-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
ضوء
بايدن الأخضر أم خط مولن الأحمر
؟! عريب
الرنتاوي بدا
نائب الرئيس الاميركي جو بايدن
كمن يعطي إسرائيل ضوءا اخضر كي
تهاجم ايران، عندما صرّح لقناة
""آي بي سي" الأمريكية
بأن ادارة الرئيس باراك اوباما
لن تقف في وجه قرار إسرائيلي
مماثل، واصفا سلوكا عدوانيا من
هذا النوع، كفعل من أفعال
السيادة تقرره دولة مستقلة بما
يخدم مصلحتها، الأمر الذي
"حيّر" المراقبين ودفعهم
للتساؤل عمّا إذا كانت "حليمة
قد عادت لعادتها القديمة في
التهديد والوعيد"، سيما وأن
حبر خطاب القاهرة التصالحي لم
يجف بعد، كما لم تجف الوعود التي
أطلقها البيت الأبيض منذ أن دان
لأمرة أول رئيس أمريكي من أصول
أفريقية. بعض
المعلقين أدرج تصريحات بايدن في
سياق زلة اللسان، مستندا إلى
واقعة أنه أدلى بها تحت إلحاح
الأسئلة الصحفية التي أُمطر
بها، والبعض الآخر رأى فيها
تعبير عن "انقسام" حاد داخل
البيت الأبيض حول الموقف من
إيران أولا، ومن صراعها مع
إسرائيل في المقام الثاني، حيث
يقف الرئيس ونائبه على ضفتين
متقابلتين حيال هذه المسألة،
والبعض الثالث رأى أننا أمام
لعبة تقاسم أدوار، هدفها توفير
أفضل استخدام لتكتيك العصا
والجزرة حيال إيران،حيث يتقمص
الرئيس بموجب هذا السيناريو دور
"الشرطي الجيد" فيما يتولى
نائبه القيام بدور "الشرطي
السيء". والحقيقة
أننا لسنا ميّالون لحكاية زلة
اللسان، خصوصا حين تصدر عن رجل
بحنكة وخبرة بايدن، جيئ به إلى
الموقع للتعويض عن نقص خبرة
الرئيس في السياسة الخارجية،
ولا نحن ممن يعتقدون بأن إدارة
أوباما مقبلة على فتح جبهة
جديدة في الشرق الأوسط، ومع
"عدو" بحجم إيران، وهي التي
لمّا زالت تجرجر ذيول الخيبة
بعد، من العراق وحتى الباكستان،
وأغلب الظن أننا أمام تكتيك
يزاوج ما بين العصا والجزرة،
ويريد أن يبقي سيف التلويح
باستخدام القوة مشهرا على
الأقل، إن تعذر استخدام القوة
ذاتها، في المدى المنظور على
أقل تقدير. هي لعبة
خطرة، قد يصعب السيطرة عليها،
وربما تقرأها أطراف عربية
وإقليمية على غير ما يراد منها
وبها، وربما يفسر ذلك جزئيا، ما
تردد خلال الساعات القليلة
الماضية من أنباء وأنباء مضادة
عن فتح مجالات جوية وممرات
مائية أمام الطائرات والغواصات
الإسرائيلية، وأحاديث عن
توافقات إقليمية خارجة عن
المظلة الأمريكية، وسائرة على
طريق توجيه ضربة عسكرية لإيران،
وربما هذا ما يفسر أيضا
التسريبات التي تتحدث عن "بنك
الأهداف" التي ستضربها
إسرائيل وتوقيتات محتملة
لعملية عسكرية من هذا النوع. نائب
الرئيس بدا نشازا وهو يدلي
بتصريحاته الاستفزازية تلك، أو
بالأحرى بدا كرجع الصدى لجون
بولتون، وفي ظني أن أحدا في
واشنطن، من أركان الإدارة
الحالية، لا يرغب في قرع طبول
الحرب، أو يتمنى أن يرى المنطقة
تنزلق في أتون حرب شاملة جديدة
وهي التي لم تطفء بعد نيران
حروبها السابقة، ونتمنى أن تكون
التصريحات التي أدلى بها رئيس
هيئة أركان الجيوش الأمريكية
الأميرال مايكل مولن يدلي في
توقيت متزامن مع تصريحات بايدن،
والتي عبر فيها عن القلق من
مخاطر خطوة كهذه، معتبرا أن شن
هجوم عسكري على المنشآت النووية
الايرانية قد يكون مزعزعا جدا
للاستقرار، داعيا إلى استبعاد
الخيار العسكري، نتمنى أن تكون
تصريحات مولن وشروحات الناطق
البيت الأبيض على متن تصريحات
بايدن، قد رسمت خطا أحمر
لإسرائيل، وعكست الموقف
الحقيقي للإدارة الأمريكية،
فالضربة العسكرية الإسرائيلية
لإيران إن وقعت، ستفتح أبواب
المنطقة للجحيم، وستضيف إلى
حروبها وصراعاتها وأسباب
التطرف فيها، أسبابا وعوامل
إضافية، هي في غنى عنها. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |