-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 01/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


لبنان ما بعد الانتخابات اجترار للاجندات

روشن قاسم

عندما أعلن  تحالف "14 آذارالذي يضم  تيار المستقبل متمثلة بشخص  سعد الحريري والحزب الاشتراكي التقدمي وهو التيار الدرزي الذي يتزعمه وليد جنبلاط وحزب القوات اللبنانية المسيحي الذي يقوده سمير جعجع ، إلى جانب قوى سياسية أخرى ، الفوز على تحالف "8 آذار" المكون من حزب الله بقيادة حسن نصر الله و حركة أمل الشيعية  والتي يقودها رئيس البرلمان نبيه بري ، والتيار الوطني الحر المسيحي الذي يقوده قائد الجيش الأسبق ميشيل عون، إلى جانب حزبين مسيحيين أخرين ،  كان بمثابة  اعلان النصر لقوى  14 آذار في  صراعه مع قوى المعارضة " 8 آذار " منذ 14 فبراير (شباط) 2005  .

ولعل  فوز الحريري على نصر الله قد عمق الخلافة في معادلة صعبة فمن فاز بكل الاحوال ستكون النتيجة ذاتها ، وبعد معركة انتخابية شرسة، يفتح الباب مجددا أمام سيناريوهات مطبوخة في مطابخ دول الممانعة ( إيران مع حليفتها سوريا) ومطابخ أخرى والمرحلة المقبلة ستكون  اجترار الاساليب و الأدوات ذاتها في تصادمات المعارضة مع المولاة والمبررات نفسها اي ان  المسافة بينهما  ستتباعد  أكثر.

واسباب الازمة التي ستستمر لها ايضا مبرراتها المقنعة بالعودة لاسباب  الصراع بين حزب الله ورفيق الحريري، و بعيدا عن  الوقوع في فخ المقارنة بين قطبين إلتقاءهما مرهون بتوحيد الرؤى الناتجة اصلا عن تراكمات تجاذبات عقيمة، واحتمالات تخصيب التوافقات في تربة مقفرة غير قادرة على استيعاب النقضاء ، لبنان البلد الذي يمثل حلبة مصارعة للاجندات العنيدة العتيدة في الصراعات  التاريخية للمنطقة (الصراع الاسرائيلي، العربي ) (الصراع ،الشيعي السني ) (الصراع الامريكي، الايراني) و(الصراع العربي ،العربي)  ومن هنا  فان  والازمة العقيمة  والسبب المحوري كان و مايزال يتركز حول ان  كل طرف قد حسم كيفية معالجة التوجهات المتعاكسة  في الميل لاحد اقطاب المتصارعين دون الاخر مثل حزب الله ممثلة(ايران وسوريا) وقوى تيار المستقبل متأثرة با (السعودية )  ، وهناك  في لبنان لعب على الحبلين وفقا للمصالح مثل ميشيل عون،  ومنهم من ظل في صراع تاريخي أبدي نتيجة تخوفات تهدد معنى الوجود، وظل وحيدا لايحيد الا  بتوافق توجهاته و التي تنسجم مع أمنه الطائفي متمثلة ال المارونيين ، والذين ظلوا متجندين لايحيدون عن خطهم وهذا يعني ان  استمرار أحدهما لابد ان يهدد الاخر ليس بالمنظور اللبناني بل بمنظور أصحاب الاجندات،  والتي أفرزت معطيات أصبح من خلالها تواجد الاتجاهات المتعددة يخل بالهام الوحيد لدى لبنان وهو استقرار البلد الذي لاقى الويلات ضمن دائرة تصفية الحسابات الخارجة عن حدوده، و التي مازالت مصرة على التوغل في رحم لبنان لتسرطن اي بادرة تنذر بولادة الاستقلال الذي استعصى على لبنان و اللبنانين 

ان فوز الحريري على نصر الله قد عمق الخلافة في معادلة صعبة فمن فاز بكل الاحوال ستكون النتيجة ذاتها ، وبعد معركة انتخابية شرسة، يفتح الباب مجددا أمام سيناريوهات مطبوخة في مطابخ دول الممانعة ( إيران مع حليفتها سوريا) ومطابخ أخرى والمرحلة المقبل ستكون  اجترار الاساليب و الأدوات ذاتها في تصادمات المعارضة مع المولاة والمبررات نفسها اي ان  المسافة بينهما  ستتباعد  أكثر.

 

خلافات متجذرة في التوجهات

لقد كان  لاغتيال رئيس الوزراء  رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005، وتوجيه أصابع الاتهام الى سوريا وحليفتها في لبنان (حزب الله) ، الاثر الاكبر حول صياغة منهجية الصراع السابق وتحولها الى الشكل الثابت دون تقديم اي تنازل و المعضلة ان العب اصبح بالاوراق المكشوفة.بعد فشل  محاولات ردم الصدع التاريخي الذي قسم الخارطة اللبنانية فمن المعروف

 أن الوصاية السورية الموجودة في لبنان منذ عام 1976، التي تبلورت بشكل شبه كامل بعد اتفاق الطائف، وتوتر العلاقات بين رفيق الحريري والنظام السوري حول التمديد للحود الرئيس اللبنابي السابق واستقالة الحريري و بالتالي اختياره للعب دور المعارضة و تشكيل جبهة ترفع الحصانة عن النظام السوري بما يخص الملف اللبناني العزيز على مصالحه

واحتمالات نسف المخططات التي سعت سوريا منذ عقود لتنفيذه، حتى غدت نهجا لايمكن العدول عنه ، كل هذا هيئ جوا مناسبا  لاحتمالات نجاح تصفية الحريري وايا كانت الجهة.

 و الخلاف بين الحريري وسوريا يعني الخلاف بين الحريري وحزب الله المندوب السامي للحلف الايراني السوري في لبنان

الخلاف بين حزب الله ورفيق الحريري كانت بطبيعة الحال نتيجة تقاطع وتضارب وجهات النظر حول قضية أساسية ألا وهي في ماهية دولة لبنان ، كما هو معروف رفيق الحريري كان واحداً من بين أغنى مائة رجل في العالم، وعمل خلال الثمانينيات كمبعوث شخصي للعاهل السعودي الملك فهد في لبنان و(هذا كان له دور ايضا في ما ابدته ايران وسوريا من مخاوف تجاه تلك شخص الحريري)، والذي لعب دورا هاماً في صياغة اتفاق الطائف.

الحريري اخذ يهتم بلبنان كبلد انهكته الصرعات الداخلية من جهة  والاحتلال الاسرائيلي من جهة أخرى ولتحسين الاقتصاد قام منذ  توليه رئاسة الحكومة في 1992 .وخلال أيام الاولى على تسلمه منصب رئاسة الحكومة  إرتفعت قيمة العملة اللبنانية بنسبة 15% بتخفيض الضرائب على الدخل إلى 10% فقط. وقام بإقتراض مليارات الدولارات لإعادة تأهيل البنية التحتية والمرافق اللبنانية، وخلال تلك  الفترة إرتفعت نسبة النمو في لبنان إلى 8% عام 1994 وانخفض التضخم من 131% إلى 29% واستقرت أسعار صرف الليرة ،واستطاع ان يجد للبنان  مكانة  اقتصادية وسياحية في العالم العربي والغربي، وكان الحريري الى جانب إعماره لبنان متمسكاً بحق لبنان بالمقاومة واسترجاع الأرض من الإسرائيلين.

اما حزب الله الولد الشرعي لايران والخطوة الايرانية  الاولى في بناء مراصد لها في دول الجوار بعد الثورة السلامية الايرانية  1979، وولادة حزب الله كانت نتيجة الحاجة لتعزيز الجبهة الامامية لايران وذلك من خلال  بناء تنظيم سياسي يقوم على اساس ديني  لديه قدرات عسكرية ويكون قادرا على التصدي لاي قوى  تهدد  إيران، اذا ولاستكمال بناء الحزب فان ايران كانت تقوم بتمويله، وتمرير الاسلحة له في لبنان عبر سوريا و مجموعة من الإيرانيين أشرفوا على وضع خطط العمل والتدريب لحزب الله، و الايرانيون ساهموا في عملية تدريب واعداد حزب الله. بالاضافة الى ان قيادة حزب الله اخذت الاسس النظرية والعملية لتأسيس الحزب وتطويره من إيران.، واستطاع حزب الله  الصناعة الايرانية الخالصة ان ينتشر  في لبنان وخاصة الاوساط الإسلامية الشيعية وخاصة ان الجو كان مهيئا أنذاك لفكرة المقاومة المسلحة لدى غالبية الشارع العربي.

و تقاطع المصالح والاجندات بين الطرفين ومزاحمة الحريري لحزب الله وعرقلته  لتمرير الاهداف التي شكل على أساسها كانت السبب الاساسي لتوترات العلاقة بين الطرفين  خاصة بعد ان دخلت سوريا الى الخط مباشرة مع حزب الله بعد وفاة حافظ الاسد .

 

سوريا من موقع المشرف الى اللاعب الاساسي مع حزب الله

بعد ان أعلن وزير الداخلية اللبنانية زياد بارود نتائج الانتخابات النيابية التي جرت  في 7-6-2009 عن فوز تحالف 14 آذار جاء الرد السوري سريعا ليطعن بفوز التحالف من خلال اتهام 14 آذار بشراء الاصوات واصبحنا نتوقع ردود الفعل السورية الداعمة لحزب الله والتي بدأت تتجذر بعد رحيل حافظ الاسد وتولي ابنه بشار الاسد لمنصب الرئاسة خلفا لوالده في 2000 ويعتبر هذا التاريخ بداية العلاقات المتشنجة بين رفيق الحريري والنظام السوري الوصي على لبنان آنذاك .

الحقيقة اننا لكي ندرك أبعاد علاقات النظام السوري مع حزب الله فانه من الاهمية ان نعود الى نشأة وتطور هذه العلاقة وكما هو معروف ان اللبنانيين والسوريين هم ابناء شعب واحد في دولتين مستقلتين من وجهة نظر الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، وحافظ الاسد كان مدركا ان حماية الامن السوري تبدأ من لبنان، وهذا الاتجاه بدأت تتبناه سوريا في ظل قيادة حافظ الاسد وهو الرئيس السوري الاول الذي كان ذات رؤية واضحة فيما يتعلق بقبول لبنان كيانا مستقلا عن سوريا وحتمية  ان يتعامل معه على هذا الاساس، وحسم الخلاف التاريخي الذي ظل قائما بين البلدين حول ان لبنان جزئ من سوريا ، وهكذا جاء  توقيع الوثيقة الدستورية بين حافظ الاسد و سليمان فرنجية في شباط 1976 والتي تضمنت 17 بندا للاصلاح ونصت على استقلالية لبنان  هويته العربية .

والوجود الفلسطيني الكثيف والمتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان والذي ساعد  حافظ الاسد فيما بعد لخطوة كبيرة ضمن استراتيجيته حول الملف البناني _ الوجود الفلسطيني الكثيف والمسلح في لبنان _ أدى الى تشكيل  دولة في داخل دولة لبنان و هذا التمركز الفلسطيني في جنوب لبنان ادى الى مخاوف على اعتبار لبنان وطنا بديلا للفلسطينين، وفي عام 1970 اندلعت معارك عنيفة بين الجيش اللبناني وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وكانت المبرر القوى لسوريا لعبور الطوابيرالمدرعة السورية في عام 1976 الى لبنان، فالبنان  بالنسبة للاسد كانت دائما اشد خطرا وحتى عداء من اسرائيل اذا ما تحولت عن مسار المقاومة وخوفا من ان تصبح  الامور تجري بما لاتشتهيه انتصاره في حرب تشرين التي خاضها الاسد مع اسرائيل عام 1973 والتي رفعت من رصيده في الشارع العربي وجعل الاسد بالتالي من سوريا بلدا لايستهان به وممرا ملزما العبور من خلاله في اي اتفاقات تبرم بشأن السلام مع اسرائي لم يكن الاسد مستعدا لان يضرب تحصيناته وانجازاته عرض الحائط وكان حريا ان يحصن بوابة لبنان والرياح المحتملة التي قد تنسف تطلعاته المستقبلية ولذا لم يكن الاسد يقبل ان توقع لبنان اتفاقات انفرادية مع اسرائيل مهما كلفه الامر.

وكانت البداية الشرعية للتحقيق تطلعات الاسد في لبنان والتي جرت على لبنان حربا كلفته الكثير تحت ذريعة الوجود العسكري السوري فياراضيه ،والذي يشكل تهديدا لاسرائيل، و بدأت اسرائيل باجتياح لبنان في 1982، ورغم مرارة الاجتياح فان الاسد لم يتهاون في التصدي  لاتفاقية 17ايار 1983 الذي طرحته اسرائيل بعد وقف هجماتها، والذي يفرض على لبنان انسحاب الجيش السوري و الفلسطيني منه، وتوج نجاح الاسد في اعلان الحكومة اللبنانية بعد مرور اقل من عام بإلغاء الاتفاق الى ان بدأت في 1989 اجتماعات الطائف بالمملكة العربية واثمرت  عن توقيع اتفاق الطائف الذي اكد على مركزية الدولة اللبنانية باعتبارها دولة واحدة وعاد وصرح الاسد عقب الاتفاق ليؤكد ان " بين سوريا ولبنان لم نصنعه نح وانما صنعه الله"

ولعل تجربة تلك المرحلة  تحديدا والتي بدأت تنذر بتغيرات بعد الدخول السوري الى لبنان والذي لن يحلو لها الاقامة في ظل مطالبات من اسرائيل بالخروج من لبنان والسعودية ومصر لن تقبلا بدور اقل من سوريا في المنطقة كل هذا ،  جعل من الاسد يفكر بأسلوب آخر وفي ظل العلاقات السورية الايرانية والمصالح المشتركة و وفق المنطلقات التي تنطلق منها منهجية البلدين في تشكيل قوة ممانعة تقف امام اي تهديد يستهدف تطلعات الثورة اليانعة في ايران ورغبتها في تصدير الثورة الى دول الجوار  وايضا حزب العث السوري الوصي على الامة العربية والذي حقق نصب نفسه مرجعية الفكر القومي العربي ،  وهكذا لم يمانع الاسد وتماشيا مع رغبة ايران فقد تم تشكيل تنظيم عسكري داخل لبنان، البوابة التي يخشاها البلداد والتي قد تحمل رياح تغيير مسار الانجازات الى احباطات ، ومع ان الجانب السوري والذي كان الراعي لحركة امل في لبنان لم يكن مضطرا لتشكيل تنظيم قائم على اساس طائفي ولكن الاسد لم يمانع لتكون سوريا ممرا لايران في دعم وتمرير الاسلحة وتدريب التنظيم ولعل الاسد لم ينته وقتها لمخططات الايرانية في تشكيل طائفة شيعية مسلحة ضمن مشروعه الطويل الامد لتصدير الثورة الايرانية للمنطقة، ولكن حافظ الاسد وبحكمته وجرأته يظل هو المحرك للوضع اللبناني ولم يسمح لحزب الله ان يفرض مرجعية ايران دون موافقته في لبنان وظل الاسد الاب الرجل الذي يخشى منه ، وهكذا كانت هيمنة سوريا على لبنان من الانجازات التي حققها حافظ الاسد بعد صراع طويل بدءا من منتصف السبعينات وحتى اتفاق الطائف وجعل  حزب الله الميليشيا الوحيدة التي احتفظت بسلاح وهذه الخطوط العريضة اي علاقات سوريا وايران ورعاية حزب الله كانت من ضمن وصية الاسد الاب للاسد الابن.

 

عهد بشار نظم علاقات جديدة مع حزب الله

المغازلة السورية مع حزب الله بدأت تأخذ الشكل العلني  بعد وفاة الاسد الاب ومبالغة بشار السد في دلع نصر الله  ، اذ ان علاقات سوريا وحزب الله قبلها  كانت تدخل ضمن العلاقات السورية الايرانية في  اطار التنسيق المشترك بين البلدين آنذاك

ولكن الانتقال في المواقف السورية من الرصانة السياسية السورية في  تعاملها مع الملف الليناني الى الهرولة لتعزيز مكانها ضمن الهلال الشيعي ، بات واضحا بعد تولي بشار الاسد في 2000  زمام السلطة خلفا لوالده حافظ الاسد، وقد أجمع المراقبون والمحللون السياسيون الذين امضوا ثلاثين عاما لفهم و سبر أبعاد استراتيجية الاسد، فيما استطاعوا فقط لسنوات قليلة تحليل وتفسير تجربة بشار الاسد  ان بشار وقع تحت تأثير منظومة الممانعة متمثلة بإيران عن طريق حسن نصر الله "

ففي مقارعة بين سطوة وهيمنة الوجود السوري واستدراك المطالبة بالخروج السوري بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان و عودة رفيق الحريري الى رئاسة الوزراء اختار بشار ان يثقل من وزن حزب الله، فقد سمح لحزب الله باقامة منطقة خاصة به في جنوب لبنان بعد الانسحاب الاسرائيلي ومن جهة اخرى دعمها للحود

ووصلت المواجهة بين بشار والحريري الى اوجها في 2004 عندما اصر بشار على التمديد للحود وبعد التمديد اصدر مجلس الامن القرار 1559 والذي يطالب سوريا بسحب قواتها من لبنان واتت التظاهرة الشكر لسوريا في 8آزار 2005 والتي جاءت بطلب من نصر الله كعربون للاسد وطعنة في ظهر المطالبين في لبنان بالخروج السوري (قوى 14 آذار)  وبدأ الاعلان الرسمي على التحام بشار مع نصر الله

ووصول سعد الحريري الى رئاسة الحكومة المقبلة في لبنان سوف يزيد من هذا الالتحام وخاصة ان فوز قوى 14آذار سيكون الدافع للمطالبة بالمحكمة الخاصة باغتيال الحريري السبب الذي اوصل سعد الحريري لاول مرة لرئاسة الحكومة والهدف الاساسي الذي اجتمعت عليه قوى 14 آذار والذين وقفوا صفا واحدا كان  لخروج القوات السورية من لبنان.

لعل التركة التي خلفها الاسد الاب للاسد الابن كانت ثقيلة ولكن هل تسائل بشار الذي حرص على متابعة مسيرة والده لو ان الاسد الاب كان في هذه الظروف هل كان سيتعامل بالاليات ذاتها

 

اسرائيل والبحث من خلال لبنان عن الامن الاسرائيلي

لم يخف المسؤولون الإسرائيليون فرحتهم من خسارة حزب الله وحلفائه الانتخابات في لبنان على اعتبارها ضربة قاسية لايران وقوى 14 آذار خشت في الوقت ذاته من "العطف السرائيلي "

ولعل قوى ان 14 آذار تدرك انها  بين الاخطار الاداخلية المحدقة بها من جانب ومن جانب اخر الأخطار الخارجية المحدقة بلبنان ومخططات إسرائيل

ولا يوجد اي مصوغ لموقف اسرائيل  سوى الخطر الايراني الذي يحدق بأهداف اسرائيل وسعي نجاد الي حذف اسرائيل من الخارطة والخطر الايراني عبرلبنان من خلال حزب الله ومعلوم ان اسرائيل لاتريد فوز حزب الله من اجل عيون قوى المولاة التي موضوع اسرائيل محسوم بالنسبة لها ولكن ليس وفق منهجية او همجية حزب الله

وعلى الرغم من ان حزب الله جعل الغزاة الاسرائيلين يغزون لبنان الا ان التخوف الاسرائيلي من مخططات قد تغير من نهج حزب الله أقتصرت مهمته على تنفيذ ضربات غير موجعة بالقدر الكافي لاسرائيل  أكبر من الهبات التي تقدمها حزب الله لاسرائيل من تهديد و وعيد مستمر  والتي تجعل اسرائيل  تتباكى امام مجلس الامن وامريكا

ومن جهتها عبرت الولايات المتحدة  عن ارتياحها لنتائج الانتخابات، واشترطت في الوقت نفسه إلى لا يكون وزير الخارجية اللبناني القادم محسوبا على حزب الله  

المنطق الاسرائيلي لايختلف عن منطق نظراءه في الجبهة المعاكسة ورغم ان الاهداف متعاكسة في الاتجاه الا ان التعويل في تنفيذها يتوقف على نفس اللاعب الذي يرضي الممانعة (ايران وسوريا) في التمسك بشرعية التدخل في كل شاردة و واردة في المنطقة من منطلق انهما يشكلان جبهة المقاومة والصمود امام المخططات الاسرائيلية ويرضي اسرائيل لكي تجمع اكثر قدر من التأييد والدعم لحمايتها

 

مابعد الانتخابات اجترار أزمات ماقبل الانتخابات

جاءت ردود الفعل التي عقبت اعلان فوز المولاة على المعارضة والتي لم تحمل معها اي تغير في المواقف المتباينة باستثناء بعض الاطراف التي حاولت ان تملي العظمة من السنوات الاربعة الماضية والتي جرت على اللبنانين توترات سياسية وحربا كلفت اللبنانين الكثير، وربما استطاحت الانتخابات احتواء الازمة أمنيا ولكن التصريحات لاتنم عن مستقبل واعد للبنانين في ظل ستمرا الاجندات التي لن تكف يدها عن التدخل في لبنان والتي تمللك المبررات الكافية للاستمرار

الانتخابات التي بدت من اللحظة الاولى لاعلان النتائج، انه امام المولاة تحديات صعبة وهي اصعب من الفترة التي سبقت الانتخابات .

رئيس اللقاء اليمقراطي وليد جنبلاط عبر جيدا عن مستقبل مابعد الفوز و يدرك تماما ان الفوز كان نجاح تقني لكن النظام الاكثري عطل مجددا ، وجاء تأكيد حسن نصر الله معبرا أكثر عن حربه الاستباقية في رفض اغلبية المولاة رغم انه اعترف بفوز المولاة ولكن على طريقته عندما قال" قد تكون الغالبية النيابية غالبية شعبية وقد لا تكون , بكل الاحوال نحن نسلم بالغالبية النيابية , اما الغالبية الشعبية يفترض بدها مراكز الدراسات والاحصاء بان تراجع الارقام بشكل دقيق لكي نرى من الذي يحوز تاييدا شعبيا اكثر"

نصر الله في خطابه بعد انتهاء الانتخابات لم يشر الى الثلث المعطل ولكنه حذر من الخوض

في سلاح المقاومة  كاخطوة استباقية لاستدراك المولاة في خلق أزمة مبكرة على المرحلة المقبلة عندما وصف الكلام عن سلاح المقاومة "باالكذبة التي اشتغلوا عليها كثيرا خلال الحملة الإنتخابية، وطبعا أنا أتحدث هكذا ليس لأسجل نقاط بل لأضيء على المرحلة المقبلة للمستقبل، نستفيد من الماضي لنضيء المستقبل،عندما أثير خلال أشهر في الخطابات والبيانات والمقابلات أنّه كيف تجري انتخابات في ظل وجود سلاح مقاومة"مؤكدا ان المقاومة وسلاحها خطوط حمراء لا مبرر لطرحها

فيما أوضح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان هناك "التزام بان المقاومة خارج كل بحث وان السلاح مشروع ضد العدو الصهيوني وان اسرائيل عدو وان العميل لاسرائيل ليس اشرف الشرفاء".

اما رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع قال ان كل الفرقاء استعملوا الوسائل ذاتها ولو بطريقة مختلفة ونذكر نصر الله بعرضه المتواصل منذ 2006 حين كان يطالب الثلث المعطل الذي يسميه الثلث الضامن في تشكيل الحكومة او التوجه للانتخابات النيابية مبكرة والقبول بنتائجها ومن يفوز فيها فليشكل حكومة كما يريد وحان الوقت لتنفيذ الوعد

 

وامام كل هذه التحديات كيف يمكن للحريري احتواء الازمة لكل الذين يطلبون ذلك

*كيف يمكن للحريري ان يشكل حكومة فتية في ظل ترهلات الاصابع التي تعبث بالبنان؟

*وهل على الحريري ان يتقاعص عن استمرار المحكمة الدولية لكي يتجنب الصدام الداخلي؟

*هل يستطيع الحريري الابتعاد عن الطائفية بعد ان اوصلته لترأس الحكومة ومع استمرار المد الشيعي؟

*التاريخ وتبيعاته ومستجدات المرحلة ثقل على كاهل الحريري و قد يتحمل جزءا مما حدث خلال الاربع السنوات الماضية ولكن من يتحمل أزمات وتوترات والحروب الاهلية والاغتيالات والتعطيلات الحكومة  والتهديدات طوال عقود ليست بقليلة في بلد خلقها الله هكذا وهي لبنان.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ