-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 22/08/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


الحب المصلوب على أسوار غزة

د. فايز أبو شمالة

fshamala@yahoo.com

غزة جرعة حب تذوقها النهار، فطار من الفرح، وصار وشاحاً من الحرير يهفهف فوق الأسوار، لا تصل إليه وسائل الإعلام، ولا تلتقطه كاميرا الفضائيات، لقد أغوته غزة، ووقع في هواها، وصار قلبه أرجوحة يتنقل بين إغلاق المعابر، وإرجاع المسافر، والانتظار على شواطئ الشوق كل الليل، وفي الصباح يرش الدمع على رمال غزة الساخنة، ويلملم ما تبعثر من أحزان، ليرسم جناح يمامة، أو فضاء فراشة، لتصير غزة كلها قلباً يرتعش من الظلمة، وأمنية ترتجف من شدة الجوى، وعيون تترقرق كالندى، وأنفاس تهدر كموجة، إنه الشوق المتأجج على بوابات الحرمان، والحنين الذي لا يبرح الأضلاع، ويطرق الأسماع.

قالت له: لم لا تأتي لخطبتي من أهلي. قال: لأن غزة في الحصار، قالت: لم أكن أعلم أن الحصار يمنع الناس من التنقل والسفر. قال: بل ويمنع الطير من التحرك، ويمنع النماء للشجر. ورغم ذلك، سأطير إليك عندما يرفع الحصار، أو يفتح المعبر، راقبي نشرة الأخبار!.

قالت: لقد فتح المعبر ليومين، ولم تحضر، فما الذي أخّرك يا حبيبي؟

قال: لم يسمح لي بالسفر، سأنتظر الجولة القادمة من الحوار. قالت: وإلى متى سأنتظر أنا، لقد ضاقت على الأيام، واحتبست الأنفاس، وكثر حديث الناس.

قال لها: أتحسبين أن فتح المعبر أمام المسافرين سينهي المشكلة؟ حتى ولو سافرت، وعدت بك، حتى ولو تسللت عبر النفق، فهل سأجد لك سريراً، أو دولاباً لملابسك، وهل سأجد لك شقة في غزة، إنها غزة التي تفرح لرؤية القاضي وهو يجهز دفاتره لعقد القران.

   غزة عاشقة تنتظر فتح المعبر، ورفع الحصار، غزة تفك أزرار قميصها لتقطف وردة، وهي تهفو إلى السفر، فقط السفر إلى الحبيب كي تطفئ لهيب الشوق، ليضوع عطرها مع النسائم، وتبرعم مع قطرات الهوى قبل أن تصير جسراً معلقا للنوى، لذلك غزة لا تعرف الملل، ولا تنحني من وجل، وستبقى عاشقة للفجر، يتخطفها القمر، وترمي ببصرها خلف البحار، وفوق الحصار، هناك، هناك حبيبي بعيداً بعيد، هنالك يختال لحن الأنين، ويرقص للناي غافي الوتر، وهنا الجواز بلا سفر، والزواج سحابة تضرع إلى الله أن يغزو صب الغرام قلوب بني البشر، ليذوقوا قليلاً من الوجد الذي شف وجدان غزة، وخلاها تتلظى في ليلة زفافها فوق النار وتحت المطر.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ