-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الثلاثاء 11/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الحوار والمصالحة...ما بعد مؤتمر فتح

عريب الرنتاوي

الملابسات والملاسنات التي أحاطت بقرار حماس منع إعضاء مؤتمر فتح السادس من مغادرة قطاع غزة إلى بيت لحم، صبت مزيدا من الزيت على نار الخلافات المشتعلة بين الحركتين، ولا شك أنها ضاعفت التعقيدات المحيطة بالوساطة المصرية لاستئناف الحوار وإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

ويبدو أن الإعياء الشديد قد أصاب الدبلوماسية المصرية التي يقودها على هذا المسار، اللواء عمر سليمان وليس الوزير أحمد أبو الغيط، وثمة تكهنات لم نتحقق من صدقيتها بعد، تفيد بأن القاهرة قد تنفض يديها من هذا الملف، وأنها لن تعيد غمسهما فيه مجددا، إلا بشروطها وبما يحفظ ماء وجهها.

 

والحقيقة أن المرء بحاجة ليتعرف على النتائج النهائية لمؤتمر فتح السادس، قبل أن يتكهن بطبيعة الخطوة التالية فلسطينيا، إذ في الوقت الذي تذهب في بعض التقديرات للقول بأن الرئيس عباس خرج من المؤتمر كأكبر الرابحين فيه ومنه، تذهب تقديرات أخرى للقول بأن رئيس السلطة سيجد نفسه محاطا بمجموعة من القيادات الفلسطينية الشابة، التي تفضل مسارا مختلفا عن ذاك الذي انتهجته قيادة فتح والسلطة والمنظمة حتى الآن، وأن هؤلاء قد يلعبون الدور الذي اعتاد "وزراء الأطواق" أن يلعبونه حيال بعض رؤوساء حكومات إسرائيل السابقة، وهذا باب نفضل أن لا نلجه اليوم، سيما وأننا نقف على مسافة 24 / 48 ساعة فقط من معرفة الحقيقة.

ولأن السؤال التالي غداة ارفضاض مؤتمر فتح السادس، وعشية إطلاق الرئيس الأمريكي باراك أوباما لمبادرته الشرق أوسطية، سيتركز حول ملف المصالحة والوحدة الوطنيتين الفلسطينيتين، فإن فيضا من الأسئلة والتساؤلات سيتناسل منه الواحد تلو الآخر، وأهمها ذاك المتعلق بالوساطة المصرية، وما إذا كانت الحاجة ستملي "تعريب" هذه الوساطة بضم السعودية وسوريا إلى جهودها، لا سيما وأن الطريق بين الرياض ودمشق بات سالكا وممهدا بالاتجاهين معا.

 

إن جل ما يتطلع إليه الشعب الفلسطيني هو أن يرى جهدا عربيا خالصا لمساعدته في استعادة وحدته وترتيب بيته الداخلي، بعيدا عن صراع الأدوار والمحاور، وبعيدا عن الحسابات الداخلية المتصلة بعلاقات الأنظمة العربية بمعارضاتها عموما، ومعارضاتها الإسلامية على وجه الخصوص، وفي هذا السياق، فإن "تعريب الوساطة" سينظر إليه فلسطينيا على أنه التعبير الأكثر إخلاصا عن الرغبة في مساعدة الشعب الفلسطيني، المتجردة عن الرغبة في "تسجيل النقاط" وتحقيق "الأهداف" في غير "المرمى" الذي تنشدّ إليه أنظار الفلسطينيين.

نأمل أن تبادر الدبلوماسية المصرية نفسها إلى طلب العون والإسناد، وأن لا تنتظر حتى تصل جهودها إلى طريق مسدود، أو تعلن انسحابها من العملية برمتها، لأن ذلك إن حصل، ستكون له أوخم العواقب المعيقة لأية وساطة وأي وسيط.

 

قبل التئام مؤتمر فتح السادس، اصطدمت الجهود المصرية بعقبات سياسية وأمنية وتنظيمة حالت دون إتمام التوافق والاتفاق، وبعد المؤتمر تفاقمت عقدة انقسامات فتح وإضيف إليها ملف المعتقلين في الضفة الساخن جدا، وملف الممنوعين من السفر من غزة الأشد سخونة، لكأنه لم يكن يكفينا كل تلك التعقيدات التي كانت تحول دون إتمام المصالحة، حتى نواجه بالمزيد منها، أو لكأنه ما كان يكفي الدبلوماسية المصرية ما جابهته من تعقيدات، حتى تجابه بالمزيد منها، والمأمول حقا، أن تجد القاهرة المزيد من الأيادي التي تصفق معها، بعد أن تأكد لها ولنا، أن يدا واحدة لا تصفق، خصوصا حين يتعلق الأمر بملف على هذا القدر من التشابك والتداخل والتعقيد.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ