-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 13/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


محطات صغيره في حياة إنسان عادي

المحطة رقم (4)

الساعات الأخيرة للانقلاب على الوحدة

 

المهندس هشام نجار

الإخوة والأخوات...

غادرنا المحطة السابقة رقم (3) طالب ثانوي الجزء الثالث وجنود سلاح الباديه بقيادة العقيد حيدر الكزبري منتشره حول إقامة المشير عامر في دمشق وبعض التقاطعات الحساسه في المدينه, وكذلك إحتلالها لمبنى الإذاعه والتلفزيون وإذاعة البيان رقم 1 والذي كان كلمة السر للوحدات المشتركه بالإنقلاب للتحرك وما أن تم ذلك حتى بدا للعيان أن التنسيق مع بعض القطعات الأخرى كان واضحاً فقد توالت التطورات العسكريه في دمشق على الشكل التالي:

1- تحرك اللواء المدرع المتمركز قرب دمشق بقيادة المقدم مهيب الهنداوي لمحاصرة مبنى قيادة الأركان ودعم قوات الباديه الضعيفه أصلاً بإحكام الحصار على مبنى الإذاعه والتلفزيون والهاتف وتأمين مداخل دمشق لحماية الحركه من قوى مضاده.

2- وضع الطيران على أهبة الإستعداد بقيادة العقيد موفق عصاصه لمراقبة أي تحرك مضاد والتعامل معه.

3- قام بالتنسيق الدقيق لهذه الحركه العميد عبد الكريم النحلاوي وهو من اذكى ضباط الجيش السوري وكان يشغل منصب كاتم أسرار الجيش وهو الذي قاد المفاوضات مع المشير عامر. وكان يقال عنه أن غايته كانت الإصلاح وليس الإنفصال وانا اعتقد بذلك حيث كان يريد إيصال مطالب الجيش الأول السوري إلى الرئيس عبد الناصر بعد ان فشل سابقأ ولمرات عديده بسبب حجز صوتهم من قبل العقيد عبد الحميد السراج رجل الرئيس عبد الناصر القوي في سوريا. أصدرت قوات الحركه الإنفصاليه في اليوم الأول للإنقلاب 18 بلاغاً كان أهمها البلاغ رقم 1 معلناً هدف الإنتفاضه وهو تصحيح الأوضاع، البلاغ رقم 9 يعلن إعادة الأمور إلى مجراها بعد نجاح المفاوضات مع المشير عامر وتلبية مطالب ضباط الحركه معتمدين على ثقة القائد العام للقوات المسلحه المشير عبد الحكيم عامر وقائد الجيش الأول الفريق جمال فيصل وقد تم الطلب من كافة ضباط الإنفصال بالعوده إلى معسكراتها. إلا أن برقيه عاجله تم رصدها من قبل سلاح الإشاره وردت من الرئيس عبد الناصر الى المشير عامر عن طريق جهاز اللاسلكي المتقدم الموجود في بيته بضرورة كسب الوقت حتى يتمكن الرئيس من تحريك القوات الداعمه من مصر للقضاء على الإنتفاضه. وبدا أن الأمر لايعدو عن كونه مؤامره الغايه منها تمرير الوقت لتنظيم ضربه إجهاضيه لقوات الإنتفاضه. رافق هذه المناوره إرسال سبعة طائرات إليوشن محمله بالمظليين قادمه من مصر لتهبط في مطار البيضا الساحلي إضافة إلى مصادرة السفن المدنيه الراسيه في الموانئ المصريه وتحميلها بالجنود والعتاد في طريقها لميناء اللاذقيه حيث كانت المدينه الساحليه مازالت مواليه للرئيس عبد الناصر بقيادة محافظها العقيد مصطفى جسومه وهو من بلدة الباب الذي ورد ذكرها في المحطه الأولى. على ضوء هذه التطورات المتلاحقه صدر البلاغ رقم 10 يعلن أن الإتفاق لم يكن سوى مناوره وأن المشير عامر نكث بوعده، ثم صدر البيانين 13 و 14 يعلنان إنضمام اللاذقيه وحلب إلى الحركه في الوقت الذي كانت الطائره الأولى تقذف بالمظليين في مطار البيضا في اللاذقيه فتم أسرهم والتحفظ عليهم وعادت الطائرات السته من حيث أتت وتم إيقاف الحمله البحريه، أما حلب فقد سقطت بيد ضباط الحركه في ساعه متأخره من الليل بعد أن قام المقدم جورج محصل قائد مركز التدريب الثاني بنشر جنوده في شوارع حلب ومن ثم إستلائه على إذاعتها،ثم لحقت بقطعته إلى شوارع المدينه قوات المغاوير {القوات الخاصه} من ثكنة المهلب بن أبي صفره المتمركزه قرب حلب وكذلك مدرسة ضباط الأحتياط وبسقوط هاتين المدينتين الهامتين والإجتماع العسكري الذي تم في مدينة حمص في وسط البلاد قلب موازين القوى وإنقطع أمل عبد الناصر بإستعادة سوريا كجزء من الجمهوريه العربيه المتحده، وبعد إنتهاء هذه التطورات السريعه، تم ترحيل المشير عامر مع مساعديه إلى القاهره، ثم صدر البلاغ 17 القاضي بتشكيل الوزاره برئاسة الدكتور مأمون الكزبري واعيد النظر بكافة المراسيم السابقه وتم إلغاء معظمها لعدم توافقها مع البنيه السوريه. أيها الإخوه والأخوات لقد كان الإنفصال بمثابة ضربه مؤلمه لعبد الناصر والذي بنى إستراتيجيته على أساس النظام أولاً، مما جعل البلاد تقف على إصبعة إبهام واحده، وليتها وقفت على رجل واحده فعلى الأقل كانت تستطيع أن تقفز منهكه إلى الأمام ولو لخطوات معدوده ولكنه آثر حالة عدم التوازن على أن يقف متوازناً مع كامل أبناء شعبه ولقد سمعت له ستة خطب متتاليه خلال إثنا عشر يوماً من الأيام الأخيره للوحده بمعدل خطبه لكل يومين وكانت نبرات صوته تنم عن الألم والمراره.

وثيقة نادرة لنواب من الإقليم السوري يؤيدون الانفصال ويعددون أخطاء نظام الوحدة

 

لقد كانت الوحده أملنا جميعاً وحزنا على ضياعها نتيجة أخطائنا القاتله، لقد كانت الشعارات براقه حلوه تحمل همومنا وطموحنا في آن واحد وقد أحببناها وغنيناها ودخلت عقولنا وقلوبنا ولكن المشكله كانت تكمن في تقسيم الشعب إلى طبقات رجعي وتقدمي، عميل إستعمار ووطني، كادح ورأسمالي، وحد وي وإنفصالي، وبين الشعارات البراقه وإختزال مجموع الشعب إلى الحلقه المصفقه المنتفعه ضاعت أحلامنا في الوحده وبالرغم من هذا الدرس المؤلم لكل مكونات الأمه, إلا أنه يبدو أننا لم نتعلم من أخطائنا بعد. أيها الإخوه والأخوات االدرس الذي يجب أن نتعلمه من هذه التجربه هو التالي: لن تستطيع أمه اي أمه أن تحقق أهدافها وتحصل على حقوقها وتتقدم إلى الأمام الا إذا وقفت ثابته متوازنه على قدمين ممثلة بكل أبناء شعبها معتمدة على عقيدة الأمه والتى هي بمثابة المظله الحاميه لكل أبنائها, وليست مستندة على إصبعة الإبهام وهي الفئه التي تمثل المرتزقه المتسكعه على أبواب الحكام والى القاء مع محطه جديده. 

هشام نجار

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ