-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المد
الإسلامي بقلم:
أحمد بهجت ما هي
أسباب المد الإسلامي الذي نراه
في الساحة اليوم, وما هي
محركاته وجوهره, وما هي
احتمالات نموه واستمراره..
هذه أسئلة مهمة يطرحها كتاب
حوار لا مواجهة للدكتور أحمد
كمال أبو المجد.. يحدثنا
الكتاب عن هذا المد الإسلامي
المعاصر في جانب منه.. على
الأقل هو جزء من ظاهرة عالمية.. ففي
الخمسينيات والستينيات من هذا
القرن تحدث المحللون عن أزمة
الدين في عصر العلم, وكانت
حركة العلوم قد قفزت بالعقل إلي
عرش يوشك أن يكون هو عرش العبادة,
إلا أن الثورة الصناعية الثانية
التي حملت بذور الثقة المطلقة
في العقل لم تلبث أن حملت بذور
قلق هائل أصاب النفوس والأرواح
وعاد الناس بحنينهم إلي السكينة
الضائعة والسلام الروحي الذي
زلزلته عبادة المادة.. ولقد
وقعت هذه الظاهرة خارج حدود
العالم الإسلامي, ولكن
انهيار الحواجز بين الشعوب نقل
إلي المجتمعات الإسلامية ما حدث
وسجلت السنوات العشر الأخيرة
هذا الحنين الممثل في العودة
إلي الدين.. ونأتي
إلي السؤال الثاني الذي يتعلق
بجوهر هذا المد ومحتواه وتصور
مستقبله, ويعترف لنا الدكتور
أحمد كمال أبو المجد بأنه ليس
متفائلا, لأن مشكلة المسلمين
لم تكن أبدا في قلة عددهم وإنما
تتمثل في صياغة نموذج وأسلوب
للحياة تتأكد به قيم الإسلام
ومبادئه وينطلق المسلمون في
نقله إلي ممارسة حياتهم العصرية.. ويري
الدكتور أبو المجد أن الحركات
الإسلامية تعاني أربع آفات.. أولا:
عجز هذه الحركات عن إقامة علاقة
مودة وحوار مع سائر عناصر
المجتمع وتياراته, إن منهج
من ليس منا فهو من أعدائنا يحصر
دعاة الإسلام في دائرة ضيقة
سرعان ما تتحول إلي خصومة مع
المجتمع.. ثانيا:
أن أكثر القضايا الفكرية
والاجتماعية التي كانت معلقة في
الفكر الإسلامي لم تزل علي
حالها لم يتقدم فيها البحث.. ثالثا:
الخلل في ترتيب أولويات الإسلام
عند عرضه والدعوة إليه,
الأمر الذي يحصر الدعوة في
مجالات لا تساعدها علي التقدم
والحركة.. رابعا:
التشتت الغريب الذي يحيط
بالجماعات والزعامات الإسلامية,
فهم في شقاق وخصومة وتبادل
للاتهامات, ولو أن هذه
الزعامات الإسلامية أنصفت
قضيتها فرضيت بالقاعدة التي
تقول: لنتعاون فيما اتفقنا
عليه ويعذر بعضنا الآخر فيما
اختلفنا فيه. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |