-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
تسونامي
الهزائم الهادئة جاسم
الرصيف
كتبت مجلة التايم الأمريكية
قبل أيام أن ( الحاجز الوحيد ) ،
وأتحفظ على الوحيد ، الذي يعيق
الإنسحاب الأمريكي من العراق هو
خوف واشنطن من إفتضاح خسائرها
في العراق ، كما ذكرت أن مردّ
ذلك هو: ( حيرة واشنطن إزاء ترتيب
شكل خروج قواتها دون أن تبدو
بمظهر المتراج أو تترك الباب
مفتوحا أمام إحتمال توجيه
إنتقادات لها تشير الى أن
الخسائر البشرية التي تكبدتها
ذهبت دون طائل ) .
ومع أن التايم نفسها تشكك
ضمنا بالخسائر المعلنة من قبل
البنتاغون في ماذهبت اليه ،
وثمة ما يعمّق هذا الشك من
تقارير نشرتها جهات أخرى أفادت
أن الخسائر البشرية الأمريكية
أكبر بكثير من ( 4500 ) قتيل و ( 30 )
ألف جريح ومعاق تمت التغطية على
أرقامهم الحقيقية تجنبا لإثارة
الرأي العام الأمريكي ، الإ ّ أن
( فضح الخسائر
) ليس الحاجز الوحيد لإعاقة
الإنسحاب الأمريكي من العراق
بكل تأكيد ، وعلى أضواء جملة من
المجريات الحالية والمستقبلية
التي تؤثر مباشرة على إدارة
أوباما : أولا :
المشكلة ليست في إعلان مفردة (
نصر ) ، اذ لم تشح لغات الدنيا عن
بدائل مفردات ، ولكن المشكلة في
أن ادارة أوباما ملزمة ووفقا
للتقاليد العسكرية المعمول بها
أن تعلن وعلى وجه الدقّة
والتحديد كل خسائرها البشرية
والمادية التي حصلت على أجنحة
أكاذيب بوش وزبانيته (
العراقيين ) ..
و( هنا تسكن العبرات ) كما
يقول المثل العربي ..
لأن إعلان خسارة جندي واحد
عدا ما أعلن من قبل البنتاغون
سينسف مصداقية أوباما ، من حيث
لابد أنه إطلع بعد تسنّمه منصب
الرئاسة على كل الخفايا ، ومنها
خسائر الجيش الأمريكي ،، أو
سيجبره اعلان تمام الإنسحاب على
إعلان أن البنتاغون كان يكذب
طيلة تلك السنوات الماضية ،
فضلا عن أن سكوت أوباما عن أية
إختلافات في الخسائر التي
أعلنها البنتاغون سيكون عاملا
سلبيا مؤثرا ضدّه في الإنتخابات
الرئاسية عام 2012 ، ويرجى ملاحظة
التوقيت : بعد تمام الإنسحاب من
العراق . ثانيا
:من الواضح أن إدارة أوباما تدرس
المرحلة بين 2009 الى 2011 على جملة
من السيناريوهات ومنها : *إمكانية
إستثمار جهود المضبعة الخضراء
لإستبقاء ( 50 ) ألف جندي تدفع
رواتبهم من الأموال العراقية
على غرار ما يحصل الآن في
اليابان وكوريا الجنوبية وتحت
راية مجلس الأمن الدولي
وإتفاقيات بين محتل ّ وعملائه
المحليين ، * كما
تدرس إمكانية الإنسحاب النهائي
بموازاة ذلك اذا لم تستقر
الأحوال لصالح المضبعة الخضراء
، وتدهور وضعها أمام ضربات
المقاومة العراقية خلال هذه
الفترة التي تنتهي عاد 2011 ، وكلا
الإحتمالين يقتضيان التمهل
والتباطؤ في الإنسحاب طبعا ،،
وثمة سيناريو آخر لإنسحاب
عاجل ، بغض النظر عن مصير
المضبعة الخضراء ، اذا ما
استمرت حالة التدهور العسكري في
أفغانستان تلافيا لهزيمة ستحسب
على أوباما نفسه هذه المرة ، اذا
ماعاد أحد من الأمريكان مهتما
بكلا الحربين الفاشلتين
بإمتياز تأريخي مشهود
، وماعادت أموال البنتاغون
تغري الشبان الأمريكان برحلات
سياحية من هذا النمط القاتل ،
وإدارة أوباما تعرف تلك الحقيقة
. ثالثا
:إدارة أوباما في دعمها المعلن
للمضبعة الخضراء في العراق
لاتؤكد قناعة بأن هؤلاء قد (
أبدعوا ) في ( كسب عقول وأرواح
العراقيين )، وهي تعرف تماما
أنهم مصدر الأكاذيب التي ورّطت
أميركا وبريطانيا وكل من تحالف
على غزو العراق متضامنا مع مجرم
الحرب بوش
ولكن إدارة أوباما
تعلن ( استمرار دعهما ) لتجار
الحروب المحليين في العراق ،
بوصفهم صناعة محافظين جمهوريين
أمريكان ــ لأسباب إنتخابية
أمريكية بحتة ــ
لسحب ونفي كل الذرائع من تحت
محافظي بوش عندما يتم الإنسحاب
متمهلا تحت عذر : أن إدارة
أوباما قدمت لتجار الحروب
العراقيين كل الفرص المتاحة
لديها والتي أرادها الجمهوريون
الأمريكان ، وأن هؤلاء (
العراقيين ) قد ضيعوا ( النصر!؟ )
الأمريكي بجشعهم وفرق موتهم
الخارجة عن السيطرة الأمريكية
نفسها ، وهم من يتحمل مسؤولية
الهزيمة أيا كانت مسمّياتها
المستقبلية
. رابعا
:في تباطئها في الإنسحاب من
العراق تمنح إدارة أوباما فرصة
لشركاتها العسكرية والأمنية
والدبلوماسية لإستنزاف مالي
ودبلوماسي لدول الخليج العربي ،
وبقية الدول العربية ، على جناح
سباق تسلح بينها وبين أيران ، (
النووية ) ،
وجناح حل القضية الفلسطينية
، وستستمر على ذلك لحين إقتراب
الإنتخابات الرئاسية الأمريكية
القادمة نسخا عن ( حليمة في
عادتها القديمة ) .. حيث لايستعيد
الفلسطينيون دولتهم ولاتكون
أيران نووية ومصير العراق:
مجهول خامسا
:ستكون ورقة الخسائر الأمريكية
في العراق هي القاصمة لظهر
الحزب الجمهوري عندما تقترب
مواعيد الإنتخابات الرئاسية في
أميركا سنة 2012 ، ومن ثم فإدارة
أوباما ستماطل وبكل الطرق لعدم
الإعلان عنها حتى يحين موعد كسر
العظام هذا ، على معنى ان
التباطؤ في الإنسحاب من العراق
يصب في ذات الإتجاه :
تأخير موعد اعلان الخسائر
حتى الإنتخابات الرئاسية
الجديدة التي يأمل منها
الديمقراطيون برئاسة ثانية ،
وكلما كانت الفوارق كبيرة بين
ما أعلن من قبل البنتاغون ــ
ولاعجب هنا في عدم تغيير وزير
الدفاع الحالي الذي نصّبه بوش
ــ وما سيظهر من خسائر ، كلما
أبعد ذلك الجمهوريين وقرّب
الديمقراطيين من رئاسة ثانية .
إنها لعبة على الطريقة
الأمريكية تستحلب فيها كل الفرص
في خطوط متوازية ، في أمكنة
مختلفة ولكن في زمن واحد ، وليس
كما ذهبت اليه ، وتذهب وسائل
اعلام ( الوجبات السريعة ) التي
تستغرب تأخير الإنسحاب
الأمريكي من العراق ، خاصة وأن
العرف العسكري يرى أن ( الإنسحاب
أخطر من الهجوم ) . ******
ممّا تقدم تنبئ الفترة
القادمة بتسوناميات تطبخ على
نيران أمريكية هادئة أمواجها
ستغير كل شئ ضمن ( مثلث كابل ــ
بغداد ــ واشنطن ) .. وعساكم
شهودا حاضرين ! . ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |