-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 20/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


استغلال أحداث رفح المؤسفة

أ.د. محمد اسحق الريفي

انتقاد حركة حماس وحكومتها على طريقة معالجتها لأحداث رفح الأخيرة المؤسفة، بموضوعية وحيادية، وبنية إسداء النصح للمسئولين، وتنبيههم إلى أخطائهم، ومساءلتهم هو عمل محمود ومطلوب في الوقت ذاته، ولكن استغلال تلك الأحداث للنيل من حركة حماس خاصة، ومن حركات الإسلام السياسي عامة هو عمل مذموم يثير الشكوك حول أهداف فاعليه.

من منا لم يشعر بالأسف العميق على النتائج المأساوية التي أدت إليها أحداث رفح بعد الإعلان عن إقامة إمارة إسلامية في غزة؟!.  يدفعنا هذا الأسف العميق نحن الكتَّاب المهتمين بالشأن الفلسطيني إلى المساهمة الجادة والفاعلة في تضميد الجراح، وتخفيف حالة التوتر، وعدم تكرار مثل تلك الأحداث المؤسفة، والدعوة إلى إشراك علماء الدين، والقادة الاجتماعيين، وأساتذة الجامعات، والسياسيين في التصدي للمؤامرات التي تهدف إلى تمزيق المجتمع الغزي، وتشويه صورة حركة حماس، والنيل من صمود غزة الصابرة، التي تعاني من الحصار والدمار والعدوان، ومن تآمر أطراف عربية وغربية عديدة عليها.  ولا أظن أن غيوراً على سلامة أبناء الشعب الفلسطيني والأمن والاستقرار في المجتمع الغزي، تسمح له نفسه باستغلال الأحداث في تصعيد التوتر، وتأجيج الخلافات، وإيقاظ الفتن، وتأليب الرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي على حركة حماس والحكومة التي تقودها، في الوقت الذي تزداد الضغوط الصهيونية والغربية والعربية عليها، كي تستجيب لشروط اللجنة الرباعية الدولية، وتنخرط في التسوية الاستسلامية.

 

ما حدث في رفح مؤسف حقاً، وكان الأولى أن تتعامل وزارة الداخلية مع المشكلة بحكمة وذكاء، لتفادي سقوط الضحايا وإصابة العشرات من المواطنين، وحتى لا تتيح الفرصة للمرجفين والعملاء؛ للنيل من حركة حماس، وسلق قادتها السياسيين وجهازها العسكري بألسنة حداد وأقلام مسمومة، ولا سيما أن المفاوضات بين الحكومة ومجموعة "جند أنصار الله" قد امتدت لعدة شهور، وهي مدة كافية لاختراق تلك المجموعة، للتعرف على مخططاتها وعلاقاتها عن كثب، أو لاعتقال قادتها وعناصرها الذين يهددون الأمن والاستقرار في المجتمع الغزي، والعابثين بحياة المواطنين، والعابثين بالسلاح، الذي يجب أن يوجه ضد الاحتلال الصهيوني، وليس إلى المواطنين في الحفلات ومقاهي الإنترنت وأماكن عامة أخرى.

 

ورغم كل ذلك، لا يوجد مبرر لتلك الهجمة الشرسة على حركة حماس حكومته.  وما يثير الاستغراب الشديد، أن العلمانيين والمتحاملين على حركات الإسلام السياسي، الذين يقودون الهجمة الشرسة على حركة حماس، يناقضون أنفسهم، فهم يتهجمون عليها عندما تقمع محاولة لنشر الفوضى والفلتان باسم الدين، ويتهجمون عليها أيضاً عندما تحاول مثلاً إلزام النساء بالحجاب في بعض الأماكن الحكومية، فهؤلاء العلمانيون والمتحاملون على الإسلاميين يرفضون أصلاً تطبيق الشريعة الإسلامية ونشر الفضيلة، ويعدونها انتهاكاً للحقوق والحريات الإنسانية العامة، فكيف يلتقي هؤلاء العلمانيون مع التكفيريين، الذين يتوعدونهم بقطع الرؤوس عند إقامة إمارة إسلامية؟!!.

 

ومظهر آخر أكثر بشاعة من مظاهر نفاق العلمانيين والمتحاملين على الحركات الإسلامية، الذين لا يكترثون بالمصائب التي تعاني منها غزة، ولا يدافعون عنها ضد الحصار والعدوان والمؤامرات، أنهم يتباكون على الشعب الفلسطيني عندما تطلق كتائب القسام الصواريخ على المغتصبات الصهيونية، ويتهمون حركة حماس بأنها توفر الذرائع للاحتلال؛ لشن عدوانه على غزة.  وعندما توقف حركة حماس عمليات المقاومة ضد الاحتلال لمدة محددة؛ لأسباب سياسية وعسكرية تقتضيها المرحلة، يتهم هؤلاء العلمانيون والمتحاملون حركة حماس بأنها تخلت عن المقاومة، أو أنها تمنع المقاومين من شن عملياتهم ضد الاحتلال، بينما في الحقيقة لا تكف حركة حماس وكتائب القسام عن الإعداد والاستعداد للمواجهة الحتمية مع العدو الصهيوني، وكذلك حركة الجهاد وفصائل المقاومة الإسلامية الأخرى، ويتصدى المرابطون على حدود غزة للتوغلات الصهيونية، ويتحينون الفرص لقنص الجنود الصهاينة واختطافهم. 

 

ولا شك أن كثيراً من الكتَّاب الحريصين على الشعب الفلسطيني قد انتقدوا حكومة حماس على طريقة تعاطيها مع أحداث رفح، ولا سيما أن طريقة المعالجة كانت مثيرة للأسف العميق، ولكن لا بد أن يدرك هؤلاء الكتَّاب الشرفاء أن هذه الطريقة قد فرضت على الحكومة، التي تهاونت كثيراً منذ البداية مع الجماعة المسلحة المتمردة، فقد استخدم المسلحون المتمردون العنف الدموي ضد الشرطة المحاصرة لهم؛ بهدف تسليم أسلحتهم وأنفسهم، وقتلوا غدراً العديد من أفرادها، ومنهم قادة قساميون ميدانيون، فتحولت المسألة بالنسبة للشرطة من اعتقال المسلحين المتترسين بالمصلين في المسجد إلى مواجهتهم قبل استفحال شرهم واتساع بقعة المواجهة وسقوط العديد من الضحايا.

ستبقى غزة عصية على الاستسلام، وشوكة في حلق الأعداء، وكابوساً يقض مضاجع العلمانيين والمضللين والعملاء على حد سواء، وستسقط كل المؤامرات التي تهدف إلى إعادة الفلتان الأمني إلى غزة، وستنتصر المقاومة الإسلامية رغم أنوف أعدائها.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ