-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 06/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الفلسطيني الأصيل، وغير ذوي القربى

لمى خاطر

كأنها ساقية دم فائرة تلك التي صبغت شوارع قلقيلية بلونها وهي تساق مكرهة إلى حتفها وتطرز ناصيتها بتأريخ بداية تشريع ذبح المقاومة بنصل فلسطيني أثلم!

وكأن هواء ضفتنا قد خلا من نكهة الفداء وذابت فيه معالم التمرد، وتفتت في قبضات صغارنا حجارة الصمود أمام هول المأساة وهي ترى تلك الكائنات الدخيلة تدوس رحابنا ببساطيرها السوداء بحثاً عن آخر الرصاصات الشريفة غير المرخصة صهيونياً!

هو دمنا الذي تشظى حتى صار رخيصاً لدى من لم يتقنوا غير التجارة بالدم منذ أن استغفلوا عقول من راهنوا على بنادقهم وحسبوا رصاصهم معبراً للخلاص..

هو لحمنا المفتت على مذبح الخيانة، وهي جماجمنا التي يكرعون بها أنخاب إنجازاتهم..

جرحك جرحنا يا قلقيلية، وفجيعتك بالعمل غير الصالح من بنيك هي فجيعتنا يا مساجد الخليل ويا جبال دورا وأنت تزفين فرسانك إلى السماء واحداً تلو الآخر بعد أن تقاسم الغاصب وأذنابه مهمة قنص رؤوسهم وخنق ما تبقى من نفوس تنبض بإرادة الجهاد.

في قلقيلية والخليل وهما تشهدان على أحدث فصول للخيانة المقنعة صار الدم ماءً حين ارتضى فلسطيني أن يتقرب إلى عدوه بدم أخيه وحين (لعلعت) رشاشات الفلسطينيين الجدد لتصلي هامات المجاهدين وتعمل مبضعها في أجسادهم تشويها..

صار الدم ماءً حين ناح الحمام وغادر النور ضفافنا واستوطنتها العتمة المتصاعدة، فكيف للوطن بعد اليوم أن يسترد خلايا جسده الفاسدة وأن يصفح عن الفاجرين والمارقين عن درب تحريره؟!

 (الفلسطيني الجديد) هو الشوكة الكبيرة التي أدمت أكفنا والعقبة الكأداء التي حالت دون ردم هوة الفرقة بين حملة الهوية ذاتها، وهو أصل بلائنا العصي على الاستيعاب منذ أظلم نهارنا بلعنة أوسلو وشوه نضالنا حبر اتفاقها..

 (الفلسطيني الجديد) هو الانسلاخ الأبدي عن فلسطين، واستنساخ كائن هجين ذي عيون غريبة ترى المقاوم جانياً والوطني مارقاً وطعنات العدو مراهم شفاء..!

 (الفلسطيني الجديد) يلعن تاريخه وينقلب حتى على نفسه، ويتعايش مع جلده السميك الذي تبلد فيه الإحساس واكتسب مناعة دائمة ضد وخز الضمير وتأنيب النفس حين يؤدي مراسيم الانضباط بين يدي جنرال الشؤم الأمريكي وعلى وقع تصفيق ضباط بني صهيون ومن كانوا بالأمس سجانيه وأعداءه..!

وإن كانت قلقيلية قد شهدت أول إجراءات التطبيق الأكثر سفوراً لبنود التسوية وخرائط (الطريق إلى الهاوية) فإنه سيسجل في سفرها كذلك أنها أول المدن الضفاوية التي تمردت على قانون الخيانة وأبت أن تسلم رقبتها له طائعة، ليقينها أن من حاصروا رجالها وحراس حلمها وصبوا عليهم الرصاص وأغرقوهم بالمياه هم وجه العملة المقابل لمن ظلوا يذرعون شوارعها لسبع سنين خلين باحثين عن أثر للرجال أنفسهم وكانوا يعدون لهم نهاية مماثلة لكنها أقل إيلاما للنفس.

لن تلام قلقيلية على صرختها في وجه جحافل العملاء، كما لن تلام أية مدينة أخرى إن فاض كأس احتمالها لظلم غير ذوي القربى من الفلسطينيين الموسومين بالعار، وقررت أن تشرع رماحها في وجوههم وتطهر بعض أجوائها من رجسهم.

لكنها تلام فقط وتخطئ في حق نفسها وتاريخها إن هي قبلت أن تسكت عن مداواة جرحها وتركته يتقيح حتى يستشري في مفاصل جسدها كله.

وكما هو مشروع (الفلسطيني الجديد) واضح المعالم وسافر الوجه وجلي الغاية، وكما هم جنوده جدد في كل شيء، فإن مشروع (الفلسطيني الأصيل) يجب أن يكون أعلى صوتاً وأثبت قدماً وأشد بأسا، فلن يفل الحديد إلا الحديد، ولن يخلص فلسطين من أدران الردة الوطنية إلا الكيّ.. آخر الدواء.. بعد استنفاذ كل ما دونه من محاولات يائسة لرتق جرحنا الغائر وعلاج مصيبتنا في أنفسنا!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ