-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تضليل
سياسي مفضوح أ.د.
محمد اسحق الريفي لا تملك
زمرة أوسلو لتبرير محاربتها
للمقاومة في الضفة المحتلة
وتعميق الانقسام الداخلي
واتخاذ مواقف سياسية مخزية، إلى
جانب استغلال الرواتب في شراء
الذمم والضمائر، سوى التضليل
السياسي المفضوح، عبر قلب
الحقائق وممارسة الدعاية
السوداء. وتمثل
كلمة نبيل عمرو التي ألقاها
نيابة عن محمود عبَّاس في
مهرجان تكريم قتلة مجاهدي كتائب
الشهيد عز الدين القسَّام في
قلقيلية، انقلاباً شاملاً على
المبادئ والقيم والثوابت
الوطنية، وشكلاً مفضوحاً من
أشكال التضليل السياسي، حيث عمد
عمرو كعادته إلى قلب الحقائق
ومحاولة إقناع الناس بأن مشكلة
فلسطين هي تحرر غزة من الاحتلال
الصهيوني وخروجها عن سيطرة
وكلائه المتعاونين معه أمنياً
والمشاركين له في مخططات القضاء
على المقاومة، وليس في الاحتلال
الصهيوني نفسه وممارساته
العدوانية ضد الشعب الفلسطيني
في الضفة وغزة، ولا في عمليات
التهويد والاستيطان التي يقوم
بها على مسمع ومرأى من زمرة
أوسلو المتسلطة على الضفة، ولا
في الحصار الجائر على غزة، ولا
في العدوان الصهيوني بكل
أشكاله!!. وفي
الحقيقة، لسنا بحاجة إلى
الإسهاب في التعليق على كلمة
نبيل عمرو المقززة، إذ ليس من
الصعب أن يدرك السامع أو القارئ
لها أنها مليئة بالأكاذيب
المفتراة، وأنها تهدف إلى تضليل
أبناء الأجهزة الأمنية وتسويغ
ما يقومون به من ممارسات غير
وطنية لخدمة العدو الصهيوني،
وذلك في سياق خطة دايتون
الرامية إلى كسر شوكة المقاومة
في الضفة وتمرير الحلول
الاستسلامية للقضية
الفلسطينية.
ولكننا بحاجة إلى التعليق
بسرعة على ما تضمنته تلك الكلمة
المخزية من مغالطات سياسية
تضليلية تتعلق بعملية التسوية
السياسية، التي يسعى نبيل عمرو
وأمثاله من قادة حركة فتح إلى
قتل المجاهدين والمقاومين
والمناضلين، وخطفهم، ونزع
أسلحتهم من أجل تمرير الحلول
الاستسلامية على الشعب
الفلسطيني. وصف
نبيل عمرو حركة حماس بأنها لا
تعترف بالدولة والقدس، وهو بذلك
يشير إلى الرؤية الصهيوأمريكية
لما يسمى "حل الدولتين"،
قائلاً: "لكن لن تبقى غزه في
الظلام، ولن تبقى في أيدي من لا
يعترفون بالدولة والقدس،
وستتحرر غزه بأيدي أبنائها
وأيدي أبناء الوطن".
فعن أي دولة يتحدث نبيل عمرو
وأمثاله وأرض الضفة تتعرض للنهب
والاستيطان في الوقت الذي تنشغل
أجهزة عبَّاس وفيَّاض في القضاء
على المقاومة والتآمر على
غزة؟!، وهل تكترث سلطة رام الله
لحظة واحدة بما تتعرض له القدس
المحتلة من تهويد وطمس للهوية
العربية الإسلامية، وما يتعرض
له أهلنا المقدسيون من طرد
وتهجير؟!. إن
هذه المبررات التي يسوقها نبيل
عمرو هي المبررات ذاتها التي
يبرر بها العدو الصهيوني
والأمريكي محاصرته لغزة
وعدوانه عليها وحربه على
المقاومة في الضفة المحتلة. ومن
جانب آخر، يكذب نبيل عمرو على
نفسه وعلى الشعب الفلسطيني
عندما يزعم أن حركة حماس توفر
للإرهابي نتنياهو مبررات وقف
التفاوض مع فريق التسوية بقيادة
عبّاس، وكأن عمرو لا يعلم
الشروط التي يضعها نتنياهو
لاستئناف التفاوض، وهي شروط
تتضمن إلى جانب شروط اللجنة
الرباعية: اعتراف الفلسطينيين
بأن ما يسمى (إسرائيل) دولة
يهودية، والتخلي عن حق عودة
اللاجئين، والإبقاء على القدس
عاصمة موحدة للدولة اليهودية
المزعومة. وماذا
حققت لنا المفاوضات السابقة مع
حكومة أولمرت غير زيادة
الاستيطان في الضفة بنسبة 37%،
ووصول عديد الحواجز العسكرية
الصهيونية فيها إلى نحو 700
حاجزاً، وتخريج كتائب دايتون
لمحاربة المقاومة في الضفة؟!.
ولكن من المؤكد أن نبيل عمرو
يشير بذلك إلى رغبة الصهاينة
والغربيين في تقوية عبّاس
وحركته فتح حتى يصبح قادراً على
فرض الحلول الاستسلامية على
الفلسطينيين، ومنعهم من مقاومة
الاحتلال، وتحويلهم إلى جسر
يمكن العدو الصهيوني من تحقيق
حلمه بالتطبيع مع الدول
العربية. وعندما
يخاطب عمرو حركة حماس قائلاً:
"إما أن تأتوا إلى البيت
الفلسطيني (منظمة التحرير
الفلسطينية) أو أن تذهبوا إلى
المجهول لوحدكم فنحن لن ننجر
معكم إلى المجهول"، فهو يعبر
عن مواقف سلطة رام الله
المعادية للمقاومة والرافضة
لإصلاح منظمة التحرير
الفلسطينية، وهي المواقف ذاتها
التي يتبناها العدو الصهيوني
والأمريكي. على أي
حال، لو خاطب نبيل عمرو الأجهزة
الأمنية قائلاً: "ونحيي
انبطاحكم الذي هو نتاج تربية
فتح"، لصدقناه، ولكن أن يقول:
"ونحيي انضباطكم الذي هو نتاج
تربية فتح"، فهذا شيء لا يمكن
تصديقه!!. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |