-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تصريحات
الدكتور سلام فياض وموقعها من
الإعراب السياسي بقلم/
حسام الدجني*
أثارت تصريحات الدكتور سلام
فياض في مؤتمر حول الشرق
الأوسط عقد في ولاية
كوليرادو الأمريكية صدمة
سياسية لكل الساسة والمثقفين,
حيث أوردت وكالة فلسطين اليوم
النبأ, حيث صرح الدكتور سلام
فياض بعد أن سأله رئيس وكالة
الاستخبارات الأمريكية CIA
(جيمس ويلس) يعيش داخل إسرائيل
حوالي ربع مليون فلسطيني(
فلسطيني 48) يتمتعون بحريه كامله
فهل في حالة أراد اليهود العيش
في مدن مثل الخليل أو في مكان
آخر في الدوله الفلسطينية
المستقبلية وتكون تلك الدولة
دولة قانون فهل سيحصل اليهود
إلى نفس الحقوق التي يحظي بها
فلسطيني الداخل وأضاف (جيمس )
قائلا إن سدس الدولة الفلسطينية
التي ستقام سيكونوا من
اليهود" المستوطنين" فهل
سيحصلون علي حقوق مثل الحرية
الدينية والتكلم بحريه
وهل سيستطيعون النوم بهدوء
دون أن يقتحم أحدا بيوتهم
ويقتلهم؟ أجابه
الدكتور سلام فياض النائب في
المجلس التشريعي ورئيس الحكومة
الفلسطينية بالضفة الغربية,
"لن أتجادل معك فالدولة
الفلسطينية التي أطمح لها
ستتمتع بالقيم العالية
والتسامح والاحترام المتبادل
وستقبل بالتغير الثقافي دون أن
يظلم أحدا فيها فاليهود الذين
سيختارون العيش فيها سيحظون
بجميع الحقوق التي سيحصل عليها
كل مواطن فلسطيني." يتبنى
الدكتور سلام فياض خيار قيام
دولة فلسطينية على خطوط الرابع
من حزيران من العام 1967, وهذا ما
طرحه في خطابه الشهير في جامعة
القدس أبو ديس الشهر المنصرف,
وهنا مكمن الخطورة أن يطرح
الدكتور فياض قبوله أن تستوعب
حدود الدولة الفلسطينية
المنشودة أي يهودي يقبل أن يعيش
في كنفها, وهنا التلاعب في
المصطلحات السياسية واضح, حيث
يريد الدكتور شرعنة المستوطنين
والمستوطنات في أي حل قادم, حيث
كان السؤال واضحا لرئيس
الاستخبارات الأمريكية الأسبق,
فالذي يعيش في الخليل أو في
القدس الشرقية أو في أي بقعة
فلسطينية ضمن خطوط الرابع من
حزيران 1967, هم مستوطنون صهاينة,
يجب اقتلاعهم من جذورهم, حيث لا
تمثل مساحة الدولة الفلسطينية
على خطوط الرابع من حزيران 1967م,
سوى 22% من مساحة فلسطين
التاريخية, فهل ستستوعب هذه
المساحة السكان الأصليين حتى
يتكرم السيد الدكتور فياض بمنح
الصهاينة الجنسية الفلسطينية؟
كان الأجدر بالدكتور سلام فياض
الهروب من سؤال السيد جيمس ويلس,
بأننا أصحاب الأرض, وإننا نقبل
أن نتعايش مع اليهود كونهم
اضطهدوا في أوروبا إبان العهد
النازي في دولة ثنائية القومية
نتعايش نحن واليهود معا, ففي عهد
رسولنا صلى الله وعليه وسلم
تعايش يهود بني قريضة وبني
قينقاع مع المسلمين على الرغم
من الغدر والمكرر ونقض العهود
الذي يتميز به اليهود, وهنا
ارجع إلى مقال السيد مارك
كوهين، أستاذ في جامعة برنستن
الأمريكية، والذي يدعو
المسلمين واليهود إلى إعادة
اكتشاف الثقافة المشتركة التي
كانت تجمعهم في العصور الوسطى.
حيث وصفها بالذهبية مقارنة
بتعايش اليهود مع المسيحيين في
أوروبا. نستطيع
بناء دولة ديمقراطية ثنائية
القومية, تعطي جميع مواطنيها
حرية العبادة وحرية الرأي, وهنا
تتذلل كل المعيقات التي تواجه
أي حل سياسي قادم وأهمها قضية
القدس وحق العودة والحدود
والمستوطنات, ولكن إسرائيل ترفض
كل الحلول, وتمتلك مشروع صهيوني
لا يقبل الآخر, وكان لابد يا
دكتور سلام فياض أن تتطرق إلى ما
ينادي به نتانياهو, ومن قبله
اولمرت, بيهودية الدولة, وما لها
من تداعيات على أي مواطن يعيش في
دولة إسرائيل غير اليهود. أخي
الدكتور سلام فياض, والى جميع
قيادات شعبنا الفلسطيني أن
نتبنى خطاب سياسي موحد وخصوصا
في القضايا الإستراتيجية فلا
أحد يمتلك الحديث فيها بمفرده,
ولكن الحديث في مثل ذلك يتم
ضمن رؤية إستراتيجية موحدة
عربية وفلسطينية وإسلامية,
فالقضية الفلسطينية هي قضية
عربية إسلامية. لقد رفض
النائب عن حركة فتح عبد الله أبو
سمهدانة تصريحات الدكتور فياض
وقال:" موقفنا في حركة
"فتح" أن الدولة
الفلسطينية ستقام على الضفة
الغربية بكاملها وعلى القدس
الشرقية وقطاع غزة"، مشدداً
بالقول:" لا شرعية لأي وجود
يهودي على هذه الأراضي، ولا
نقبل أن يكون بيننا إسرائيلي
واحد داخل دولتنا". هذا
الموقف تقف خلفه كل قوى وفصائل
ومثقفي الشعب الفلسطيني
والعربي والإسلامي, وأتمنى أن
يوضح الدكتور سلام فياض موقفه
من هذه التصريحات التي نسبتها
له صحيفة أسبان ديلي نيوز,
ونقلتها عنها صحيفة معاريف. ــــــــــ *كاتب
وباحث فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |