-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
محطات
صغيرة في حياة إنسان
عادي المحطة
رقم (3) طالب
ثانوي الجزء
الأول
المهندس
هشام نجار
إخوتي
وأخواتي قبل أن يأخذنا القطار
إلى أعوام الوحدة السورية
المصرية، لا بأس ان نضرب مثلاً
على تكتيكات الإنقلابيين
السوريين بالتعامل مع خصومهم
السياسيين، فعندما حل العقيد
اديب الشيشكلي كافة الأحزاب لم
يكتف بذلك بل أهان شخصياتهم
الوطنيه ومنهم الإستاذ احمد
قنبر من أقطاب حزب الشعب كان
زميلاً لوالدي منذ أيام الدراسة
وحافظ على الود حتى آخر أيامه،
استلم الأستاذ قنبر وزارات
عديدة في العهود الديموقراطيه
منها وزارة الداخلية وعامل كل
الأحزاب بما فيها حزبه معاملة
واحده ومن هذه الميزة أخذ شهرته.
استدعاه العقيد أديب الشيشكلي
من حلب بعد نجاح انقلابه مساءً
ولم تمهله المخابرات وقتاً
لتغيير ملابسه فأخذته
بالبيجاما إلى القصر الجمهوري
في دمشق لمقابلة العقيد
الشيشكلي، وصلوا دمشق حوالي
الخامسة صباحاً ولما ادخلوه على
العقيد قاله له باستهزاء: أنت
أحمد قنبر؟ - وكان يعرفه - أجابه
نعم فرد عليه العقيد: تلحس... ثم
اتبعها بكلمة بذيئة، وبعدها طلب
من رجاله إعادته إلى حلب، فرد
عليه الأستاذ احمد قنبر: سيدي
كنت تسمعني اياها بالتلفون
ولاتزعج نفسك. روى هذه القصة.
ايضاً الكاتب محمد حسنين هيكل
على قناة الجزيرة منسوبه الى
شخصية اخرى ثم عاد فصحح
المعلومه لاحقاً بعد ان لفت
نظره مع اخوه آخرين إلى هذا
الخطأ, هذا المثال يشكل ارقى
انواع تعامل الإنقلابيين مع
شعوبهم وما يحصل اليوم أدهى
وأمر. في عام
1959 داومت على الصف العاشر في
ثانوية المأمون وبدأت أشعر أني
قد دخلت مرحلة الشباب، وأن
مرحلة الطفوله قد ولت وانتهت
معها ندوة حافظ إبراهيم بعد أن
أدت مهمتها في تثقيفنا وطنيأ
وعلمياً ورياضياً، في هذه
المرحله بدأت أهتم بهندامي
وتسريحة شعري وصبغ حذائي يومياً
وصرت أدفع لأبو عبدو الحلاق نصف
ليره بدلاً من سبع فرنكات
فالشباب له {مصاريفو} كما يقال،
كما طالبت والدي برفع مصروفي
الأسبوعي فلم يعد يليق بي أن
أقطع تذكرة سينما بالصالة،بل
يجب الجلوس في البلكون. لم أكن
طالباً مزعجاً لأساتذتي
فمقالبي كانت مقبوله لديهم سيما
واني كنت مؤدياً لواجباتي
المدرسيه على أكمل وجه. التدريب
العسكري أو نظام الفتوه كانت
ماده إجباريه في صفوف الثانوي،
وكنا نعتبر أنفسنا مع المقاومه
الشعبيه خطاً دفاعياً ثانياً
بعد القوات المسلحه وكنا نتدرب
على كل صنوف الأسلحه الخفيفه
والمتوسطه بما فيها القنابل
الدفاعيه والهجوميه والرشاش 500
المتوسط إضافة إلى القتال
الليلي، لقد كانت لدينا قناعه
بأن الحرب مع إسرائيل حتميه. كان
عام 1959 هو العام الثاني لوحدة
سوريا مع مصر وطيلة هذا العام
والذي قبله تكررت زيارات عبد
الناصر وأركان حكمه لسوريا عدة
مرات واذكر أنه عندما قدم لأول
مره إلى حلب فجأة كنت حينها ادرس
في المكتبه الوطنيه في منطقة
باب الفرج.
المكتبة الوطنية
كنت أتردد عليها لمراجعة دروسي وإذا
بجلبه غير عاديه تبعها مغادرة
الموجودين في المكتبة متدافعين
إلى الخارج، ولما سألت عن الخبر
قالوا إن عبد الناصر في حلب
وسيمر في المنطقة فركضت معهم
وتزاحمت مع الآخرين على جانب
الطريق للترحيب بالرئيس وما ان
مر من أمامنا بسيارته المكشوفه
حتى أخذتنا الحمية بالتصفيق
والهتاف، فلقد كانت الشعوب
تعاني من جوع مزمن لفقدان
كرامتها وظنت أن الرئيس عبد
الناصر سيعيد لها كرامتها
المهدوره.
احتفالات حلب
بالوحدة - عبد الحميد السراج
وعبد الناصر- الرئيس شكري
القوتلي وعبد الناصر هكذا
إستقبلت مدينتي حلب عبد الناصر
في اول عهد الوحده ولما بدأ
بتقسيم الوطن إلى فئات واعطى
السراج الإمتيازات ضاع وطني في
المتاهات. الرئيس شكري القوتلي
حذر عند تنحيه عن رئاسة سوريا
لعبد الناصر قائلاً: إياك من
سياسة تقريب فئة وإبعاد أخرى
فذهبت نصيحته في الفراغ. وللحقيقة
والتاريخ فقد أعطته مدينتي حلب
من الحب والولاء الشيء الكثير
من مختلف طبقات وشرائح الشعب
وللحقيقه أيضاً فقد لقي حباً
وتعاطفاً معه من طبقة
البرجوازيه الوطنيه والتي كانت
تتحمل تكاليف زيارته وكانت
تستضيفه في بيوتها، هذه الطبقه
والتي كانت رديفاً وطنياً
وداعماً مادياً لمشاريع الوحده
وقد لمس الشعب السوري وطنيتها
عام 1957 في إسبوع تسليح الجيش
السوري كما مر ذكره ولكنها لقيت
جزاء سنمار في أواخر سنين
الوحده ووصفت بالرجعيه
والعماله وجرى تأميم فعالياتها
الإقتصاديه وبدأت على أثرها
سوريا تسير على إصبعة
الإبهام فقط مشية مترنحه,
وسأتطرق لاحقاً إلى أسباب
جوهرية أخرى أدت إلى القضاء على
أمل شعوب الأمه العربيه بالوحده.
لقد إعتمد عبد الناصر على جهاز
متكامل لضمان نظامه إضافة
لشخصيته الكارزميه، كان هذا
الجهاز يتألف من شبكة مخابرات
مخيفه يترأسها صلاح نصر في مصر
وعبد الحميد السراج في سوريا،
وجهازا إعلامياً ودعائياً
قوياً ذو إمكانيات ماديه غير
محدوده على رأسه محمد حسنين
هيكل وأحمد سعيد مدير إذاعة صوت
العرب، وجهاز فني دعائي قل
نظيره من أمثال عبد الحليم
حافظ، شاديه، فايده كامل،محمد
قنديل،أم كلثوم وعبد الوهاب
وغيرهم إضافة إلى إستفزاز دولي
متعمد للرئيس عبد الناصر من قبل
إسرائيل ودول إستعماريه وذلك
لإعطاء الشعوب العربيه جرعات
لتأييد خطواته وتجاهل أخطاءه
القاتله. أيها
الإخوه والأخوات برأي الشخصي
كان هؤلاء هم الحكام الفعليين،
الشعب يطرب بأغاني الثوره
والوحده, ومقالات السيد هيكل
كانت تلقن الشعب ما يحب أن يسمع
والسيد أحمد سعيد بصوته الجهوري
وكلماته المنتقاه تهز كل العرب
فتشعر الشعوب العربيه بنشوة
النصر والساده نصر والسراج
يدخلون من يشاءوا إلى المعتقلات
ويلفقون التهم لمن يشاءوا
ويحشدون الشعب وراء المواكب وهم
يغنون بفرح وسرور: ياجمال
ياحبيب الملايين ماشين بطريقك
ماشين. مقالات
(بصراحة) والبالغ عددها 909
مقالاً كتبها الأستاذ هيكل
نيابة عن الرئيس جمال عبد
الناصر. اغاني الثورة والوحدة
والبالغ عددها 2000 غناها مجموعه
من الفنانين بمعدل اغنيتان
إسبوعياً طيلة فترة حكمه تمجدان
الرئيس ونظامه والثوره. صلاح
نصر والسراج كانا عيون عبد
الناصر التي لاتنام ،أدخل الأول
النساء في لعبة المخابرات كعامل
إبتزاز.. صوت العرب من القاهره
صوت دعائي آخر مثله أحمد سعيد
بجداره.عبد الناصر قال له:(ستعيش
وتموت مديراً لصوت العرب...
وإذاعة صوت العرب هي جيش مثل جيش
المشير عامر) كان معظم أفراد
الشعب تبرر أخطاء عبد الناصر
طالما أن الهدف النهائي كان
تحرير فلسطين... هذه الكلمة التي
تغنى بها كل حكامنا وصمتت
شعوبهم عن أخطائهم القاتلة
إكراما لها. وإلى
اللقاء ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |