-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
اليوم
العربي لمحاسبة الحكام العرب أ.د.
محمد اسحق الريفي إذا كان
من حق حكامنا أن يحكمونا، فإن من
حقنا أن نحاسبهم.
أليس حكامنا مواطنين مثلنا
أخذوا على عاتقهم رعاية شئون
البلاد والعباد وتعزيز مصالح
أمتنا العربية؟!، فإذا كان
الأمر كذلك، فالواقع المرير
الذي نعيشه يفرض علينا محاسبتهم
ومساءلتهم، فإن رفضوا
المحاسبة، فما مبرر بقائهم في
الحكم والسلطة؟!! وحتى
نعزز مبدأ محاسبة الحاكم
ومساءلته، أقترح إعلان اليوم
الأول من شهر أيلول/سبتمبر من كل
سنة يوماً عربياً لمحاسبة
الحكام العربي، والملوك
والرؤساء والسلاطين والأمراء. لقد
أمنا الحكام على أنفسنا
ومستقبلنا وعلى أوطاننا وثروات
بلادنا وخيراتها، فماذا فعلوا
لنا؟!، لقد تربعوا على العروش
غير مكترثين بمشاكلنا
ومعاناتنا والتحديات التي تهدد
وجود أمتنا، وجثموا على صدورنا،
وتقلدوا زمام أمورنا، واحتكرت
أحزابهم وعائلاتهم الحكم
والسلطة، ومارسوا الإقصاء،
وحرموا الأحزاب من المشاركة
السياسية الفاعلة، ثم وعدونا
وعوداً معسولة منذ عشرات
السنين، ولكنهم لم ينجزوا لنا
تلك الوعود، بل حل بشعوبنا
وأمتنا العربية عكس ما وعدنا به
الحكام. لقد
وعدونا بالرخاء، فخيم الفقر على
بلادنا ومُحقت البركة، وأصبح
الهم الأكبر للمواطن العربي هو
الحصول على لقمة العيش، بثمن
باهظ، من كرامتنا الإنسانية،
والحريات الإنسانية العامة،
والحقوق، وأصبحت شعوبنا عالة
على الدول الأجنبية المعادية
لأمتنا... ووعدونا
بالأمن والاطمئنان، فانتشر
الهرج في بلادنا، ونشبت
النزاعات والحروب الأهلية،
واحترب الناس واقتتلوا، وسالت
دماء شعوبنا كالأنهار في العراق
ولبنان وفلسطين واليمن
والسودان والصومال، وبقي
الحكام كما هم، يرقصون على
جراحاتنا، ويتسلون بمعاناتنا،
ويوالون أعداءنا ويتقاسمون
معهم ثروات أمتنا وخيراتها... ووعدونا
بالاستقلال، فأصبحت معظم
بلادنا محتلة، احتلالاً
عسكرياً ظاهراً، أو احتلالاً
غير ظاهر، فضاعت فلسطين، واحتلت
العراق، وانتشرت القواعد
العسكرية الأمريكية والغربية
في بلادنا، وجرد العدو الصهيوني
سيناء المصرية من السلاح،
والأخطر من ذلك كله، أن إرادتنا
السياسية أصبحت محتلة، فقد
سلبها أعداء أمتنا كما سلبوا
أرضنا وحقوقنا... ووعدونا
بتحقيق الوحدة العربية، فإذا
بنا نزداد تشرذماً وانقساماً،
وإذا ببلادنا تزداد تفتتاً، فقد
تفتت المفتت، وانقسم المقسوم،
حتى يئسنا من الوحدة وسئمنا
الحديث عنها... ووعدونا
بتحرير فلسطين وإزالة الكيان
الصهيوني وإلقاء اليهود
والصهاينة المحتلين في البحر،
ليأكلهم السمك، وإذا بهم
يتحدثون الآن عن التطبيع مع
الكيان الصهيوني، ويتآمرون على
المقاومة الفلسطينية، ويلحون
على شعبنا الفلسطيني كي يعترف
بما يسمى (إسرائيل) اليهودية، بل
إن عدداً من الدول العربية تقيم
علاقات علنية و/أو سرية مع العدو
الصهيوني... ووعدونا
بالتنمية والازدهار، فإذا
بالتخلف ينتشر في بلادنا، وحل
البوار في ربوع بلادنا، وهُدرت
الثروات، ومنحت الأموال لأعداء
أمتنا، وأصبح وصف "دول نائمة"
أقرب إلى الحقيقة من وصف "دول
نامية"، لأن دولنا أصبحت
ميتة، تستورد غذاءها ودواءها
وكساءها ومصانعها وسياراتها
وأجهزتها التكنولوجية من
الأجانب... لقد
وعدونا بالإصلاح، ولكنه
استمروا في فسادهم، وكرسوا
الفساد في بلادنا، حتى أصبحنا
مضرباً للمثل في الفساد، ومضحكة
لمن حولنا في هذا العالم،
واستولى الفاسدون والمفسدون
على السلطة والحكم، وضاعت
البلاد والعباد... لقد
وعدونا بالديمقراطية، فإذا بهم
يحولون الحكم إلى ملك عضود، فكل
زعيم يسعى لتوريث السلطة لابنه،
وهذا شيء مخز يندى له الجبين. فإلى
متى يا أبناء العروبة هذا
التقاعس والتخاذل عن محاسبة
الحكام والزعماء العرب
ومساءلتهم؟!، علينا أن نخصص
يوماً في السنة، نحاسب فيه
الحكام، عبر كتابة المقالات
التي تفضح ممارساتهم
الدكتاتورية، وتظهر فسادهم
وفساد عائلاتهم، وتكشف دورهم
التخريبي في تقهقر الأمة وإعاقة
وحدتها ونهضتها. هذا
ندائي لكم يا أحرار أمتنا
العربية، فهل من مجيب؟! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |