-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ركود
المنطقة الخادع...ماذا يخفي تحت
سطحه الساكن ؟ عريب
الرنتاوي الركود
المخيم على المنطقة خادع تماما،
فتحت سطحه الساكن، تجري سلسلة
تفاعلات عميقة، قد تفضي إذا ما
قيّض لها أن ترى النور والنجاح،
إلى حدوث تحولات استراتيجية
كبرى، سيكون لها ما بعدها على
صورة المنطقة وخرائطها وأوزان
القوى فيها وطبيعة العلاقة بين
لاعبيها من جهة واللاعبين
الإقليميين والدوليين من جهة
ثانية، وليس في ذلك أي مبالغة من
أي نوع، فما يجري بحثه وتداوله
كما تقول بعض التسريبات
والمؤشرات، لا يتعلق بتسويات
جزئية أو مقاربات محدودة لملفات
منعزلة، بل صفقات شاملة وتسويات
كبرى إن جاز التعبير. على
محور لبنان، تحولت قضية تشكيل
حكومة ما بعد الانتخابات، إلى
مدخل لضرب كل العصافير بحجر
واحد، فلكي يأتي الحريري الابن
على رأس حكومة عتيدة، يتعين
إنجاز مصالحة سورية – سعودية،
وهذه غير ممكنة بمعزل عن مصر، ما
يعني مد المصالحة على
استقامتها، من دمشق إلى
القاهرة، مرورا بالرياض وبيروت
(14 آذار)، ولكي يتربع الحريري
على رأس حكومة تحفظ تحالفه
الفائز في الانتخابات وتجرد
المعارضة من سلاحها، خصوصا حزب
الله، وبما يضعف إيران ودورها
الإقليمي في المنطقة، يتعين فتح
ملف مزارع شبعا وتلال كفر شوبا
المحتلة، وهذا يتطلب بدوره
ترسيما للحدود في هذه المنطقة
بين سوريا وإسرائيل، وهنا يأتي
دور الضغوط السعودية –
الفرنسية – الأمريكية على
دمشق، لكن لسوريا بدورها
مطالبها وفواتيرها مستحقة
السداد، قبل أن توافق على
الترسيم، منها استعادة العلاقة
مع واشنطن والمصالحة الفعلية
وليس الشكلية مع أركان الاعتدال
العربي، ومنها ضمان مشاركتها في
أي عملية سياسية في المستقبل. المحور
اللبناني يفتح على المحور
السوري، فبعد "تلازم
المسارات" هناك "تلازم
المحاور"، ولكي يكون سلام
لبنان وإسرائيل راسخا، ولكي
تقبل سوريا بترسيم الحدود في
شبعا والمزارع وتسحب بذلك أحد
أهم ذرائع حزب الله وحججه
للتمسك بسلاحه، واستتباعا
إغلاق ملف جبهة الجنوب إلى
الأبد، لا بد من معالجة قضية
الجولان، وفي الاتصالات
الجارية، هناك حديث عن صفقة
شاملة أيضا، تقوم على انسحاب
إسرائيلي كامل من الهضبة
المحتلة مقابل تحويل الأخيرة
إلى محمية طبيعية منزوعة
السلاح، وضمان الوصول الحر لها
من الجانبين وتقاسم المياه فيها
وعليها. تعيدنا
المحاور الشمالية إلى المحور
الجنوبي المتفجر: تسوية الضفة
الغربية والقدس (بسيادة
فلسطينية وإسرائيلية قليلة
الدسم عليها وفقا لتعبير كاتب
إسرائيلي)، هذه التسوية تستدعي
التفكير باستيلاد "أم
التسويات" بشأن القطاع، وهنا
تنشط المساعي لإتمام صفقة
شاليط، وتؤجل حكومة نتنياهو بحث
القانون الذي يحمل اسم الجندي
الأسير حتى لا تؤثر على
المفاوضات الدائرة بهذا الشأن
والتي "بلغت مرحلة حساسة"،
وترتبط بقضية شاليط قضايا فتح
المعابر ورفع الحصار وإعادة
الإعمار، وتتداخل مع كل هذه
العناوين، قضية مسار السلام
ومفاوضاته، الذي يقال بشأنه
أيضا، أنه سينطلق من منصة مؤتمر
دولي تسعى واشنطن في إتمامه،
وتحاول أن توفر للمشاركين فيه
مختلف الإغراءات والحوافز،
إسرائيل تحصل على تطبيع مسبق
وواسع النطاق بدءا بالفضاء
والمجال الجوي المفتوح (يقال
للطيران الحربي أيضا) والممرات
المائية الاستراتيجية (يقال
لغواصات دولفين كذلك)، في
المقابل يحصل العرب على تجميد
للاستيطان، مؤقت وشبه كامل،
فضلا عن الشروع في مفاوضات ذات
مغزى للحل النهائي. على
جبهة بعيدة نسبيا، ثمة ما يقال
ويشاع عن "طبخة كبرى" ستوضع
على نار ليست هادئة في مصر، يجري
بنتيجتها حل البرلمان وإقصاء
الإخوان وتعبيد الطريق للوراثة
وانتقال السلطة، عند انتهاء
الولاية بعد عامين أو قبل ذلك،
فالأمر منوط بجملة ظروف
ومتغيرات سياسية وصحية، محلية
وإقليمية، ولا يستبعد
المراقبون أن يكون بعض الحراك
الإقليمي وما يشتمل عليه من قمم
ثنائية وثلاثية نشطة هذه
الأيام، مرتبط بهذه المسائل على
وجه الخصوص وليس بملف لبنان أو
حوارات القاهرة. جملة
القول، أن العالم على ما يبدو،
سئم المعالجات الجزئية
والمحدودة والمنفصلة لملفات
المنطقة، فإذا به كما نسمع
ونقرأ، يتجه لمرحلة التسويات
الكبري "أم التسويات"
والصفقات الشاملة "أم
الصفقات" على جميع المسارات
والمحاور والملفات، ومن يعش ير. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |