-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
الدماء
الجديدة في مركزية فتح !! بقلم:
فارس عبد الله* بعد
إعلان نتائج الانتخابات
الداخلية لحركة فتح , والتي
أفرزت أعضاء اللجنة المركزية,فأن
النتائج لم تعكس أي جديد , من
إضافات نوعية في حجم ومواقف
القيادات المتأهلة لسدة
القيادة في حركة فتح , حتى أن
التطبيل الذي رافق إعلان
النتائج الأولية , حول دماء
جديدة تم ضخها في مركزية فتح , هو
من قبيل تضخيم الحدث الفتحاوي ,
ومحاولات التجميل وكأن المؤتمر
السادس , جاء بما يطمح به
الإنسان الفلسطيني قبل
الفتحاوي , على اعتبار أن حركة
فتح جزء من الشعب الفلسطيني ,
وأن أي خيارات تتبناها سوف يكون
لها الأثر على القضية
الفلسطينية بالسلب والإيجاب ,
فهل الدماء الجديدة صعود قيادات
, كان لها من الإخفاقات على صعيد
العمل السياسي والأمني
والتنظيمي ما يجعلها تتنحى
جانباً , وهل الدماء الجديدة تلك
الشخصيات , التي شاركت في صياغة
تفاهمات واتفاقيات , مع الجانب
الصهيوني لازال يعاني شعبنا
الويلات من نتائجها الكارثية
. ولعل
المتابع للنتائج يجد أن أعضاء
اللجنة المركزية الجدد , هم
بالأساس أقطاب مشروع السلطة
القائم على التسوية والتنسيق
الأمني , وهي ذات الوجوه التي
تربعت على الزمن الفلسطيني
المؤلم , منذ أوسلو إلى لحظة
الانقسام الفلسطيني , ومن تلك
الشخصيات من شكل رمزاً للقمع
والعصا الغليظة , ضد الشعب
الفلسطيني ومقاومته الباسلة ,
من خلال البطش والقمع على مدار
سنوات طويلة , ومنهم من ساهم في
مخطط تجريم المقاومة كاستحقاق
للاتفاقيات الأمنية مع العدو
الصهيوني , ومن الفائزين من سئمت
الجماهير إطلالته في منصب كبير
المفاوضين , معلناً بشكل دائم
إستراتيجيته في التعامل , مع
الاحتلال الصهيوني المفاوضات
حتى الممات , فالأسماء الجديدة
التي فازت بمقاعد مركزية فتح
بشكل رسمي هي نفسها التي كانت
تقود السلطة الأمنية , بل كانت
تحكم وتنفذ وتملك صلاحيات أكبر
من اللجنة المركزية ذاتها , ولعل
المراحل التاريخية التي مرت
بالشعب الفلسطيني , منذ تأسيس
السلطة تكشف مساهمات البعض , ممن
حاز على مقعد في مركزية فتح في
تكريس واقع الانكسار أمام
الاحتلال , عبر الخضوع في جولات
التفاوض , فهل ننسى الاتفاقيات
والتفاهمات مع الجانب الصهيوني
, والتي أفضت إلى وضع الأمين
العام للجبهة الشعبية , أحمد
سعدات في سجن أريحا , بحراسة
بريطانية والتي سهلت عملية
اعتقاله , من قبل الجيش الصهيوني
وكذلك اتفاقية إبعاد المقاتلين
من بيت لحم , إلى المنافي لعدة
سنوات والتي لم يلتزم بها
الكيان الصهيوني , ولازال
المبعدين يعانون ويلات الحرمان
والإبعاد القسري عن ذويهم ,وقد
ساهم في انجازها وتوقيعها أحد
الفائزين الجدد في المركزية ,
كما أن تفاهمات تشغيل معبر رفح
قد أعادت الاحتلال , ليتحكم
بقطاع غزة بعد أن هرب من غزة
وترك المعبر فارغاً , على اعتبار
أنه جزء من قطاع غزة , إلا أن
المفاوضين رغبوا الاحتلال
الصهيوني , بضرورة المساهمة في
المراقبة والتحكم بالمعبر , حيث
اعتبر ذلك انجازاً وطنياً , غير
مسبوق يسجل في صحائف العضو
الجديد في مركزية فتح . الأعضاء
الجدد في مركزية فتح , لهم من
السوابق في الذاكرة الوطنية
الفلسطينية , بما يكشف ماهية
التشكيلة التي أرادها المؤتمر
السادس للقيادة الفتحاوية ,
فلقد تعزز خيار التفاوض والسلطة
الأمنية , بصعود أقطاب التيار
الأمني , وهذه النتيجة المتوقع
لمؤتمر ينعقد تحت سطوة الاحتلال
, ولقد جاءت الخيارات والقيادات
التي أفرزها المؤتمر السادس
تتوافق مع طبيعة المكان , فلم
يترك المجال لبقايا تيار
المقاومة في حركة فتح , من
المشاركة في إقرار سياسات
الحركة واختيار قيادتها , فكانت
المحصلة النهائية للمؤتمر
تعزيز لخيارات شخصية واجتهادات
فردية , تطلبت المرحلة أن تصبغ
بالشرعية الحركية فانعقد
المؤتمر في الداخل المحتل ,
واتسعت عضوية المؤتمر الفتحاوي
, بالشكل الذي يسمح بصعود شخصيات
بعينها للجنة المركزية , وهذا ما
حصل فهل يعقل أن يصل إلى عضوية
اللجنة المركزية , لحركة تحرر
وطني شخصية تقدم واجب العزاء ,
في جندي صهيوني ؟! . بعد
انتهاء الانتخابات الداخلية
لفتح , وإعلان الفائزين
وبالتشكيلة الجديدة , تتضح
الوجه التي تقصدها حركة فتح ,
بمزيداً من الانزلاق في اللعبة
التفاوضية العقيمة واللهث وراء
الوعود الأمريكية والغربية ,
وهذا سوف ينعكس على الوضع
الداخلي الفلسطيني, بالتصعيد
ضد حركات المقاومة وخاصة حماس ,
على أنها تشكل خطراً على
المشروع السياسي للسلطة , وان
مجرد وجود تلك الحركات ولو
إعلاميا , يشكل فشلاً للأداء
الأمني للسلطة والتي يشرف عليه
الجنرال دايتون , فالمؤتمر
السادس لحركة فتح , أخرج
التركيبة الموصوفة لقيادات
التفاوض ورموزه , ولجنرالات
التنسيق الأمني ورجالاته ,
وتبقى المهمة للعقلاء في قيادات
فتح وأطرها المختلفة من أجل
تصويب مسار الحركة الوطنية , نحو
خيارات واضحة المعالم , فلا
مفاوضات إلى ما لانهاية , ولا
شعب محتل دون وحدة ومقاومة , ولا
تغركم شعارات الثارات المشوهة ,
فالعدو واحد والشعب واحد والوطن
واحد. ـــــــ *كاتب
وباحث فلسطيني ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |