-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 20/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ننشر هذا المقال للأخ جان كورد مع العلم أنه وظف أكثر من فكرة في غير سياقها ... زهير سالم

سوريا وشعوبية الأقوى

جان كورد

علينا الاعتراف قبل كل شيء بأنه قد تكوّنت للنزوع الطائفي في سوريا صورة ذات أضلاع وزوايا وملامح وألوان، بفضل النظام القائم حاليا لم تتحقق من قبل في أي عهد من العهود التي شهدها حكم البلاد منذ أن انفصلت سوريا وغيرها من الامبراطورية العثمانية، تلك التي حملت ظلما وعدوانا أختام "الخلافة الاسلامية"، وهي في الحقيقة لم تكن سوى ملكية وراثية لبني طوران، أي أنها كانت دولة تركية برداء اسلامي كلاسيكي رقيق، مثلها مثل النظام الطائفي في سوريا الذي يتشح بعباءة "العروبة"، وهو أبعد مايكون عن الأصالة العربية...

والأمرّ من هذا هو سعي بعض أقطاب المعارضة السورية، من ديموقراطيين ووطنيين ويساريين، للسير على ذات الطريق التي سلكها الطورانيون في تركيا والطائفيون في سوريا، أي ابداء ما هو غير الذي في قلوبهم للشعب، ولقد صدمنا بعض عمالقة الشيوعيين من قبل كالأستاذ رياض الترك بصدد القضية الكوردية لدى زيارته إلى مدينة برلين قبل سنوات، مما دفع المشاركين الكورد في ندوته إلى الانفضاض عنه وشطبه من دفاترهم وقلوبهم بعد ذلك اللقاء لما لمسوه لديه من عنجهية ونزعة قومية ضيّقة سترهما طوال سنوات حياته السياسية بدهان أممي باهت اللون... ومن هؤلاء الذين يظهرون أنفسهم بين الحين والحين بالتعالي عن "الطائفية" و"النزعة القومية الضيقة" في حين أنهم لايكادون يختلفون عن البعثيين في نظرتهم لغيرهم، بعض أبرز رجالات "الحوزة السنيّة" في سوريا كالأستاذ زهير سالم الذي نستغرب له كيف يحاول تشويه النظرة الاسلامية الحقيقية تجاه الشعوب والقبائل والألسنة والألوان من خلال اتهام من يخالفه الرأي في موضوع "الطوائف والقوميات والأقليات السورية" بأنهم يطرحون مشروعات "الحلول الطوباوبة" كما تطرّق الى ذلك في مقاله "سورية...قضية الطائفية ومشروعات الحلول الطائفية" المنشورة على الرابط:

http://www.asharqalarabi.org.uk/ruiah/b-ruiah-379.htm

ففي حين يجعل للطائفية "قضية!" فإنه وغيره كثيرون من الاسلاميين (!) ينكر في مقالات ولقاءات بالتوكية سابقة وجود "قضية كوردية" مثلا، ويعتبرها مجرّد اشكالات قانونية وقتية يمكن حلها في ظل حكومة على مزاج أو طراز أفكاره وعلى أساس منح الكورد "حق المواطنة"، دون الصعود بالمسألة الى مرتبة "قضية كوردية".... بل وصل الأمر بهؤلاء إلى عدم قيامهم بأي محاولة لشرح أو المشاركة في فهم "القضية الكوردية" كقضية قومية (يرفض الأستاذ اليساري غسان المفلح تسمية الكورد بأمة، لذا نقول مسايرة: كقضية قومية) تم تقسيمها وتجزئتها استعماريا على عدة دول متجاورة، منها دولتان (سوريا والعراق) كانت قيد التكوين من قبل الاستعمار ذاته آنذاك... ويحاول هؤلاء الاستناد في ما يرونه حقيقة أزلية على التوزيع الديموغرافي للشعوب السورية، إذ يقول الأستاذ زهير سالم في مقاله المذكور:"إننا في سياق الحديث عن وطننا سورية (يكتب اسم سوريا أو سيريا بالتاء المؤنثة بهدف التعريب) ينبغي أن يكون واضحا أن سورية في استعلان هويتها وخلوصها لاتمثل الحالة (العراقية) مذهبيا ولا قوميا، ولا تمثّل الحالة اللبنانية (دينيا) أو (مذهبيا). نعم سورية ليست بلد أقليات إنه بلد يشكل العرب فيه 90% من مجموع سكانه، ويشكل المسلمون فيه 90% من مجموع سكانه..." ثم يدشّن اعتقاده الشخصي هذا بما يلي:"وفي ظلال هذه الحقائق ينبغي أن يكون مستقراً وثابتاً أن سورية وطن واحد، وأرض واحدة، وشعب واحد، وهذه الأرض هي جزء من العالم العربي الكبير، وهذا الشعب هو جزء من الأمة العربية والأمة الإسلامية الواحدة وما عدا هذه الحقائق فهو من الزبد الذي يذهب جفاء..."

فماذا يعني هذا الحديث الذي "يخربط" المفاهيم الاسلامية عن الأمة والوطن يا أستاذنا الكريم؟ فلو صدر هذا الكلام عن قومي جاهل لقلنا بأنه قومي جاهل، ولكن أن يصدر هكذا نشاز عن إعلامي وسياسي اسلامي كبير فإننا لاندري بماذا نصفه....

أولا- قبل كل شيء ليس هناك حتى اليوم أي احصاء للقوميات والأقليات السورية بصورة نزيهة ودقيقة يمكن الاعتماد عليها علميا، ونحن نتشوّق إلى ذلك اليوم الذي يجرى فيه احصاء كهذا. ولذا فإن منح العرب 90% من مجموع السكان هو من باب "الاعتقاد الشخصي" لا أكثر ولا أقل...

ثانيا: كيف لايجوز مقارنة الوضع السوري بالوضع العراقي؟ ففي سوريا قوميتان رئيسيتان، هما القومية العربية والكوردية، وأقليات دينية ومذهبية وطائفية كما هو الحال في العراق أيضا...أم أنكم تنكرون بقولكم (وشعب واحد) وجود "قومية كوردية" تشكّل من حيث الحجم السكاني والتوزّع الجغرافي ثاني أكبر مكوّن قومي في البلاد؟ أهذا الشعب الواحد هو "شعب عربي" أم "شعب سوري" دون توضيح مقصود لحالته القومية؟

هناك برأي الأستاذ الكريم – أدام الله بقاءه - "الحل الذي يقترحه علينا البعض هو أن نحل هذا الآخر المواجه أو نلاشيه لكي وحسب وهم طوباوي نصادر (الموضوع) الذي سيحاول النزوع الطائفي أن يسيطر عليه." وهذا يشير الى وجود من يطالب في صفوف المعارضة أو أشباه المعارضة السورية بأن نتوقّف عن استخدام تعابير مثل "الشعب العربي السوري" أو "الشعب العربي في سوريا" والاستعاضة عنها ب"الشعب السوري"، ولم لا؟ إن كنّا نقر فعلا بوجود قوميات غير القومية العربية في بلادنا؟ أما إذا كنّا نصّر على تلوين الكل بصبغة الأكثرية ففي هذه الحال نحن نكذب على أنفسنا وعلى شعوبنا وعلى العالم بأسره... وعلى الأستاذ زهير سالم أن يعتبر بالقول الرباني الشهير "كان ابراهيم أمّة"

فابراهيم عليه السلام رغم تميّزه عن قومه أو عن الأقوام التي عاش بينها بدينه الوحداني وبسلوكه الشخصي فقط فإن الله تعالى لم يتوان عن وصفه ب"الأمة"، وهو شخص واحد...فكيف ننكر على قوم (شعب) وجود قومية له وهو يشكلّ المكوّن الاثني الثاني في البلاد؟

والخطير في الموضوع هو التالي: لو أننا أخذنا بمقولة الأستاذ زهير سالم حول "الأكثرية" التي يحق لها صبغ بلادنا بصبغتها الخاصة من الجانب العقيدي، فإننا سنقول "سوريا مسلمة!" وهذا يجافي الحقيقة أيضا، فإن في سوريا إلى جانب القوميات أديان ومذاهب وطوائف لو دققنا النظر فيها لوجدناها تشكّل جزءا هاما من المجتمع السوري التعددي، فهل يحق لنا انكار النصرانية واليزيدية والدرزية والاسماعيلية والعلوية والشيعية واليهودية جميعا؟ والنزوع الطائفي كما يعتقد الأستاذ زهير سالم بنفسه "هو نوع من النزوع الفطري في تعبيراته الأولية البسيطة..."

هذا المنحى لايقّل خطرا عما قام به غلاة الشيعة في ايران، حيث ثبّتوا في دستور الدولة الخمينية بعد انقضاضهم على ثورة الشعوب الايرانية في عام 1980 بأن رئيس الجمهورية يجب أن يكون من مذهب "الاثنى عشرية"، وبذلك حرموا أبناء السنة المسلمين من الوصول إلى منصب الرئاسة مهما كانوا مناسبين للأمر، وهذا ما دفعنا جميعا للاستنكار والتنديد به، فهل يعمل الأستاذ زهير سالم على سد الباب في وجه من هو غير سنّي في سوريا لاحتلال منصب الرئاسة مهما كان ملائما من ناحية الخبرة والاختصاص والعلم لذلك المنصب؟ فقبول غير السنّي يقتضي قبل كل شيء القبول التام بالمذاهب والطوائف الأخرى كمكوّنات أساسية مهما كانت ضئيلة الحجم والنسب...ففي دستور كوردستان العراق مثلا، هذا الدستور الذي أكّد على (أن اقليم كوردستان العراق جزء لايتجزأ من العراق) و(أنه لايجوز اصدار أي قانون يخالف جوهر الشرع الاسلامي ونصوصه الصريحة) و (أنه لايجوز الخروج عن اطار الأصول الديموقراطية) قد أقّر بأن كل اللغات والأديان المتواجدة في الاقليم أصلية وأساسية ورسمية لايجوز استبعاد أو اقصاء أو اهمال أي منها مهما كانت نسبة أهلها ضئيلة في الاحصاءات...وبذلك وضع الكورد العراقيون أسسا ثابتا للتعامل مع مسألة "النزوع الطائفي" الذي كما قال الأستاذ زهير سالم بأن "أزاهير شروره تستفحل في مجتمعاتنا المتخلفة"، هذا "النزوع الفطري" الذي رفضت الشريعة استغلاله واستخدامه كسلاح للتفرقة وتأجيج الكراهية والمخاصمة القائمة على العصبية القومية أو الشعوبية أو حملها ك"راية عميّة"، وهذا ما نتفق فيه مع الأستاذ زهير سالم جميعا إذ لايجوز لنا السير نحو "الحمية الجاهلية"...

الوقفة الرشيدة المانعة كالسد القوي أمام شرور النزعة النتنة" هو التنازل عن كبرياء الطائفة الأقوى، كما فعل كورد العراق في دستورهم، ورفض "الحمية الجاهلية" يتم بالانطلاق من الذات أولا، فالضرب على وتر "أكثرية العرب هي التي لها الحق في سوريا أرضا وشعبا" لون من ألوان "الحمية الجاهلية" هذه فالرسول الأكرم (ص) لم يتول قيادة أمة عربية وانما "أمة اسلامية"، ولم تظهر في التاريخ الاسلامي دولة "عربستان" مثلا، ولم يستخدم المسلمون الأصحاء عقيديا مصطلح "الشعب العربي" مطلقا، والفاتحة القرآنية تبدأ ب"الحمد لله رب العالمين" وليس "رب العرب"...وأنت أعلم يا أستاذنا النجيب بالموقع الوحيد الذي ذكر فيه القرآن "الأعراب"... فلينزل الأكثريون من قصورهم الشامخة لبناء سوريا للشعب السوري برمته، مع احترام خصوصيات وطموح وتمنيات كل قومية وكل دين وكل مذهب وكل طائفة، وقبل كل الآخرين خصوصيات الشعب العربي وعقائده...

البعثيون عرّبوا "جبل الدروز" إلى "جبل العرب" ومدينة "عفرين" الكوردية إلى "العروبة" و"جبل الأكراد" إلى "جبال حلب"، وكثيرا من القرى الكوردية إلى "حيفا" و "يافا" و "قحطان"...وكأن فلسطين تقع في شمال سوريا لا في جنوبها، وأرض قحطان انتقلت من الحجاز إلى "بوتان" الكوردية...والاسلاميون من طراز الأستاذ زهير سالم يضربون على وتر لايقل غرابة عن هذه الأوتار العنصرية الفاشلة والمتخلّفة عن روح العصر، فهم يطلبون من الكورد وغيرهم "القليلين عددا" أن يعترفوا ب"سوريا عربية" شاؤوا أم أبوا، وسوريا كانت سورية منذ أن وجدت، لم يذكرها أحد غير العنصريين ب"سوريا العربية"، وهي بلاد فتحها العرب عنوة في مرحلة من مراحل التاريخ، كما يذكر المؤرخ الواقدي بالتفصيل، ولكن حكمها غير العرب فترات أطول من حكم العرب بكثير، ومن حكمائها الأيويبيون الكورد أيضا...وطالما قومياتها ومذاهبها وطوائفها عديدة، لذا لايحق لأحد تسميتها باسم عائلته أو عشيرته أو ملّته... فدع عنك هذا وجنبنا اللجاج والجهالة، فهذا ليس من صلب الرسالة، يا أستاذ زهير سالم...

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ