدان منظومة قيم الحضارة الغربية، وأنهما من موقعيهما على رأس دولتين عظميين، يفترض بهما حماية السلم العالمي والشرعية الدولية، لا أن يتصرفا كأي "بلطجي" يريد أن يفتعل شجارا في الحي، حتى وإن اقتضى الأمر بناء سيناريوهات استفزازية لجر العراق لحرب، وضربه في نهاية المطاف، حتى وإن رفض الانجرار والاستجابة لهذا التحدي السمج.

ما الذي كان الرجلان يضمرانه في سريرتيهما حيال العراق، وهما يفكران بكل وسيلة لتدميره وشن الحرب عليه وإدخاله في بوتقة حرب أهلية وانقسام مذهبي وقومي لا يخرج منه موحدا، هل بلغ الحقد بهما أن يحمّلا ضميريهما الميتين وزر كل هذه الضحايا والعائلات الثكلي والأيتام والأرامل، ألم يفكرا أيضا بدماء أبنائهما الجنود ومليارات الدولارات التي سرقت من عرق دافعي الضرائب من أبناء جلدتهما، من أين يأتي كل هذا الحقد الدفين، ولماذا؟، وهل يمكن لمن انحدر إلى هذا المستوى اللا أخلاقي، أن يواصل مهمته كمبعوث سلام في المنطقة، أليس حريا به أن يُجلب مخفورا إلى معتقل أبو غريب أو غوانتنامو، من هو الأخطر على البشرية والسلم العالمي، إرهابي قتل عشرة أو عشرين شخصا، أم "رجل دولة" تسبب في قتل مليون نسمة وتشريد أربعة ملايين آخرين.

هل يكفي أن نحقق في الحرب ونستجلي الحقائق، أم أن منطق الأمور يستدعي مدها على استقامتها، وما قيمة التحقيق إن لم ينته إلى وضع الجناة خلف القضبان، هل نحن نتحدث هنا عن رجل دولة أخطأ في التقدير أو التحليل، أم عن رجل كذب وتآمر وزوّر وأخفى حقائق وتصرف بأجندة أخرى غير تلك التي كان يعلنها على الملأ، رجل ورّط المنطقة والعالم في حرب لن تنتهي مفاعيلها لسنوات قادمة، هل يستحق رجل كهذا غير السجن والتشهير وسحب الألقاب وإنهاء الخدمات فضلا بالطبع عن لعنات التاريخ التي ستطارده إلى أبد الآبدين؟!.

 

هل يكفي أن يقول لنا تحت ضغط التحقيقات بأنه آسف، وأن عقارب الزمن لو عادت للوراء لما فعلت ما فعلت، هل تكفي طقوس الندامة هذه إن مارسها الرجل / الطاووس مكرها للتكفير عن خطاياه والتغطية على سوءاته.

أول ما يتعين فعله، هو الإصرار على فتح التحقيق وجعله علنيا ونقله من لندن إلى واشنطن كذلك، ومثلما حاكمت البشرية الجنرال بينوشيه وهو على كرسيه المتحرك في أرذل عمره، يجب أن تلاحق مشعلي الحروب المجانية، أو حروب الاختيار كما وصفها الرئيس أوباما، حتى لا يستسهلنّ أحد قرار الحرب والعدوان، وحتى نعمم ثقافة عدم الإفلات من العقاب وعدم تقادم الجرائم ضد الانسانية، أليس هذا ما تعلمنا إياه مدارس الديمقراطية وحقوق الانسان الأنجلو ساكسونية؟!.

طويت صفحة جورج بوش الأبن، بيد أن إرثه الدامي ما زال يطحن عشرات الأرواح البرئية يوميا، فهل يعقل أن يقال لرئيس كاذب: عفى الله عمّا مضى، وهل يمتلك الأمريكيون الحق في طي هذه الصفحة، ومن الذي يمتلك الصفح والغفران غير العائلات الثكلى في العراق، والأمر ذاته ينطبق على طوني بلير، الذي لم تطو صفحته بعد، وما زال "يتنطط" أمامنا واعظا ومبشرا بالسلام، تماما كما في قصيدة أمير الشعراء عن الثعلب الذي برز يوما في ثياب "الواعظينا"، ومشى في الأرض يهدي ويسبّ "الماكرينا"، فهل أقل من أن يغرب عن وجوهنا، أليس من اللائق للقادة العرب، ومن باب حفظ الكرامات، أن يوصدوا عواصهم في وجهه، وأن يعلنوه شخصا غير مرغوب فيه "persona non grata" في عالمنا العربي، ولم لم يفعلوا ذلك من قبل وهو الذين يعرفون أكثر مما يعرف ماننغ عن تلك الأزمنة القذرة ؟!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ