-ـ

ـ

ـ

الأحد 26/07/2009

لا تقولوا أوقفوا الاستيطان!!

واصف ضاهر

حسب الأعراف و الشرائع الدولية فان الاستيطان من قبل المحتل لأراضي الغير غير شرعي و غير مقبول و ان خلق امر واقع قصري من قبل اسرائيل في زرع هذا الكم الهائل من المستوطنات في الأراضي العربية في فلسطين لا يغير من الحقيقة المجردة ان الاستيطان مرفوض  عربياً و دوليا فهذا الحق لا يضع مهما طال الزمن على الاستيلاء  و البناء الذي عقد الامور و جعل من امكانية التوصل الى السلام و حل الدولتين أمرا غير يسير، الشيء الذي عملت و تعمدت على خلق واقعه اسرائيل بتعنتها و تجاهلها لنداءات العالم و حتى حليفتها الولايات المتحدة بالكف عن مواصلة الاستيطان حتى باتت المستوطنات تغزو كل بقعة و قرية و بلدة فلسطينية و لم تخلو منطقة على الارض الفلسطينية لا تطل عليك منها مستوطنة مزروعة في قلب أراضي الانسان الفلسطيني.

انني عندما امر في طريقي الى منطقة بيت ساحور عن طريق خلفي لا أصدق ما تشاهده عيناي من تضخم معماري مكثف متراص على جبل أبو غنيم حين "قامت الدنيا و لم تقعد" لدى الاستيلاء عليه  و الذي بالرغم من النداءات و الشجب و الادانات و المقاومة مضت اسرائيل في البناء و خلقت أمراَ واقعاَ اخر قبل به العالم و لا احد بات يذكره الان لا محلياً و لا عربياً و لا دولياً...هذه كانت و لا تزال استراتجية بناء المستوطنات الاسرائلية ... تعلن و تخطط فيثوروا العرب و ينددوا و يشجبوا و يرفع العالم "الحر" صوته و لكن اسرائيل تمضي في البناء و تشيد و لا يلبث العرب و العالم فيصمت و تطوى صفحة أخرى من الواقع الاستيطاني...

و بعد هذا كله نردد نحن و يردد العالم معنا " اوقفوا الاستيطان" و كأن الاستيطان قد بدأ يوم أمس و لم يغزوا كل الأرض الفلسطينية!! هل بقيت بقعة فلسطينية لم تلوثها المستوطنات حتى نصيح و قد بح صوتنا و نقول اوقفوا الاستيطان!!!

علينا ان نقول ازيلوا الاستيطان و على العالم ان يقف الى جانب الحق و العدل و الشرائع الدولية و يردد معنا باصرار ازيلوا الاستيطان فان الامر الواقع القصري مرفوض و ان الحق لا يضيع بمرور الزمن و الا قبلنا بتوحيد القدس و برفض حق العودة و الحدود و غيرها من عقد الحل...

ان اسرائيل لا تضيع حق لها مهما كان هذا الحق حقاً او غير ذلك و تعمل على ملاحقة  امره مهما طال الزمن حتى تحصل على كل ما تريد... فلماذا لا نتعلم من اسرائيل في المطالبة بحقوقنا و نرفض الأمر الواقع القصري و ملاحقة قضايانا و العمل على تحقيقها مهما طال الزمن و مهما تطلبت من تضحيات!!!

كذلك علينا الكف عن استعمال كلمة مستوطنات و استبدالها بتعريفها الصحيح بالمستعمرات... فان كلمة مستوطنات ليست كلمة سلبية في معناها العام فاننا عندما نقرأ التاريخ نجده يحدثنا عن شعب ما اكتشف أرضاً خالية لا صاحب لها فاستوطن فيها و جعلها موطناً له و هذا امر نعتبره عادي لا عيب فيه...اما الاستعمار فيعني اقامة اعمار في غير ارض المستعمر و لا وطنه  و انني هنا أذكر ان المرحوم علي الطزيز رئيس الغرفة التجارية السابق طالب هو نفسه في كثير من المناسبات باستبدال كلمة مستوطنات بكلمة مستعمرات كذلك أحي مؤسسة باسيا "الجمعية الفلسطينية الاكاديمية للشوؤن الدولية بالقدس" باصدار نشرة تحت اسم "القدس" مشيرة اليها ب "النشاط الاستعماري" و السياسات و الممارسات الاسرائلية تحكي عن السرطان الاستعماري و سياسة الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية و تهويد المدينة العربية- القدس

مرة اخرى لا تقولوا أوقفوا المستوطنات...قولوا ازيلوا المستعمرات

-------------------------

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ