-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
قيادة
فتح الجديدة ...أية وجهة ؟! عريب
الرنتاوي أبدت
بعض النخب الفلسطينية المعارضة
للسلطة والرئاسة وفتح، تشاؤمها
حيال النتائج التي انتهى إليها
المؤتمر السادس لحركة فتح،
وأجمع كثيرون منهم على إبداء
عدم الثقة في "القيادة
الجديدة" لفتح لجهة قدرتها
على نقل الحركة من موقع إلى
موقع، أو بالأحرى استعادة
الحركة لدورها كقائدة ورائدة
للحركة الوطنية الفلسطينية. نحن
بدورنا نرى أن هذا التقييم في
كثير من التسرع والإسقاطات
المسبقة، برغم عدم تفاؤلنا بل
وتحذيرنا من مغبة عودة فتح إلى
سيرتها ويومياتها التي اعتادت
عليها خلال السنوات الفائتة،
صبيحة اليوم التالي لارفضاض
المؤتمر، برغم معرفتنا بعمق
انقسامات فتح وثقل "تيار
السلطة" فيها وجدية
الاصطراعات بين مراكز القوى
فيها. تشير
تركيبة اللجنة المركزية لفتح
إلى أنها جمعت حول مائدة واحدة،
ثلاثة أجيال من قادة فتح، جيل
القادة المؤسسين والجيل الوسيط
وجيل الشباب، وأنها ضمت إلى
صفوفها مختلف التيارات
والتلاوين، "تيار
المقاومة" و"تيار
المفاوضات" والتيار الذي
يدعو للجمع بين المقاومة
والمفاوضات، وأنها ستكون صعبة
القياد والاقتياد لأي جهة، كما
كانت عليه حالها بعيد غياب
زعيمها ومؤسسها وقبيل انعقاد
مؤتمرها الأخير. من حق
النخب الفلسطينية المعارضة أن
تبدي شكوكها في نتائج مؤتمر
فتح، لو أن حال الحركة قبل
مؤتمرها الأخير كان أفضل حالا،
لكن المراقب للمشهد الفلسطيني
يستيطع أن يلحظ بأن المؤتمر وفر
فرصة لإعادة فتح بعد غياب،
وأقول وفر فرصة ولا أقول أعاد
فتح إلى دورها أو أعاد هذا الدور
إليها...ثم أن القيادة الجديدة
لفتح على الرغم من التحفظات
الشديدة، البالغة حد الإدانة
لبعض رموزها وعناصرها، تظل أكثر
استمساكا بنهج التحرر الوطني
الفلسطيني، من "حكومة
الظل" التي تحكمت في قرار فتح
والسلطة والمنظمة طوال السنوات
الخمس التي أعقبت رحيل مؤسس فتح
والحركة الوطنية الفلسطينية
المعاصرة ياسر عرفات، والأهم من
كل هذا وذاك، أن فتح بات لها
عنوان يمكن مخاطبته والتحدث
إليه، بعد أن تعددت العناوين
وتنازعت الشرعيات فيها وعليها. كنا
نتمنى أن تعاقب فتح بعض رموزها
الفاسدين والمتورطين في
"مؤامرات وفتن داخلية وفساد
مستشر"، لقد فعلت ذلك مع
بعضهم، بيد أنها أعادت الاعتبار
لبعضهم الآخر، بل وجاءت به إلى
أعلى مؤسسة قيادية في صفوفها،
وهذا أمر يؤسف له، حتى وإن كانت
عودة هؤلاء مقيدة وضعيفة ومن
دون أجنحة وأذرع، وهذا بحد ذاته
أمر جيد، ويحسب للمؤتمر لا
عليه، خصوصا إذا ما أخذنا بنظر
الاعتبار أن بعض أعضاء اللجنة
المركزية، يمثل
جيل الانتفاضتين في العمل
الوطني الفلسطيني، الذي ما زال
مستمسكا بإرث فتح وتاريخها. أخطر ما
انتهى إليه مؤتمر فتح وتركيبة
لجنتها المركزية، هو تهميش
الخارج، وهذا أمر تحدثنا عنه
عندما تحدثنا عن تركيبة المؤتمر
وأولوياته، ونخشى أن نكون أمام
عملية ستنتهي إلى إعادة تكييف
فتح على مقاس السلطة...وأكثر ما
يثير الاستياء في نتائج
انتخابات اللجنة المركزية هو
سقوط المرأة فيها سقوطا مدويا،
إذ لم تنجح أية مناضلة في الحصول
على مقعد في لجنة فتح المركزية،
مع أن الحركة خزان لا ينضب من
المناضلات من مختلف الأجيال
والمواقع. وأسوأ
ما في نظام فتح الداخلي، أنه لا
يتيح لمن يسقط في انتخابات
اللجنة المركزية الترشح لعضوية
المجلس الثوري، وحيث أن التنافس
على عضوية اللجنة المركزية
اشتمل على "المائة
الأوائل" في فتح، ولأن اللجنة
المركزية لا تزيد من حيث حجمها
عن عشرين في المائة من إجمالي
المتنافسين، فإن ثمانين قائدا
من أهم قيادات فتح، ما عادت
لديهم الفرصة للاحتفاظ بعضوية
المجلس الثوري أو الحصول عليها،
ما يعني أننا سنكون أمام مجلس
ثوري نكاد لا نعرف غالبية
أعضائه، ومن المبكر الحكم عليه
أو على وجهته. دعونا
ننتظر بضعة أيام واسابيع لنر ى
كيف ستجيب فتح على أسئلة اللحظة
السياسية الجديدة المعقدة،
بدءا بوضعها الداخلي ومصير
الغائبين عن مؤتمرها، مرورا
بالحوار والمصالحة، وانتهاء
بأسئلة السلطة والمنظمة
والداخل والخارج وعملية السلام
وحقوق شعب فلسطين، والمقاومة
والمفاوضات إلى غير ما هنالك،
وبعدها سيكون حكمنا على نتائج
المؤتمر وأداء القيادات
الجديدة، أكثر عدلا وإنصافا،
أكثر واقعية وموضوعية. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |