-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 14/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


محطات صغيره في حياة إنسان عادي

المحطة رقم (5)

 الكمين

يقولون عن السياسة "إنها فن الممكن" وأزيد عليها قولاً

فأقول: وهي أيضاً فن التخلص من الكمائن ..

 

المهندس هشام نجار

الإخوة والأخوات:

بدأ الاستعداد للسفر إلى مدينة بادوفا الإيطاليه لمتابعة دراستي في الهندسه الميكانيكيه في جامعتها العريقة والتي تأسست عام 1222 ميلادي, ساهم علماء عرب من الأندلس في تأسيسها منذ أكثر من سبعمائة عام كما تدل على ذلك اللوحه الرخاميه الضخمه والمعلقه على مدخل المبنى الرئيسي للجامعه والتي نقش عليها أهم الأساتذه الذين ساهموا في التدريس أسماء بعضهم تحمل بصمات عربيه. سافرت بقطار الشرق السريع عبر تركيا - بلغاريا - يوغسلافيا سابقاً ثم إيطاليا ووصلتها مساءً بتاريخ 29/10/1961 حسب تأشيرة الدخول الإيطالية المثبتة على جواز سفري المحتفظ به حتى الآن. استقبلني أحد الأصدقاء ثم أنزلني في فندق وفي اليوم الثاني أستأجر لي غرفه كبيره مع صديقين عند عائلة دي سراكا والتي ورد ذكرها في مقاله سابقه كان عنوانها: الشبكه الأخطبوطيه العالميه التبشيريه للإرهاب - المقاله الأولى - حيث بينت في هذه المقاله كيف تتستر منظمات التبشير وراء التعاليم الإنسانية للدين المسيحي، وما أن يصلوا إلى هدفهم حتى يبدأوا بإشعال المنطقه بالحروب الأهليه، لقد فعلوها بنا في الحروب الصليبيه مستغلين الرعاع والفلاحين البسطاء وراحوا يتباكون على ضياع أرض المسيح , يذرفون دموع التماسيح كذباً وبهتاناً، متناسين أن رهبان المسيحيه الحقيقيين هم من سلم مفاتيح القدس للخليفه عمر رضي الله عنه تخلصاً من الروم المسيحيين بظلمهم وجورهم.

بعد عدة شهور انتقلت وسكنت عند عائله أخرى حيث تتطلب الدراسة الفعلية عدم الاختلاط مع الأصدقاء كثيراً، كنا أحياناً نلتقي عند الغداء في بيت الطلبه والذي يقع في نفس الشارع الذي يضم الكليات والمختبرات كنت أدفع 200 ليرة إيطالي ثمناً لوجبه تتألف من الحساء والصحن الأول وهو عبارة عن أحد أصناف المعكرونه والصحن الثاني قطعه من اللحم مع البطاطا والخضار مع مشروب غازي وفاكهة كل ذلك بما يعادل بـ 30 سنت أمريكي. في يوم  26/09/1962 قام إنقلاب ناصري في اليمن الشمالي بقيادة العقيد عبد الله السلال، كان عبد الناصر يريد أن يعوض عن خسارته بسوريا بأي نجاح جديد، وبالرغم من رفض مستشاريه الإنخراط بمشاكل اليمن، وبالرغم من أن السعوديه لن تسمح له بمد نفوذه إلى جوارها داعمة القبائل بالمال والسلاح، إلا أنه لم يتردد بإرسال 5000 جندي وضابط مع معداتهم إلى اليمن لدعم الإنقلاب وكان ذلك برأيي بداية الوقوع في الكمين الذي نصبته إسرائيل بإحكام عام 1962 لينتهي بـ 60000 جندي وضابط مزودين بكل الأسلحه الثقيله والطائرات قبل شهور معدوده فقط من حرب الكارثه مع إسرائيل عام 1967 وتأكيداً لما أقوله، إليكم ماقاله شابتاي شافيت" - رئيس المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب - في ندوة عقدها المعهد بعنوان "سبل التصدي لإرهاب الانتحاريين"  وقت كان يرأس جهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد".. أصدر أوامره لضباط الجهاز بمعاونة قوات الإمام بدر الملكية حتى يستعيد حكمه الذي أطاح به الثوار عام 1962 وقد قام الموساد تنفيذًا لذلك بإمداد الملكيين بالأموال والسلاح، وأرسل عسكريين إسرائيليين لتدريب قوات الإمام وبرر شافيت ذلك بقوله: إن إسرائيل كانت تريد إضعاف الاقتصاد المصري وإرهاقه بهذه الحرب التي تورَّط فيها بوقوفه بجانب الثوار بجزء كبير من الجيش المصري يقارب ثلث عدد أفراده، وبأننا - والكلام لشافيت - كنا نريد أن نتعرَّف عن قرب على حقيقة القدرات العسكرية للجيش المصري المحارب في اليمن، وقد ساعدنا ذلك على إلحاق هزيمة مروعة به عام 1967. وتابع رئيس جهاز الموساد السابق حديثه الذي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية بقوله: "إن التدخل في الحرب الأهلية اليمنية كان جزءاً من نظرية إستراتيجية شاملة لجهاز الموساد الذي يسعى إلى إثارة الانقسامات والنزاعات في صفوف العالم العربي، والبحث عن حلفاء له في المنطقة.. كما أن التدخل الإسرائيلي في تلك الحرب مكّن الموساد من دسّ عملاء له ليحصلوا على معلومات حول قدرة الجيش المصري في تلك الفترة الحساسة التي سبقت حرب يونيو عام 1967".

الطيران الإسرئيلي نفذ فوق اليمن 14 طلعة ألقى فيها عشرات الأطنان من الأسلحة لقوات الإمام بدر ليس حباً بالبدر بل لإحداث الفتن بين مكونات الأمة من جهة ولإضعاف الجيش المصري إلى أقصى حد, فبلع عبد الناصر الطعم والذي قاد الأمة إلى أكبر هزيمة في تاريخها عام 1967... لقد أنهك عبد الناصر أفضل قواته في اليمن فقط ليبرهن للعرب والعالم أن المد الثوري مازال يكسب مواقع جديدة، بينما كانت إسرائيل تجر العرب إلى كمين نكون فيه في أضعف قوتنا.

الإخوة والأخوات...

كان ومازال ضعف قوتنا يكمن في إنقسام العرب وإستقوائهم بالأجنبي على أبناء جلدتهم، إعتمادهم على فئه صغيره من الشعب تجيد التطبيل والتذمير وإملاء الجيوب، وتناسيهم لعقيدة الأمه في تحصيل حقوقهم. وإذا أضفنا إلى هذه العوامل إنخراط الجيش المصري في حرب اليمن مضحياً بالآلاف من أبنائه وبالسلاح الذي دفعت قيمته الأمه، وأكثر من هذا وذاك إنخفاض الروح المعنويه للمقاتل المصري خلال خمسة أعوام من هذه الحرب المنسيه إمتدت إلى قبل شهور معدوده من حرب 1967 المشؤومه حين رتب عبد الناصر أمره على عجل مع السعوديين وبدأ بسحب قواته الجريحه من اليمن ليضعها لقمة سائغه بمواجهة العدو في سيناء، لعرفنا خطورة هذا الكمين الذي وضعنا أنفسنا فيه بينما كان العدو يعد نفسه لهذه المعركه والتي بدأت خيوطها تتضح عندما بدأت إسرائيل بتهديد سوريا في مايو ايار عام 1967 بدأ تصعيد سياسي بعد ورود معلومات سوفياتية بوجود حشود إسرائيلية على الجبهة السورية، وعلى الرغم من عدم تأكد تلك المعلومات، فقد صعدت مصر المواجهة مع إسرائيل من خلال سحب قوات الطوارئ وإرسال قوات مصرية إلى شرم الشيخ وأعلنت مصر حالة التعبئة العامة في قواتها المسلحة. وتصاعدت الأحداث بسرعة حتى كانت الشرارة التي فجرت الحرب قرار الرئيس جمال عبد الناصر إغلاق مضايق تيران في البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية.

وفي 5 يونيو حزيران 1967 قصف الطيران الإسرائيلي جميع المطارات العسكرية المصرية واستطاع تدمير سلاح الطيران المصري على الأرض، وبعدها بدأت سلسلة من الهزائم المتعاقبة على الجبهتين الأردنية والسورية انتهت باحتلال سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان والقدس الشرقية.

إخوتي وأخواتي...

بكيت ثلاث مرات في حياتي. بكيت يوم وفاة والدي وبكيت يوم وفاة والدتي وبكيت يوم هزيمتنا في حرب 1967... وانا استمع إلى نشيد "لن ينام الثأر في قلبي وإن طال مداه" من إذاعة دمشق بينما إذاعة صوت العرب من القاهرة تنشد" بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي..." أغلقت المذياع بعد ان تأكدت ان فصول المأساة قد انتهت, ثم سرحت في ذهول عميق ... ذهول أصاب كل مكونات الأمه ...ذهول نعرف أسبابه كشعوب ولكن حكامنا يصرون على أن يبقى مرافقاً لنا حتى آخر رمق من حياتنا ولكنهم يتجاهلونه لأن اعراضه كانت بسببهم.

في الحلقة القادمة موعدنا مع محطة : طالب جامعي ،فإلى اللقاء

هشام نجار

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ