-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 25/07/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


مسؤولية الجامعة في تحقيق نهضة أمتنا

أ.د. محمد اسحق الريفي

يشكل الطلاب الجامعيون جزءاً مهماً من الثروة البشرية الهائلة التي تمتلكها أمتنا العربية، بل إنهم يمثلون محرك التغيير المنشود لتحقيق النهضة الشاملة.  وتتحمل الجامعات العربية مسؤولية إعداد الطلاب وتوفير الإمكانيات والفرص التي تهيئ لهم الانخراط في برامج خدمة المجتمعات العربية والمشاركة في نهضة أمتنا.

 

يخطئ من يظن أن وظيفة الجامعة تقتصر على منح الطلاب الدرجات والشهادات العلمية، فإلى جانب هذه الوظيفة المهمة، تتحمل الجامعة مسؤولية توفير بيئة أكاديمية وثقافية واجتماعية، تهيئ الظروف لانطلاق بواعث نهضة حقيقية، يكون فيها لثقافتنا الإسلامية حضور واضح في كل جوانب العملية التعليمة والإدارية، وفي الجوانب السلوكية للأساتذة والطلاب، داخل الجامعة وخارجها.  كما يتحمل الجامعة مسؤولية نشر ثقافة التعاون، والمشاركة الفاعلة، والتسامح، والعمل التطوعي، والمواطَنة الصالحة، وتحمل المسؤولية، وذلك للقضاء على ثقافة الاستبداد والإقصاء وإلغاء الآخر والتعصب الحزبي السائدة في مجتمعاتنا.

 

وحتى تواصل الجامعة مسيرة عطائها على أسس صحيحة، يجب التأكيد على جودة التعليم وفق معايير واضحة مبنية على حاجات المجتمع المحلي وضرورات النهضة، وليس على أساس تقليد الجامعات الغربية أو الاستجابة لشروط المنح الدولية، فللمجتمعات الغربية حاجات وثقافات ومبادئ تختلف عن مجتمعاتنا العربية والإسلامية.

 

وتُقاس مكانة الجامعة بمدى تفاعلها مع مشاكل المجتمع المحلي واستجابتها لمتطلبات تنميته وتطويره، وبمدى تفاعلها مع قضيا أمتنا العربية وقدرتها على تحقيق العدل والمساواة في تعاملها مع الطلبة والأساتذة والإداريين، وهذا يحتاج إلى التعاضد والتلاحم بين الطلاب والأساتذة وإدارة الجامعة، في جو من الانسجام والتفاهم والشفافية والثقة المتبادلة.

 

وهنا تكمن أهمية الدور المنوط بإدارة الجامعة، التي تمسك بزمام الأمور، وتوجه الأساتذة والطلاب والإداريين الوجهة الصحيحة، وتبعث في نفوسهم الأمل والرغبة في العمل، وتشحذ هممهم، وتحوِّل طموحاتهم وأهدافهم إلى برامج وخطط ينجزونها على أرض الواقع، وتمدهم بالرعاية والعناية، وتوفر لهم إمكانيات النجاح.  ويجب أن تعتمد إدارة الجامعة في سير العملية الإدارية على أساس العدل، وليس على أساس التوازنات الفئوية، وعلى أساس القدوة، وليس على أساس القوة، وعلى أساس الرؤية الواضحة والشفافية، وليس على أساس المناورة والضبابية.

 

أما الأساتذة، فعليهم تقع مسؤولية تحقيق التنمية الإنسانية الشاملة للطلاب والمجتمع، حيث يساهم الأساتذة في تأهيل الطلاب وإعدادهم وتوعيتهم، ليصبحوا مواطنين صالحين قادرين على قيادة مسيرة التطور والنهضة، حيث تمتلك أمتنا ثروة بشرية هائلة كفيلة بإنجاز التغيير المنشود إنْ أحسنا استثمار هذه الثروة وتوظيفها.  إن إلهام الطلبة والارتقاء بمستوى أدائهم وطموحهم هي أرفع وظيفة يمكن أن يقوم بها الأستاذ الجامعي، وهذه العملية تتجاوز مجرد منح الشهادات إلى ما هو أسمى من ذلك بكثير.  فكثير من حملة الشهادات يعانون من أمية ثقافة ويعجزون عن مواكبة التغيرات العالمية والتفاعل مع مشاكل أمتنا.

 

ويمثل أساتذة الجامعة أهم أركانها، وهم الأكثر قدرة على التفاعل مع قضايا المجتمع والأمة، وهم الذين يتولون تشكيل وعي الطلاب وثقافتهم، فإن كان لا يؤرقهم ويقض مضاجعهم تردي أوضاع أمتنا وضمور كيانها وزوال هيبتها، فمن غيرهم سيدافع عن أمتنا ويذود عن حياضها المستباحة؟!.  إن سلبية أساتذة الجامعة تلغي دورهم وتجعلهم عبئاً ثقيلاً على أمتنا، ومما يؤسف له أن الأساتذة الذين تخرجون في الجامعات الغربية هم الأكثر إصابة بمرض السلبية، وهم يعتبرون تجربتهم في الجامعات الغربية مرجعية لسلوكهم وطموحهم في الجامعات العربية.  فنسبة كبيرة من الأساتذة يقضون أعمارهم في القيام بأبحاث في مجال تخصصاتهم، وينشرها في مجلات أجنبية، أو محلية أحياناً، ولكنهم لا يهتمون كثيراً بحل مشاكل مجتمعاتهم المحلية وخدمة أمتهم.

 

أما الطلاب، فهم المحور المركزي للعملية الأكاديمية، ودورهم في النهوض بالأمة هو أعظم دور.  فهم قادة المستقبل الذين نعول عليهم في الدفاع عن أمتنا واستنهاضها، ولهذا عليهم أن: يتحلوا بالثبات والشجاعة في مواجهة التحديات والمشاكل التعليمية، ويستفيدوا من البيئة الجامعية والأنشطة الطلابية في بناء أنفسهم، وينكبوا على العلم النافع إنكباباً، ويرفعوا مستوى طموحاتهم وتوقعاتهم، ويحرصوا على الاستفادة من أوقاتهم، ويساهموا في الحركة النقدية البناءة لجامعاتهم، ويتفاعلوا مع قضايا الأمة ومشاكل مجتمعاتهم، ويساهموا في إرساء دعائم التغيير والنهضة.

 

وبما تقدم، يمكن للجامعة أن تأخذ دورها الريادي والحيوي في إنقاذ بلادنا العربية من حالة العجز والجمود والاستبداد.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ