-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
لا
جديد في كلمة مشعل د.إبراهيم
حمّامي بعد
انتظار وترقب، وعلى مدى ساعة
كاملة، ومن خلال نقاط واضحة،
جدد رئيس المكتب السياسي لحركة
حماس مواقف حركته، ووضع النقاط
على الحروف، وأعاد التأكيد على
الثوابت المعروفة، وخاطب
العالم بلغة سياسية واقعية
متقدمة. لا جديد
في كلمة مشعل، هكذا أجمع معلقو
فريق رام الله والاحتلال، اجماع
اعتدنا عليه بحجم التنسيق
والتعاون المستمر بينهما،
الاحتلال اعتبر أنها لم تأت
بجديد لأنها لم تخفف معاناة
الشعب الفلسطيني – هكذا قلبهم
علينا – وفريق رام الله أراد أن
يخلط الأمور على طريقة "الجلا
جلا"، محاولاً الايحاء بأن ما
طرح في موضوع الدولة الفلسطينية
هو ذاته ما تبنته فتح ومنظمة
التحرير قبل سنوات، وبالتالي لا
جديد، وهو ما توقعناه ورددنا
عليه بالأمس وقلنا: "الفرق
بين الاحتمالين الثاني والثالث
كبير وكبير جداً، هو الفرق بين
ما تطرحه سلطة أوسلو بقيادة
فتح، وما طرحه الشيخ الشهيد
أحمد ياسين في ثمانينيات القرن
الماضي وأكد عليه الشهيد عبد
العزيز الرنتيسي عام 2002، إنه
الفرق بين قبول الدولة
الفلسطينية كمرحلة دون التخلي
عن باقي الحقوق، والقبول بها
كحل نهائي يسقط كل الحقوق كما
يطالب عبّاس ومن معه، وكما
يحاول البعض الخلط بين الاثنين
عن جهل أو لؤم بأن حماس تبدأ من
حيث انتهت فتح، وأنها اليوم
تقبل ما قبلته فتح قبل 20 سنة،
طرح يقصد به فقط اعفاء من فرّط
وتنازل وأجرم منذ أوسلو وحتى
اليوم، ومحاولة مفضوحة للقول أن
الجميع "في الهوا سوا"،
ليضيفوا لماذا كل هذه التضحيات
والخسائر ما دمتم ستقبلون اليوم
ما رفضتموه قبل عقدين من الزمن،
مع التذكير أن الطرح السياسي
المقصود اليوم كان قبل أوسلو
ومصائبها، والتنويه أن قبول
الدولة الفلسطينية يختلف
تماماً عن قبول حل الدولتين". نتفق
ولكن من زاوية مغايرة تماماً
بأن كلمة رئيس المكتب السياسي
لا جديد فيها، المواقف ذاتها،
والثوابت ذاتها، والمباديء
ذاتها، وهو ما كنا نتوقعه
ونتمناه، وهو ما طالبنا به ، وقد
كان، لأن بيان اليوم جاء دون
تنازل أو تفريط، دون تغيير أو
حرف للمواقف، لكنه أيضاً خاطب
العالم بلغة يفهمها تماماً،
أوضح برنامج الحد الأدنى
المقبول فلسطينياً، أحرج رواد
التفاوض العبثي، ورد على ترهات
نتنياهو. نعم لا
جديد، وهل كنا نرغب بغير ذلك؟
الدولة الفلسطينية وبشروط
معلنة، المقاومة حق مشروع لا
يتخلى عنه الشعب الفلسطيني،
مثله مثل باقي الشعوب، التحرير
قبل الدولة، العودة حق مقدس لا
حياد عنه، القضية مقدمة على
الحركة ومصلحة الوطن فوق كل
المصالح ولا يحق لأية قياد أن
تجعل زمن
الاعتراف بها التنازل عن
الحقوق، المصالحة خيار
استراتيجي، مع ليونة ومرونة في
موضوع المصالحة مقصودة تبقي
الباب موارباً أمام الحوار، لكن
مع رفض الاستئصال، ورسائل واضحة
للادارة الأمريكية. لا جديد
لأن مشعل أكد أن حركته متمسكة
بثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني،
زاوج بين خطاب المقاومة، ورسائل
السياسة، خيّب آمال من كانوا
يتربصون ليدعوا أن حماس تبدأ من
حيث انتهى غيرها، هكذا يتقولون،
ومع كل هذا وذاك خرجوا يتصايحون
بأنه لم يأت بجديد! لا
نبالغ إن قلنا – ولسنا ممن يعشق
المديح – أن كلمة اليوم كانت
بياناً ودرساً سياسياً من
الطراز الرفيع، رسّخ لمرحلة
سياسية جديدة، وأجلى كل غموض
والتباس، وقطع الطريق على
المتصيدين في الماء العكر. هل
يتلقف العالم هذه الرسائل،
ويتعامل معها بما تستحق، أم
يبقى الانحياز للمحتل كما هو؟
سؤال ستحمل الأيام القادمة
الاجابة عليه. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |