-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
العرس
الجماعي الحمساوي الثالث
والبعد الاجتماعي خليل
الصمادي - مخيم اليرموك منذ أن
أعلنت حركة المقاومة الإسلامية
حماس عن عرسها الجماعي الأول
صيف 2007 في مخيم اليرموك بدمشق
بزفاف خمسين شابا من أبناء
الشتات الفلسطيني كان الرهان من
قبل المناوئين للحركة على فشل
هذه التجربة وأشاعوا أن هذا
الزفاف الجماعي ما هو إلا ذر
الرماد في العيون ولا سيما بعد
الحسم العسكري في غزة أو هو
تكفير عن الأخطاء التي مارستها
الحركة ضد أبناء الشعب
الفلسطيني في غزة على حد زعمهم
. أما أن
يصل العدد هذا العام إلى زفاف 500
شاب بعد أن وصل قي العام الماضي
إلى حوالي 270 شابا فهذه الظاهرة
تستحق الدراسة والتمعن ولاسيما
عند المهتمين بدراسة الحركات
السياسية الفاعلة على المستوى
الاجتماعي. فما من
حركة إسلامية أو غيرها عربية أو
غربية إلا وتهتم ببناء جسور
صداقة ومحبة بينها وبين المجتمع
التي تعمل فيه فأي حركة ساهمت في
رعاية مجتمعها بقيت وبقي ذكرها
الحسن وأما الحركة التي عملت
كشركة خاصة لمكتبها السياسي
ولأفرادها وأقاربهم وأنسبائهم
واستحوذوا على المخصصات
اندثرت؛ وحتى لو بقي صوتها
مرتفعا، فهي على مبدأ "أسمع
جعجعة ولا أرى طحنا "
والتاريخ شاهد على ذلك وليس
المقام هنا تفنيد هذه الحركات
،والذي يهمنا هنا في هذا المقام
دراسة دور حركة حماس في
المساهمة في البنية التحتية
للمجتمعات الفلسطينية في
الداخل والشتات ونأخذ العرس
الجماعي نموذجا علَّ
الحركات الأخرى تنتبه إلى دور
البناء الاجتماعي الذي يلامس
حياة الناس بشكل جدي كافتتاح
المستوصفات والمشافي واروضات
والمدارس ،والقرض الحسن وإنشاء
الجمعيات الخيرية وغيرها من
الأمور التي لا غنى عنها. فحركة
حماس قبل أن تنطلق في غزة عام 1987
كانت قد غطت أكثر قطاع غزة
ببنيتها الاجتماعية وكذا في
الضفة الغربية وهذا السبب جعل
الناس يثقون بها وتُرجم ذلك في
صناديق الانتخابات التشريعية
وقبلها وبعدها في الانتخابات
المهنية والطلابية. وعودة
للعرس الجماعي الثالث الذي أقيم
مساء يوم الجمعة 24/7/2009 في مخيم
اليرموك بدمشق فقد أدخلت الحركة
الفرحة إلى أكثر من ألف أسرة
فلسطينية من أسر الشتات من
المخيمات المنتشرة في دمشق
وباقي المدن السورية فقد تجمع
أكثر من عشرة آلاف محتفل بهذه
الفرحة الكبيرة في ملعب شاكر
القريب من جامع الوسيم بوسط
المخيم يحتفلون بأبنائهم
العرسان الذين اصطفوا على منصة
كبيرة أمام الحشد الكبير يلوحون
بأعلام فلسطين وحركة حماس وسط
أناشيد إسلامية وأغاني
فلسطينية منتقاه تناسب الحدث
قدمتها فرقة الوعد تحت شعار"
يد تبني وأخرى تقاوم " والملفت
للنظر في هذا العرس الجماعي
الحضور التركي والأندنوسي
الشعبي الكبير، ولاسيما التركي
الذي بلغ عددهم المئات ، فتبين
أن الحركة مدت جسورا لأشهر
الجمعيات الخيرية في البلدين
الإسلاميين الكبيرين كان نتاج
ذلك التواصل الشعبي بين البلدين
والتبرعات السخية التي قدمته كل
منهما للمساهمة في هذا العرس
الكبير ، وقد ألقى كل من رئيس
جمعية IHH التركية الأستاذ بولاند
ورئيس الجمعية الأندنوسية
كلمتيهما ألهبت الجماهير التي
عرفت التضامن الإسلامي بالرغم
من البعد الجغرافي والسياسي
القصري فيما مضى ، وكذا كان حضور
عشرات من علماء دمشق وفلسطين
الدور الكبير في إنجاح هذا
الاحتفال. هكذا
يكون العمل الشعبي، العمل الذي
يحاكي متطلبات الناس : فقرائهم
وأغنائهم ، كبارهم صغارهم،
رجالهم ونسائهم، عمل يحتاج إلى
جهود ونشاط ، عمل يقترب من أحلام
الحالمين وتصديق المشككين ،
وليس العمل الذي يقوم على محاكة
غرائز الشباب تحت غطاء الثقافة
والرياضة كما دأب الكثير من
الفصائل على نهجه ومازال !! لقد
كلَّف العرس الجماعي كما صرح
الأستاذ نواف التكروني " أبو
ثابت " مسؤول العمل الجماعي
لحركة حماس في سورية حوالي
مليون دولار. وفي حسبة يسيرة فقد
حاز كل عروس على حوالي مئة ألف
ليرة سورية أربعون ألفا هدية
نقدية والباقي عبارة عن هدايا
عينية كالبراد والغسالة وأدوات
المطبخ ، مع خصم كبير لغرف النوم
غيرها من احتياجات بيت الزوجية لقد
أمنت الحركة هذه الأموال من قبل
المتبرعين من التجار
الفلسطينيين والسوريين ومن
الجمعيات الخيرية الفلسطينية
كجمعية الإسراء التي كان لها
شرف المشاركة في إنجاح العرس،
والجمعيات الخيرية التركية
والأندنوسية كما أسلفنا. وأخيرا
همسة في آذان المشككين من فصائل
فلسطينية وأفراد لا يروق لهم
مثل هذه الأنشطة أقول لهم : أن
تشعلوا شمعة خير لكم لعن الظلام
، لا تشغلوا أنفسكم في
الاتهامات والتشكيك ، شمروا عن
سواعدكم وقدموا خدمات لأبناء
شعبكم ، فلا شك أنهم سيعرفون من
الذي يعمل والذي يجعجع ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |