-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 22/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


العراق والأيام الصعبة

عبد الجبار الجبوري*

بعد ايام قلائل من اكذوبة انسحاب قوات الغزو الامريكية من مدن العراق وانتشارها في اطراف منتخبة منها، تصاعدت شدة التفجيرات والاغتيالات والمداهمات والتي حولت سماء العراق الى مشهد دموي وحشي شمل المدن العراقية الساخنة منها، وتأتي هذه التفجيرات تزامنا مع تصريحات امريكية في مقدمتها الرئيس اوباما عندما قال (ان العراق سيواجه اياما صعبة) بعد الانسحاب فيما صرح قائد الجيوش الامريكية في العراق رايموند اوديرنو ان العراق سيواجه هجمات ارهابية من القاعدة والبعثيين وستزداد حدة التفجيرات، فماذا تعني هذه التصريحات والى من ارسلوا هذه الرسائل وفي هذا الوقت بالذات، ولماذا حصلت تفجيرات دموية في مناطق بعينها دون اخرى، ولكي نضع قراءة مبسطة لهذه الاشارات الامريكية علينا تسليط الضوء على مشهد الحكومة العراقية وتخبطها في مواجهة (خطر افتراضي)، فزيارة جوزيف بايدن الى العراق في مهمة واضحة ومحددة هي المصالحة الوطنية جوبهت برفض شديد من قبل الحكومة بل اعتبرته تدخلا في شؤون العراق الداخلية وعلى لسان الناطق بأسم الحكومة، تزامن هذا مع تفجيرات في محافظة ذي قار - البطحاء ثم تلاه تفجير اخر في قرية تازة في كركوك واعقبه تفجير مروع اخر في قضاء تل عفر وتفجيرات في اطراف مدينة نينوى واحيائها الرشيدية وبعويزة وفي نفس اليوم حصل تفجير آخر في مدينة الثورة (الصدر)، ماذا يعني هذا ولماذا في هذه الاماكن حصرا نقول لان هذه مناطق شيعية حسب توصيف حكومي /امريكي وفيها كثافة سكانية شعبية عالية لترسل اشارة واضحة الى جهات بعينها لأشعال حرب طائفية جديدة ورسالة للحكومة بعدم استطاعتها توفير الامن للعراقيين بعد الانسحاب ثم تلعب الدعايات الانتخابية القادمة في شمال العراق وفي مجلس النواب القادم دورا اساسيا لتحقيق مآرب سياسية على حساب الدم العراقي المسفوك في شوارع العراق، اذا هناك اكثر من طرف سياسي متنفذ له اجندة سياسية واضحة في استمرار دوامة العنف في العراق وتقسيمه الى دويلات طائفية وما اعلان دستور اقليم كوردستان في هذا الظرف بالذات الا اشارة على طريق الانفصال والتقسيم الذي اراده مشروع (بايدن) الذي زار العراق من اجل احياء هذا المشروع المشبوه، وان تصريحات مسعود البرازاني بأنه تنازل عن مدن بدرة وجصان ومندلي للمجلس الاسلامي الذي يترأسه عبد العزيز الحكيم تؤكد هذا التوقيت، اذن التفجيرات هي من صنع الادارة الامريكية وتخطيطها بتنفيذ ايد عراقية لتحقيق اهداف شريرة لاتخدم الا اعداء العراق ومن هو ولاؤه لغير العراق، والا ماذا يقصد اوباما بالايام الصعبة التي ستواجه العراقيين بعد الانسحاب وتلاه وزير دفاعه غيتس وقائد جيوشه اوديرنو بتصريحات كلها تصب في نفس الاتجاه، اليس هذا دليلا قاطعا على ما يجري من عنف وتفجيرات دموية يروح ضحيتها آلاف العراقيين وراءه (مخطط تآمري) لاستمرار القتل والعنف والانفلات الامني والتخريف ونهب ثروات البلاد لكي توجد ادارة اوباما مبررا لابقاء قواتها بالعراق حتى بعد التوقيت المعلن نهاية 2011.

 

ونشير هنا الى تصريحات المالكي نفسه (ان بالامكان استدعاء قوات التحالف عند الحاجة) ماذا يعني هذا اليس اعترافا ببقاء قوات الغزو الامريكية الى امد غير منظور في العراق ودليل على عدم جاهزية قواته في حفظ الامن والاستقرار في البلاد دون الحاجة الى قوات الغزو الامريكية، في حين صدع اسماعنا الناطق العسكري لوزارة الدفاع بأن القوات العراقية في وزارتي الدفاع والداخلية قادرة على حفظ الامن، بل ويؤكد بان لا توجد قوات امريكية داخل المدن العراقية ويعرف هو قبل غيره انه يكذب على نفسه فقوات الاحتلال موجودة في داخل المدن ولم تخرج منها وان التي خرجت هي قوات رمزية ففي الموصل مثلا هناك معلومات ان القوات الامريكية تستلم المدينة بعد منتصف الليل من الشرطة العراقية وتقوم بزرع العبوات الناسفة لتنفجر صباحا على المواطنين وقد اعترضت الشرطة على هذا العمل وحصل شجار بين الطرفين،اضافة الى تواجدها العلني في مطار الموصل داخل المدينة وظهورها في شوارع المدن العراقية في ديالى وذي قار والقيارة واجراء مداهمات ليلية ونهارية،اذن الانسحاب الامريكي اكذوبة صدقتها الحكومة فقط لغاية في نفس يعقوب،وفضحتها الوقائع على الارض، هكذا يسير العنف في الدموي في العراق بتخطيط امريكي وتنفيذ حكومي وتواطؤ دولي، وما اطلاق سراح ضباط المخابرات الايرانية من سجون الاحتلال والتي تزعم الحكومة بانهم (دبلوماسيون) الا فضيحة بجلاجل تؤكد عمق التنسيق الامني مع قوات الغزو الامريكي في احتلال العراق وتدميره والعمل على تقسيمه خدمة لاهداف شريرة تلحق ضررا كبيرا بالعراق ومستقبله،تنفذه اجندة امريكية وايرانية وبغطاء حكومي تشرف عليها كتل سياسية واحزاب طائفية تقود العملية السياسية،في الوقت الذي وصل فيه المشروع العسكري الامريكي اعلى درجات الفشل ومعه العملية السياسية برمتها بفعل المقاومة العراقية بكل فصائلها الوطنية، وما المأزق الذي تمر به ادارة اوباما والحكومة العراقية الادليل على هذا الفشل، وان التفجيرات التي تحدث هنا وهناك الآن وباعلى وتيرة لها بالوحشية والدمار هي ردة فعل على الفشل الذريع في معالجة الوضع الامني المنهار اصلا،والذي مني به مشروع الادارة الامريكية في اقامة مشروع الشرق الاوسط الكبير ابتداء من العراق ومشروع جوزيف بايدن سيئ الصيت قبل الاحتلال، نقول رغم العنف الضارب في كل مدن العراق، فالعراقيون ذاهبون الى التحرير وافشال كل مخططات الاعداء مهما بلغت وحشية الاشرار في الحاق الاذى بالعراقيين الذين فضحوا الاحتلال وعملاءه بوحدتهم وتماسكهم وصبرهم الطويل في مواجهة الظلم والظلاميين.

ـــــــــ

*كاتب واعلامي عراقي

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ