-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
هل
وصل خطاب مشعل إلى من يعنيهم
الأمر ؟! عريب
الرنتاوي لم أعثر
على نسخة بـ"الانجليزية"
لخطاب رئيس المكتب السياسي
لحماس في دمشق خالد مشعل، مع أن
الخطاب بما تضمنه من مواقف
ورؤى، شكل نقطة تحوّل مهمة في
مسيرة حماس السياسية، فهل قررت
الحركة ترك أمر "الترجمة"
لكل من يعنيهم الأمر، بل وهذا هو
السؤال الأهم، هل نجحت الحركة
في تسويق هذه التحولات وتسويغها
ولفت انتباه العالم لها. كنا
نعتقد أن الجمهور المستهدف
بالخطاب والتحولات على حد سواء،
لم يكن جمهور مخيم اليرموك ولا
"نادي الفصائل والشخصيات
الفلسطينية" التي كبرت وشاخت
في دمشق، كنا نعتقد أن الجمهور
المستهدف هم قوم آخرون، لا
يتقنون العربية، وكان من الأفضل
لو أن الخطاب وجّه إليهم
بلسانهم، أما وقد اختارت قيادة
حماس "النطق بلسان الضاد"
فلا بأس في ذلك، ولكن بشرط واحد،
أن تعقب المهرجان والخطاب حملة
تسويق وترويج للخطاب واسعة
النطاق، وفي كل الأوساط
المستهدفة، وإلا ضاعت الرسالة
والفكرة من وراء تلك الصياغة
الدقيقة لكل كلمة من كلماته،
وضاع الجهد السياسي والتنظيمي
الكبير الذي رصد من أجل إخراج
الخطاب والمواقف إلى دائرة
الضوء، وباسم الحركة في مختلف
أماكن تواجدها كما أراد أصحاب
الخطاب ومنظمو المهرجان ذلك. ولو كنت
مكان قيادة حماس، لعمدت فورا
إلى ترجمة الخطاب إلى مختلف
اللغات الحيّة، ولأوصلته إلى كل
من يتعين عليهم قراءته، ولحشدت
جيشا صغيرا من الناطقين،
إعلاميين وسياسيين، ممن يمكنهم
الدفاع عن الخطاب وإبراز عناصره
الجديدة، ولم أكن لأترك المسألة
حتى لبعض رموز حماس والناطقين
باسمها، الذي تأخذهم المناكفات
أحيانا فيضيّعون فكرة الخطاب
ورسالته، ولا لأولئك الذين
يحتاجون لفترة أطول من الوقت
لكي يستوعبوا مراميه وأهدافه،
فليس لدى حماس ولا الفلسطينيين
ترف إضاعة الوقت وتبديده. والحقيقة
أن على حماس، وبالأخص رئيس
مكتبها السياسي، أن يراجعا
حصيلة الجدل وردود الأفعال التي
أثارها الخطاب، وأن يقيما جدية
هذه الحصيلة وجدواها، وما إذا
كانت بمستوى التطلعات
والرهانات أم أنها جاءت دون ذلك
بكثير، فبعد مرور أسبوعين فقط
على الخطاب وما تضمنه من تحولات
نوعية في مواقف حماس
وأطروحاتها، يبدو أن الجدل قد
هدأ أو تراجع كثيرا، وأن ردات
الفعل عليه قد تلاشت إلى حد
كبير، والأرجح أن الجدل وردود
الأفعال ظلت في معظمها محصورة
في الدوائر الإعلامية
والصحفية، وعلى المستوى
الفلسطيني (وإلى حد ما العربي)
على أبعد تقدير، فهل هذا ما قصد
بالخطاب وهل تلك هي الحدود
المتواضعة للنتائج المتوقعة أو
المتوخاة من؟ في ظني
أن الخطاب تعرض لـ"مؤامرة صمت"،
من قبل دوائر لا تريد أن تسمع
صوت الاعتدال الفلسطيني، سواء
صدر عن المنظمة أو عن حماس، وفي
ظني أن حماس تتحمل المسؤولية
على "ضعف مردود الخطاب
وتواضعه"، فقد كان يتعين على
الحركة إتباعه بحركة سياسية
ودبلوماسية وإعلامية واسعة
النطاق، وبمبادرات تبنى عليه،
تضع في قلب استهدافاتها، الوصول
إلى الدوائر الغربية، السياسية
والإعلامية، إلى السلطات
والرأي العام في دول أوروبا
والولايات المتحدة وروسيا
وتركيا وغيرها من الأطراف ذات
الصلة بما فيها الرأي العام
الإسرائيلي، فمشكلة حماس
والفلسطينيين مع هذه الأطراف،
وليست مع تحالف الفصائل ولا
الشخصيات التي حضرت المهرجان
الحاشد الذي نظمته الحركة في
العاصمة السورية قبل أسبوعين. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |