-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
توريث
سلطة وإذلال أمة أ.د.
محمد اسحق الريفي يخشى
الصهاينة والأمريكيون وحلفاؤهم
الأوروبيون من انتقال السلطة في
مصر إلى جهات وطنية حرة ونظيفة،
لاعتقادهم بأن ذلك يضر بالنفوذ
الأمريكي في منطقتنا، ويعرِّض
كيان الاحتلال الصهيوني للخطر
الشديد، وربما يؤدي إلى تغيير
جذري في المنطقة.
ولذلك يسعى الصهاينة
والأمريكيون إلى توريث السلطة
في مصر إلى نجل الرئيس مبارك. ولا شك
أن خشية الصهاينة والأمريكيين
من انهيار سلطة مبارك قد ازدادت
بشكل كبير منذ استلام حركة حماس
للسلطة في 2006، ولا سيما بعد نجاح
الحركة في بسط سيطرتها على قطاع
غزة، ورفضها التقيد بقواعد لعبة
التسوية السياسية للصراع
العربي–الصهيوني، وبعد فشل
الحرب الصهيونية على غزة في
القضاء على المقاومة.
فقد تصاعدت الانتقادات
الشعبية المصرية والعربية
لنظام مبارك بسبب مساهمته
الكبيرة في حصار غزة، وبسبب
مشاركته في العزلة الدولية
الجائرة المفروضة على الحكومة
الشرعية التي تتولاها حركة
حماس، حيث ينظر نظام مبارك إلى
استلام حركة حماس للسلطة على
أنه تهديد مباشر له. وبغض
النظر عن مصداقية المعلومات
التي سربتها المخابرات
الصهيونية حول توريث السلطة في
مصر لنجل الرئيس مبارك في
القريب العاجل وقبل نهاية
ولايته في 2011، فنحن بصدد توريث
السلطة في مصر لعائلة مبارك
والحزب الحاكم، والإبقاء على
حالة الذل والقمع والاستبداد
والفساد من نصيب الشعب المصري.
وبالتالي نحن بصدد إذلال
الأمة العربية، لأن مصر هي
كنانة الله عز وجل في أرضه،
ولأنه لا يمكن لأمتنا أن تتحرر
دون قيام الشعب المصري بواجبه
ودوره الريادي في تحريرها
وتخليصها من تقسيم سايكوس–بيكو
والمشروع الصهيوني. لذلك
فقد آن الأوان للشعب المصري أن
يتحرر من الاستبداد والطغيان،
ليحافظ على أمنه القومي، ويقف
في وجه الأطماع الصهيونية
الخبيثة، ويمنع تحول النفوذ
الأمريكي في منطقتنا إلى هيمنة
أمريكية التامة عليها، ولينقذ
فلسطين وشعبها من العدو
الصهيوني. وهناك
أمران يقتضيان تحركاً شعبياً
سريعاً في مصر، وهما: استشراء
الفساد، وفقدان السيادة
المصرية على سيناء والحدود
المصرية مع فلسطين المحتلة وعلى
القرار السياسي. أما ما
يتعلق بالفساد، فهناك حاجة إلى
إصلاح شامل في المجالات الصحية
والسياسية والتعليمية
والإدارية والاقتصادية... الخ.
ففي المجالات الصحية بلغت
نسبة المصابين بالتهاب الكبد
الوبائي وفق المصادر الرسمية
أكثر من 30%، وتفيد التقارير
الواردة من مصر أنه لا يوجد بيت
في مصر إلا وفيه مصاب أو أكثر
بمرض عضال. أما
من الناحية السياسية، فهناك
احتكار للسلطة، وتوريث تعسفي
لها، واعتداء على حق الشعب
المصري في اختيار من يحكمه.
وهناك قمع، وظلم، واستهتار
بإرادة الشعب المصري وطموحاته
وأمنه القومي.
وهناك خضوع رسمي لإرادة
الأمريكان والصهاينة، وغياب
مشاركة سياسية فاعلة في السلطة،
وانتهاك للحقوق الإنسانية
للمواطنين.
وهناك محاربة لأي محاولة
إصلاح في مصر. وبالنسبة
للأمور التعليمية والاقتصادية،
تفرض الولايات المتحدة أجندتها
الشريرة على التعليم
والاقتصاد، لتعزل الإسلام عن
حياة الشعب المصري، وتجعله
يتقبل الهيمنة الأمريكية على
منطقتنا، وتمتص خيرات مصر،
وتستغل الأيادي العاملة
والعقول المصرية. من
العار أن يمد نظام مبارك
الاحتلال الصهيوني بالإسمنت
والحديد، لمساعدته في إقامة
جدار العزل العنصري، الذي تسبب
بأضرار فادحة ومعاناة قاسية
للفلسطينيين.
ومن العار مد العدو
الصهيوني بالغاز المصري،
وتزويد الجنود الصهاينة أثناء
عدوانهم على غزة بالأطعمة
المصرية، ليتلذذوا بها،
ويستقووا بها على قتل الأطفال
والنساء والشيوخ والرجال،
بينما بقيت غزة تصارع الموت
والجوع طوال أيام الحرب وحتى
الآن. ومن
العار أيضا أن يسمح نظام مبارك
للسياح الصهاينة واليهود
المحتلين لفلسطين بزيارة
الأراضي المصرية، والتمتع بها،
والاستجمام فيها، ليتجسسوا على
مصر، وليعيثوا في سيناء فساداً،
بينما لا يستطيع الغزيون المرور
عبر رفح لأداء فريضة الحج، ولا
يستطيعوا الذهاب للعلاج في
المستشفيات المصرية والعربية. أما من
النواحي الإدارية، فقد أصبح
الفساد السمة السائدة للمؤسسات
الحكومية، حيث يتم إهدار ثروات
البلد، وطاقاتها، ... وأما
بالنسبة للسيادة، فقد كبلت
الحكومة المصرية نفسها
باتفاقيات كامب ديفيد، التي
تنتقص من السيادة المصرية على
سيناء لحد لا يطاق، ما أثر على
قرارات الحكومة المصرية
السياسية والاقتصادية، وكل ما
يتعلق بإدارة محافظة شمال سيناء
تحديداً، إضافة إلى أسر
الأمريكيين والصهاينة للإرادة
السياسية الرسمية المصرية. لهذا لا
بد من تحرك شعبي مصري واسع،
لإفشال توريث السلطة، ومواجهة
المؤامرات الصهيوأمريكية ضد
مصر والأمة العربية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |