-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 15/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الدماء الجديدة في مركزية فتح !!

بقلم: فارس عبد الله*

بعد إعلان نتائج الانتخابات الداخلية لحركة فتح , والتي أفرزت أعضاء اللجنة المركزية,فأن النتائج لم تعكس أي جديد , من إضافات نوعية في حجم ومواقف القيادات المتأهلة لسدة القيادة في حركة فتح , حتى أن التطبيل الذي رافق إعلان النتائج الأولية , حول دماء جديدة تم ضخها في مركزية فتح , هو من قبيل تضخيم الحدث الفتحاوي , ومحاولات التجميل وكأن المؤتمر السادس , جاء بما يطمح به الإنسان الفلسطيني قبل الفتحاوي , على اعتبار أن حركة فتح جزء من الشعب الفلسطيني , وأن أي خيارات تتبناها سوف يكون لها الأثر على القضية الفلسطينية بالسلب والإيجاب , فهل الدماء الجديدة صعود قيادات , كان لها من الإخفاقات على صعيد العمل السياسي والأمني والتنظيمي ما يجعلها تتنحى جانباً , وهل الدماء الجديدة تلك الشخصيات , التي شاركت في صياغة تفاهمات واتفاقيات , مع الجانب الصهيوني لازال يعاني شعبنا الويلات من نتائجها الكارثية  .

ولعل المتابع للنتائج يجد أن أعضاء اللجنة المركزية الجدد , هم بالأساس أقطاب مشروع السلطة القائم على التسوية والتنسيق الأمني , وهي ذات الوجوه التي تربعت على الزمن الفلسطيني المؤلم , منذ أوسلو إلى لحظة الانقسام الفلسطيني , ومن تلك الشخصيات من شكل رمزاً للقمع والعصا الغليظة , ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة , من خلال البطش والقمع على مدار سنوات طويلة , ومنهم من ساهم في مخطط تجريم المقاومة كاستحقاق للاتفاقيات الأمنية مع العدو الصهيوني , ومن الفائزين من سئمت الجماهير إطلالته في منصب كبير المفاوضين , معلناً بشكل دائم إستراتيجيته في التعامل , مع الاحتلال الصهيوني المفاوضات حتى الممات , فالأسماء الجديدة التي فازت بمقاعد مركزية فتح بشكل رسمي هي نفسها التي كانت تقود السلطة الأمنية , بل كانت تحكم وتنفذ وتملك صلاحيات أكبر من اللجنة المركزية ذاتها , ولعل المراحل التاريخية التي مرت بالشعب الفلسطيني , منذ تأسيس السلطة تكشف مساهمات البعض , ممن حاز على مقعد في مركزية فتح في تكريس واقع الانكسار أمام الاحتلال , عبر الخضوع في جولات التفاوض , فهل ننسى الاتفاقيات والتفاهمات مع الجانب الصهيوني , والتي أفضت إلى وضع الأمين العام للجبهة الشعبية , أحمد سعدات في سجن أريحا , بحراسة بريطانية والتي سهلت عملية اعتقاله , من قبل الجيش الصهيوني وكذلك اتفاقية إبعاد المقاتلين من بيت لحم , إلى المنافي لعدة سنوات والتي لم يلتزم بها الكيان الصهيوني , ولازال المبعدين يعانون ويلات الحرمان والإبعاد القسري عن ذويهم ,وقد ساهم في انجازها وتوقيعها أحد الفائزين الجدد في المركزية , كما أن تفاهمات تشغيل معبر رفح قد أعادت الاحتلال , ليتحكم بقطاع غزة بعد أن هرب من غزة وترك المعبر فارغاً , على اعتبار أنه جزء من قطاع غزة , إلا أن المفاوضين رغبوا الاحتلال الصهيوني , بضرورة المساهمة في المراقبة والتحكم بالمعبر , حيث اعتبر ذلك انجازاً وطنياً , غير مسبوق يسجل في صحائف العضو الجديد في مركزية فتح .

 

الأعضاء الجدد في مركزية فتح , لهم من السوابق في الذاكرة الوطنية الفلسطينية , بما يكشف ماهية التشكيلة التي أرادها المؤتمر السادس للقيادة الفتحاوية , فلقد تعزز خيار التفاوض والسلطة الأمنية , بصعود أقطاب التيار الأمني , وهذه النتيجة المتوقع لمؤتمر ينعقد تحت سطوة الاحتلال , ولقد جاءت الخيارات والقيادات التي أفرزها المؤتمر السادس تتوافق مع طبيعة المكان , فلم يترك المجال لبقايا تيار المقاومة في حركة فتح , من المشاركة في إقرار سياسات الحركة واختيار قيادتها , فكانت المحصلة النهائية للمؤتمر تعزيز لخيارات شخصية واجتهادات فردية , تطلبت المرحلة أن تصبغ بالشرعية الحركية فانعقد المؤتمر في الداخل المحتل , واتسعت عضوية المؤتمر الفتحاوي , بالشكل الذي يسمح بصعود شخصيات بعينها للجنة المركزية , وهذا ما حصل فهل يعقل أن يصل إلى عضوية اللجنة المركزية , لحركة تحرر وطني شخصية تقدم واجب العزاء , في جندي صهيوني ؟! .

 

بعد انتهاء الانتخابات الداخلية لفتح , وإعلان الفائزين وبالتشكيلة الجديدة , تتضح الوجه التي تقصدها حركة فتح , بمزيداً من الانزلاق في اللعبة التفاوضية العقيمة واللهث وراء الوعود الأمريكية والغربية , وهذا سوف ينعكس على الوضع الداخلي الفلسطيني,  بالتصعيد ضد حركات المقاومة وخاصة حماس , على أنها تشكل خطراً على المشروع السياسي للسلطة , وان مجرد وجود تلك الحركات ولو إعلاميا , يشكل فشلاً للأداء الأمني للسلطة والتي يشرف عليه الجنرال دايتون , فالمؤتمر السادس لحركة فتح ,  أخرج التركيبة الموصوفة لقيادات التفاوض ورموزه , ولجنرالات التنسيق الأمني ورجالاته , وتبقى المهمة للعقلاء في قيادات فتح وأطرها المختلفة من أجل تصويب مسار الحركة الوطنية , نحو خيارات واضحة المعالم , فلا مفاوضات إلى ما لانهاية , ولا شعب محتل دون وحدة ومقاومة , ولا تغركم شعارات الثارات المشوهة , فالعدو واحد والشعب واحد والوطن واحد.

ـــــــ

*كاتب وباحث فلسطيني

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ