-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 07/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مؤامرة أوباما وأتباعه

أ.د. محمد اسحق الريفي

الدعوة التي وجهها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لعدد من الدول العربية، إلى فك العزلة عن كيان الاحتلال الصهيوني، وتمكينه من الاندماج الطبيعي في منطقتنا، تشير إلى مؤامرة أمريكية، تهدف إلى إنقاذ الولايات المتحدة من الانهيار أمام التحديات العسكرية والاقتصادية غير المسبوقة التي تواجهها.

وتأتي دعوة أوباما لفك العزلة عن كيان الاحتلال الصهيوني، وفتح الأجواء العربية أمام طائراته، في إطار مشروع جديد لتسوية القضية الفلسطينية، يقوم على أساس معادلة جديدة، تتضمن تطبيع العلاقات بين الدول العربية وبين كيان الاحتلال الصهيوني، مقابل تجميد الاستيطان في الضفة والقدس المحتلتين، وفق خطة متدحرجة، تبدأ بفتح الأجواء العربية أمام طائرات العدو الصهيوني، وإعادة فتح مكاتبه التجارية في بعض الدول العربية، وتنتهي بالتطبيع الكامل بين الكيان الصهيوني وبين الدول العربية.

ويهدف أوباما من وراء خطته الجديدة، عبر الخداع والتحايل، وبمساعدة أتباع الولايات المتحدة العرب، إلى تحقيق ما عجزت الإدارة الأمريكية السابقة عن تحقيقه بالقوة العسكرية، حيث فشلت الولايات المتحدة فشلاً ذريعاً في تحقيق نصر في العراق وأفغانستان.  كما فشل العدو الصهيوني في إلحاق الهزيمة بالمقاومة الإسلامية في فلسطين ولبنان، ما أدى إلى فشل الولايات المتحدة والعدو الصهيوني في خلق حالة هزيمة في منطقتنا، وبالتالي فشل المشروع الصهيوأمريكي لإقامة شرق أوسط جديد، يحظى فيه كيان الاحتلال الصهيوني بعلاقات سلام مع الدول العربية. 

والخطة التي يطرحها أوباما، هي مؤامرة مكشوفة، تنطوي على تحايل على الشعوب العربية، وليس على الأنظمة الرسمية العربية، التي يتواطأ عدد منها مع العدو الصهيوأمريكي ضد المقاومة الفلسطينية، والتي تشارك الولايات المتحدة في مؤامراتها ومخططاتها العدوانية ضد أمتنا.  وقد وجدت بعض هذه الأنظمة في مؤامرة أوباما مبررات طالما حاولت اختلاقها، والتذرع بها لعقد الصفقة الأخيرة من صفقات بيع فلسطين، وذلك لحفظ القطرات القليلة المتبقية من ماء وجهها، وخداع شعوبها بأنها تسعى عبر مشاركتها في تنفيذ مؤامرة أوباما إلى وقف الاستيطان، وحماية فلسطين، وإزالة العراقيل أمام إقامة الدولة الفلسطينية الوهمية، التي يحاول أوباما، كما فعله سلفه بوش، إقامتها في عقول المخدوعين من أبناء أمتنا.

ويبدو أن أوباما يجيد التحايل، فهو يدرك أن إنقاذ بلاده من الأزمات العسكرية والاقتصادية الخانقة والمستعصية، لا يمكن أن يتحقق إلا بحماية أمن كيان الاحتلال الصهيوني، وتهدئة منطقة الشرق الأوسط، حماية الأنظمة الرسمية العربية الموالية للأمريكان، والتي لولاها لما استطاعت الولايات المتحدة أن تعيث في بلادناً خراباً وفساداً وتقتيلاً، ولما تجرَّأ العدو الصهيوني على شن حرب على جونب لبنان، وأخرى على غزة.  ولذلك حرص أوباما على تمرير مؤامرته عبر إظهار حرصه المزعوم على تجميد الاستيطان اليهودي والصهيوني في فلسطين، ولم يطلب من الدول العربية في الوقت الراهن سوى فتح أجوائها لطائرات العدو الصهيوني، بحجة تقصير مسافة السفر وتخفيض تكاليفه!!.

والمصيبة الكبرى، أن عدداً من الدول العربية أعلنت استجابتها لدعوة أوباما، وبأنها ستفتح أجواءها لطائرات العدو الصهيوني، وأعلن بعضها استعداده لتبادل مكاتب التمثيل التجاري مع كيان الاحتلال الصهيوني.  ذلك هو المعلن، وما خفي أعظم!!.  ولكن هل يا ترى ستفتح تلك الدول العربية أجواءها أمام الطائرات الفلسطينية القادمة من مطار غزة الدولي مثلاً، أم أنها ستنتظر إذناً من أوباما، أم أنها ستعمل على استمرار حصار غزة طالما بقيت حركة حماس رافضة لشروط اللجنة الرباعية الدولية؟!.  وبالتأكيد، تتضمن خطة أوباما حث الدول العربية على استمرار تقديم الأموال لسلطة دايتون في الضفة المحتلة، كي تستمر في محاربة المقاومة والتآمر على حركتي حماس والجهاد والفصائل المجاهدة الأخرى.

ومن المؤكد أن الدول العربية المنخرطة في مؤامرة أوباما ستسمح للطائرات العسكرية الصهيونية بالتجسس على المقاومة واستهدافها في أماكن تواجدها، وهذا ليس غريباً، فمعظم الدول العربية لا سيادة لها على أجوائها!!.  ألم تضرب الطائرات الصهيونية المفاعل النووي العراقي وأهدافاً أخرى في سوريا مروراً بالأجواء العربية؟!، ومتى كان للدول العربية التي تعاني من احتلال إرادتها السياسية سيادة على أي شيء في بلادها؟!

إن إقدام بعض الأنظمة العربية على المشاركة في تنفيذ مؤامرة أوباما يكشف حقيقة مواقفها المعادية للأمة عامة، وللشعب الفلسطيني خاصة، فإلى متى سيبقى أحرار أمتنا صامتين إزاء التآمر العربي المكشوف والمفضوح؟!!.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ