-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الشعور الوطني لفلسطينيي 48 في مواجهة
القوانين الصهيونية بقلم
: فارس عبد الله* تتصارع
الحملة الصهيونية على أهلنا
الصامدين ,في الأرض المحتلة عام
48 , تستهدف هويتهم الفلسطينية ,
بعد فشل كل محاولات السلخ عن
الهوية ,التي مورست بحقهم لأكثر
من ستين عاماً , ولازال
الفلسطيني في الـ48 يعلن اعتزازه
بانتمائه للقضية والوطن , فلا
الإغراءات الدنيوية والمالية ,
ولا سياسة التخويف والقمع ,ولا
خطط الأسرلة التي انتهجتها
الحكومات الصهيونية ,عبر منهاج
التعليم في المدارس ,ومحاولات
نشر ثقافة ومفاهيم بعيده كل
البعد , عن واقع وتاريخ هذا
الشعب المرابط على ثرى أرضه
المحتلة . بعد فشل
كل المحاولات الصهيونية , في دمج
وتذويب فلسطينيو 48 في المجتمع
الصهيوني كأقلية على الهامش , قد
تكون استخدمت كصورة تجميلية ,
بان الكيان الصهيوني لا يعادى
العرب , بدليل وجود عرب يعيشون
ضمن الكيان , وكمواطنين ولو من
الدرجة الثالثة , إلا أن هذا
الإستراتيجية سقطت بفعل تمسك
فلسطينيو 48 بهويتهم , حيث أن
القيمة الوطنية حاضرة بقوة في
عقيدتهم الدينية , وتراثهم
وعاداتهم فلا يمكن أن يستوعبوا
القول بان فلسطين أصبحت "إسرائيل
" , كما لا يمكنهم التسليم
لليهودي القادم من روسيا أو
أمريكا أو أوربا , بأحقيته ولو
بشبر واحد من أرض آبائهم
وأجدادهم. لقد فشل
الكيان الصهيوني في حربه , على
فلسطينيو 48 تلك الحرب المتنوعة
والمتعددة الأشكال , أبرزها
التهجير ومصادرة الأراضي عبر
إصدار القوانين العسكرية , التي
تسمح بمصادرة الأراضي تحت حجج
أمنية , وكان الهدف قضم مزيداً
من الأراضي من أجل توسيع
المغتصبات , والمدن الصهيونية
داخل الأرض المحتلة عام 48 , فلا
يعقل أن يعيش أكثر من 1,5 مليون
على مساحة , لا تزيد عن 3% من
الأراضي التي استولى الصهاينة
عليها,لإقامة كيانهم العنصري ,
ولقد أكد شعبنا على حقه الشرعي
في الأرض , عبر انتفاضة يوم
الأرض الخالد وقدم الشهداء , في
دفاعه عن أراضي سخنين وعرابة ,
عندما قام الكيان الصهيوني
بمصادرتها في العام 1976. ورغم
محاولات العزل فلقد التصق
فلسطينيو 48 , بأهلهم وإخوانهم في
باقي الأرض المحتلة بالضفة
وقطاع غزة , فور رفع نظام الحكم
العسكري الذي كان يمارس بحقهم
والذي أخضعهم , لسنوات طويلة في
سجن كبير انقطعوا خلالها عن
محيطهم الفلسطيني والعربي , في
محاولة بائسة لتمزيق الروابط
والأواصر , بينهم وبين أبناء
شعبهم فتلاقى الأهل بعد انقطاع
طويل بفعل سياسات الاحتلال ,
وازدادت العلاقات الأخوية
والعائلية وعادت علاقات النسب
من جديد , وتوحدت عائلات بعد
فرقة قصرية , وعاد فلسطينيو 48
إلى ذات الجسد الفلسطيني
ليشكلوا حلقة من حلقات النهوض ,
لاستكمال مسيرة المواجهة مع
الصهيوني لتحرير الأرض
والمقدسات . بعد
مرور أكثر من 60 عام على النكبة ,
تعصف بالكيان الصهيوني هواجس
التفكك والزوال الحتمية بإذن
الله , ويرى قادة الكيان الخطورة
كامنة في هذه الجسم الفلسطيني ,
الذي تشبث في أرضه وانزرع بكل
وعي ومسؤولية وطنية , إلى جانب
النخيل والليمون والبرتقال
ولقد أثمر هذا الصمود , وها هو
الكيان يقف عاجزاً أمام تنامي
فلسطينيو 48 , ديمغرافياً
ودينياً وفكرياً , ويزداد
التصاقهم بشعبهم ومقدساتهم , بل
يقدمون الغالي والنفيس من أجل
الدفاع عنها. يقف
أهلنا في الـ48 كشوكة في حلق
الكيان الصهيوني , وبكل تأكيد
تقف القيادة الصهيونية عاجزة ,
عن مواجهتهم فمنذ بداية عام 2000م
وعبر مؤتمر هرتسليا , يطالب قادة
الكيان ومنهم ليبرمان
ونتانياهو , بترحيل فلسطينيو 48
إلى الأردن أو الضفة المحتلة
للمحافظة على طابع الدول
اليهودي , ومن هنا جاءت فكرة
يهودية الدولة , التي يطالب
الكيان العرب والفلسطينيين
الاعتراف بها , كشرط للقبول
بالدخول مجدداً في عملية
التسوية. إلا
أننا نعيش في مرحلة خطيرة جداً ,
من جولات الصراع مع الكيان
الصهيوني , والذي فتح النار بقوة
على جبهة فلسطينيو48 , من خلال
جملة القوانين العنصرية , من
قبيل قسم الولاء للكيان
الصهيوني , أو من خلال قرارات
تغيير الأسماء العربية للشوارع
والمدن , أو قانون منع إحياء
ذكرى النكبة , وتعتبر تلك
القوانين والقرارات من قبيل
المقدمات لعمليات تهجير جماعي
لأهلنا في الأرض المحتلة عام 48 ,
سواء كان ذلك من خلال اندلاع حرب
مخطط لها يتم في سياقها , ترحيل
فلسطينيو48 بالقوة والإرهاب ,أو
من خلال تسوية قد يتساوق البعض
عربياً أو فلسطينياً معها , تسمح
للكيان الصهيوني بتنفيذ مخطط
التهجير والترحيل الذي يتطلع له
منذ زمن طويل . يعلم
الكيان الصهيوني وقادته جيداً ,
أن القوانين والقرارات بحق
فلسطينيو48 , لن تغير واقعاً , ولن
تستبدل عقولاً ولن تبدل ثقافات ,
بل سوف تساهم في رفع منسوب
الوطنية والانتماء لفلسطين ,
أكثر من ذي قبل عند الشبان
والشابات والأطفال والنساء ,
فالناصرة سوف تبقى بلد المسيح
كما كانت لن تتغير حروفها
العربية , ويافا وحيفا والرملة
تبقى بأسمائها العربية , محفورة
في ذاكرة ووعي الصغار والكبار ,
والنكبة في كل بيت فلسطيني لها
ما يحفظ ذكرياتهم , فلا قوانين
ولا تعاقب السنين يشطب من
ذاكرتنا فلسطين , من رأس
الناقورة , الجليل , المثلث ,
النقب والساحل الطويل , إلى رفح
حيث خيام اللاجئين مشرعة للعودة
إلى أرض الأجداد , ويبدو أن
إرهاصات الثورة الشاملة تقترب
رويداً رويداً ,وللحماقة
الصهيونية من حيث لا تدري نصيب
في تعجيلها , ونسال الله النصر
لشعبنا ومقاومته . ـــــــ *كاتب
وباحث فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |