-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 15/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


بَعيداً عَنْ دَايْتونْ!

د. فايز أبو شمالة

fshamala@yahoo.com

يا أيُّها الشَّهمُ الفِلسْطِينيُ، يا كُلَّ مُقاتلْ، خُذني أُنظِّفُ ما تَغبَّر من سِلاحكَ، خُذني لأحْشُو البُندقيةَ رَجفَ عُمْري، وما يُرقْرقُ أدمُعَكْ، خُذني ألمْلمُ ما تَناثرَ من أنينٍ في الطَريقِ لعَودَتكْ، خُذني مَعكْ، أنَا مَنْ يَجسُّ النَبضَ، مَنْ فاضَتْ بهِ الأحْزانُ يَرقُبُ صَولتكْ، خُذني مَعكْ، أُرْقِيكَ مِنْ شَرِّ العِيُونِ، ومِنْ شَرارةِ حاقدٍ يتَرقَّبُكْ، يتَلصَّصونَ عَليكَ في كُلِّ اللُّغاتِ، وأنتَ تُنشدُ أحرفاً من عِزَّتكْ، قُمْ؛ قمْ يا شَقيقَ النارِ لا تَطْوي صَفائحَ ثورتكْ، واكْتبْ بأنَّكَ مِنْ فلسطينَ، وأبسطْ لمنْ عاداكَ قبضةَ غضبتكْ، سَأمُدُّ للقدسَ الشرايينَ فَسدِّدْ ضَربَتكْ.

أنا أمُّك، أنا أختُك، أنا بَعضُ لَحْمِكَ، أدمُعكْ، أنا لا أريدُ تودُّدَكْ، وتردُّدَكْ، وأريدُ وعداً قاطعاً: ألا تُصافحَ قاتِلكَ، ألا تَصيرَ مَطيّةً للخانعينَ، وطائعاً مُتذللاً في أخرِ الشهرِ وتنسي قريتَكْ، وأريدُ منكَ الوعدَ: أن تَحمي سلاح الفاتحين، لا أن تخونَ الأهلَ في ظلِّ المخيمِ لاجئينَ لكي تعودَ بمفردكْ، ولكي يصيرَ إليكَ رقمٌ، وهويةْ، وتبيعَ دونهما القضيةْ.

لا يا أخي، يا ابن أمي وأبي، أنا لا أريدكَ مثلَ مُختلسٍ رَجيمٍ، أو مثلَ وِسواسٍ زَنيمٍ، أنا لا أريدكَ غادراً، أو فاجراً هبتْ عليهِ رياحُ "دايتون" فاغْتَنَمْها، إياكَ والشيطانَ "دايتون"، كي لا يصيرَ وجيشُه الوحشيُّ وتراً للشجنْ، يا أيها الشهمُ الفلسطينيُّ يا نسلَ المروءةِ، والكرامةِ، يا عودَ نعناعٍ ترعرعَ في المحنْ، لا تَتْركِ الأحبابَ خلفَ غياهبِ السجنِ، وتحرسُ ركْبَ من كَرِهَ الوطنْ، من يَمتطي صهواتِ ظَنِّ السوءِ بالشعبِ المقاومْ، ليَلفَّ رقبتكَ الرَسنْ، أنتَ ابنُ أمِّكَ وأبيكَ، فكيفَ تُطعمُ قاتليكَ دماءَ نابلسْ، وتدوسُ عوراتِ الخليلِ ولا تُفجِّر رأسَ من يرعى الفِتنْ؟ من أفْجَعونا بالتخلي عن أساساتِ القضيَّةِ، وصارَ سُوطُهمُ الوَهنْ، ليَبيتَ قاتلُنا طَوالَ الليلِ في حُضنِ الأماني، وفي الصبحِ يأتي بالكَفنْ، كي نَدفنَ النَخوةَ، والمَجدَ، وأهدابَ المَحبَّةِ، كي ندفنَ الروحَ ونحيا بالدنيّةْ.

خذني معكْ، أنا بعضُ أهْلكَ، عِزْوَتُكْ، أنا من يواري في النوازلِ عَثْرتَكْ، أنا شوقُ أمِّكَ للمروءةِ، والشهامةُ سيرتُكْ، أولم تكنْ يوماً أغاريدَ الصبايا؟ أولم تكنْ وهجاً ويخشي غاصبي من غضبتكْ؟ أنت الذي صُلْتَ، وجُلْتَ، وصِرْتَ نخوة أمَّتكْ.        

  خذني معكْ، إنْ كنتَ جندياً تحاربُ، أو صرتَ بالأنيابِ تنهشُ قاتليكَ، وبالمخالبِ، لا فرق بين كتائبِ القسّام، والأقصى، وسربٍ للسرايا في النوائبِ، كالنجمِ صار لي الوطنْ، وصار لي شرفٌ، وسارقُ فرحتي نذلٌ، وغاصبْ.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ