-ـ

ـ

ـ

السبت 15/08/2009

 [فتح دايتون ].. على من تضحكون ؟!

عبدالله خليل شبيب

زعم مؤتمِرو فتح ببيت لحم [ المحتلة ] أنهم متمسكون بالسلاح وبالكفاح المسلح .!

.. وكنا نتمنى أن يستطيعوا ذلك .أو أن يتركوا – ولو بعض أفرادهم المتمسكين بسلاحهم -.. ولا تلاحقهم سلطتهم وتسلم بعضهم للعدو ..أو تأسره لهم في سجونها ..أو تتيح للعدو تصفيته ..إضافة إلى مصادرة سلاحهم وتسليمه للعدو ووكيله [ المعلم كيث دايتون ].. !

.. ولو اقتصرت مقاومتهم للمقاومة وسلاحها ورجالها على غيرهم [ يعني غير بقايا المقاتلين الفتحاويين ] لقلنا ..إنهم يعتبرون هؤلاء أعداء ولو كانوا من مواطنيهم الفلسطينيين !

[فالموضة ] الآن في فتح توجه كل جهود المقاومة والكفاح ضد (حماس ) كبديل عن العدو اليهودي ..وهذه هي المرحلة التي يلتقي عليها بعضهم وعلى رأسهم[ الدعاة الكبار كعباس ودحلان ] عدا عن الأذناب كجمال محيسن والطيراوي وأبو شباك ..إلخ من أشباه الرجال !!

وهؤلاء يفعلون تماما كما تريد أن تفعل وتوجه بعض الدول والجهات [ المستلبة والمشبوهة ] العداء كله ضد إيران بدلا من الدولة اليهودية !!

..ولكن [ محاربة السلاح والتنسيق الأمني ] لم يستثن فتحاويا ولا غير فتحاوي .حتى لو كان من الفصائل الحليفة والشريكة في منظمة التحرير .وأجهزة السلطة .وتوابعها ..إلخ .

و[ ترتيب ] اعتقال ( أحمد سعدات ) قائد الجبهةالشعبية ..أكبر دليل على ذلك !

.. ولا ندري كيف يريدون للناس أن ينسوا أن أول شرط في خارطة الطريق .وأمثالها كاتفاق أوسلو وغيره هو [ ما يسمى بالتنسيق الأمني والقضاء على الإرهاب ] ! أي تصفية المقاومة نهائيا ..قبل أن يفكر اليهود في تنفيذ أي بند من جهتهم..أو بدون أن يفعلوا ذلك !!

..كما يريدون للناس أن يتعاموا عن الواقع المشهود من تفريغ الضفة من كل سلاح ومقاتل .. وتسليم المقاتلين وأسلحتهم لدايتون وللموساد اليهودي وتعذيب بعضهم [ بأيد آثمة تنتسب لفلسطين ] وتصعيد التعذيب حتى الموت في كثير من الحالات ! ولعل هذا من مقتضيات التنسيق الأمني الذي معناه وترجمته – باختصار [ العمالة والجاسوسية التنفيذية للعدو ] ..أي لا يكتفون بإرشاده على المطلوبين ..بل في كثير من الحالات .يقومون هم – نيابة عن العدو ولصالحه أو بأوامره - بالاعتقال والسجن والتعذيب والاستنطاق والتحقيق .. وجمع المعلومات من المعتقلين وغيرهم .وتسليمها والأسلحة المصادرة- إن وجدت - وتسليم بعض من اعتقلوهم للعدو ..خصوصا إذا ثبت [ تورطهم ] في تصفية بعض جنود العدو أو عناصره ..أو خطورته عليهم ! أو إذا طلبه العدو بالذات!

..وقد اصبح مألوفا معروفا ما نعتبره[ تبادل الاعتقال ] أي أن معظم من تطلقهم[سلطة دايتون ] يعيد العدو اعتقالهم .وبالعكس ..معظم من يطلقهم العدو تعيد سلطة دايتون اعتقالهم !

لا أريد أن أسأل [ مؤتمر بيت لحم المحتلة ] عن ملايين وأموال فتح والمنظمة ..هل سأل أحد عنها؟ أو حوسب أحد عليها ؟

هل سألتم بعض قياداتكم ومتنفذيكم .كدحلان الذي كان – منذ سنوات – يمشي حافيا في مخيمات غزة ..: من أين لهم كل تلك الثروات والمقتنيات .والملايين والمليارات ؟!..هل تعاميتم عن كل ذلك ..؟! أين النقاء الثوري .والأخلاقيات الوطنية والنضالية والمحاسبة والشفافية ؟!

..ولكني أَسألُ [ أشاوس فتح دايتون ] : أين ذهبتم [ بفلول العاصفة .وكتائب الأقصى ]؟! .. أين بقايا مقاتليهم وأسلحتهم ؟!.. من الذي صفاهم ..وقضى عليهم ؟!

..أتحداكم أن تعملوا عملية واحدة !

حتى رئيسكم [ المنتفخ] هذا الذي انتخبه بعض منتسبيكم رئيسا لفتح .. في مؤتمر بيت لحم الذي عُقد [ تحت حراب الاحتلال وجند العدو – كما يقولون .. وفي حضن الموساد .وتحت رعاية [نتنياهو- دايتون ] – كما أقول ]!..والذي يسمي نفسه رئيس السلطة الفلسطينية – بمثابة رئيس دولة.. وإن كانت كل مناصبه باطلة وصلاحياته منتهية  من جميع النواحي القانونية والواقعية والأدبية ..إلخ .!

هذا [الرئيس العظيم ] .أتحداه أن يخرج سجينا واحدا .بدون إذن دايتون واليهود ! أو أن يستطيع استرجاع قطعة سلاح واحدة .إلا ما يمده به العدو ومناصروه ليوجه إلى صدور الشعب الفلسطيني !!

بل أتحداه أن يحاول مغادرة رام الله .أو محاولة الخروج من فلسطين بدون إذن المحتلين الصهاينة !.. إذن سيردونه صاغرا .هذا إذا لم يعتقلوه ويكبلوه !!

... لقد كان البعض يأمل ..أن يكون التفاوض نوعا من الجهود لنوال بعض الحقوق .. !

..على أن يكون ( السلاح ) رديفا وورقة ضاغطة للتفاوض ..كما يفعل الثوار والمحاربون لأجل الحرية والحق عادة ً!

لقد فاوض [ عباسكم ] الصهاينة عدة سنين . فهلا حاسبتموه على ذلك ؟! هلا سألتموه – أو سأله واحد منكم على الأقل -  في مؤتمركم العتيد ..عن نتائج مفاوضاته مع العدو ؟  وعن مخاض كل تلك السنين العجاف ..وهل فتشتم يديه وجيوبه .وملفاته لتروا [النتائج العظيمة ] للمفاوضات العقيمة ..التي لم تكن – في الواقع – إلا غطاء تخديريا وتضليليا .. لنتائجها الحقيقية ..ومن بعضها :

1- استكمال تهويد القدس

2- مواصلة الحفريات تحت الأقصى حتى يكاد ينهار!

3- تكثيف الاستيطان الصهيوني .. وزيادته أضعافا مضاعفة .

4- هدم آلاف ..أو مئات البيوت الفلسطينية .أو طرد سكانها منها ..وإحلال يهود محلهم !

5- المزيد من التنكيل بالشعب الفلسطيني .وتعذيبهم على الحواجز التي تزداد بدلا من أن تنقص .وعمليات الدهم والتخريب والاعتقال والقتل اليومي أو شبه اليومي ..

6- بناء الجدار واستكماله .وما نتج عنه من نتائج مأساوية معروفة ..ومن انتهاب للأرض وتخريب وتعطيل للزراعة والموارد والحياة والتعليم ..إلخ .. وحصار وتجويع وترويع للمواطنين..إلخ

7- تأمين اليهود المحتلين تأمينا كاملا .بعد أن كانوا يخافون من المقاومين .ولا يكادون ينامون ليلهم مطمئنين .. ! والقضاء على كل [ نَفَس] للمقاومة .. بعد أن كان اليهود يفكرون جديا بالانسحاب من الضفة – كما هربوا من غزة – وكان هذا قرارا مبرما كادوا ينفذونه ..إلى أن جاءهم المنقذون [ كيث دايتون وصبيانه وعبيده التابعون ]..فأنقذوهم وحموهم وأرجعوهم عن نيتهم وقرارهم بالانسحاب من الضفة !

.. هذا بعد أن اقترحنا وغيرنا ( عسكرة الضفة ) وبدأ هذا الخيار يلوح في الأفق .وكادت تصبح الضفة بالنسبة لليهود ( جحيما لا يطاق ؛ ومصيدة لجندهم وأفرادهم ) .. فمن الذي أمنهم .وجعلهم ينامون ليلهم الطويل ..وتولى عنهم مقارعة أعدائهم..وملاحقة الخطرين عليهم؟!

.. حتى [سُمح ] للنتن – ياهو أن يخرج علينا متبجحا : أن الانسحاب من غزة كان خطأ .وأنه لن يتكرر..!

يا [ مستر ..أو أضون .نتن] والله ... لولا سلطة دايتون النتنة مثلك .والتي حمتك وحمت كلابك المسعورة ..من بطش المقاومة والمقاومين – خصوصا لو وجدوا لهم عونا حقيقيا وغطاءً مستعدا لبعض التضحيات !-..لكنتم انسحبتم من كل الضفة ..ولربما كان أكثركم الآن يفكرون جديا  بحزم حقائبهم .والانسحاب من فلسطين نهائيا .. قبل أن يضطرهم المقاومون إلى الانسحاب إلى الدار الآخرة [ الأبدية ]!!

.. ولعل البعض يقصد بخيار المقاومة والسلاح .. ما كان يقوم به بعض الأشاوس في بيروت من تحويل المواخير والكبريهات وأمثالها من الفنادق وأوكار الرذيلة ..إلى [ محميات خاصة مقسمة على[ الأبوات ] – أبوالهول .وأبو حسن..أبو فلان وأبو فلان..إلخ ] يحرسونها بسلاحهم [ ومقاوميهم الثوار ] ويعتبرونها منطقة سيطرة ونفوذ [ واستمتاع خاص لهم ولراحة المحارب ! ] .وربما يبتزون الخاوات من بعض الراقصات وغيرهن !! وهم معروفون مشهورون .واسألوا أي إنسان عاصر وجودهم في بيروت .. ينبيكم بالخبر اليقين !!

.. أم لعلهم يقصدون بما سموه الكفاح المسلح -[ جهاد جميل بثينة ] الذي عبر عنه بقوله :

يقولون جاهد يا جميل بغزوة      فأي جهاد غيرهن أريد ؟!

لكل حديث  بينهن  بشاشـة       وكل قتيل عندهن شهيد!!

هذا هوالميدان ..يا حميدان ...

.. على أية حال .. لا بد أن هناك بعض العناصر الفتحاوية وغيرها يحسن الظن ..ويحمل الأمر على محمل الجد .. ويصدق تلك المقولة !

نقول : إن كان بقي لديكم إمكانات للمقاومة المسلحة .فأرونا جهدكم .بارك الله فيكم ! 

وأقول لكم :إن كان إيمانكم وطرحكم وزعمكم التمسك بالكفاح المسلح .. فهذه نقطة الخلاف الأساسية – بل ربما الكبرى أو الوحيدة بين قيادتكم وبين المقاومين في غزة – ( حماس والجهاد ومن معهما ).. فإن كنتم جديين وجادين ..فمعنى ذلك أن الخلاف الأساسي قد انتهى ..وما يتبعه بسيط .وأصبح توحيد فلسطين ممكنا وقريبا إن خلصت النوايا .

..نؤكد أن هذا هوالمحك الحقيقي . فإن اشتركتم مع إخوانكم الآخرين في الإيمان بالمقاومة .والعمل بها ولها .. فلتعملوا على  التوحد معهم .قبل أن يفوت الأوان .وإن لم يحصل ذلك ..أو وقفت دونه التدخلات الأجنبية والعدوة [ والرباعية وغيرها ] – كالعادة..وطُرحت حجج مواربة..ومعاذير مخترعة – لا يعجز أصحابَها ابتداعُها -  للحفاظ على [ مدد الدولار واليورو..إلخ].. وتحجج عبيد دايتون بهذه الحجة أو تلك .فاعلموا أنه مغرر بكم ..وأن          [ مقولة المقاومة ] لا تتعدى [ حبرا على ورق ] ومجرد شعارات فارغة لا مضمون لها ..ربما كانت حنينا إلى بعض ماض لن يعود ..ما دام دايتون و[ جماعته] على ظهر الوجود !! 

-------------------------

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ