بقلم / نشأت الوحيدي*

في عز الحاجة الفلسطينية إلى وقفة عربية وإسلامية شجاعة وجريئة ومسؤولة لنصرة الشعب الفلسطيني والكرامة العربية والإسلامية تطل علينا وقفات غربية تستحق الإحترام والتقدير منا وخاصة من أهالي الشهداء المعتقلين لدى الإحتلال الإسرائيلي .

إن دولة السويد بوقفتها الأخيرة تجاه تصعيد دولة الإحتلال ضدها فيما يتعلق بالخبر الذي نشرته الصحيفة السويدية " آفتون بلاديت " حول سرقة دولة الإحتلال لأعضاء من أجساد الشهداء الفلسطينيين والإتجار بها لتعبر عن  صحوة لحرية الرأي والتعبير من جهة و صحوة الضمير العالمي من جهة أخرى .

قرأت في صباح هذا اليوم التقرير الجديد للصحيفة السويدية و الذي نشرته وكالة معا الإخبارية حول سرقة الإحتلال لأعضاء من جسد الشاب الشهيد  بلال غانم من نابلس " 19سنة " والذي أعاد الإحتلال جثمانه لذويه في أواخر آيار من العام 1993م في كيس أسود حيث تبين آثار لعملية جراحية من الحلق إلى البطن وعدم وجود الأسنان .

وقفة سويدية تستحق من الجميع وقفة لأنها عبرت عن آراء وخلجات نفوس كافة ذوي الشهداء والشهداء المعتقلين في مقابر الأرقام الإسرائيلية الذين هم مؤكدا يواجهون نفس المصير حيث أن الإحتلال يستغل وجودهم لإنتزاع أعضاء من أجسادهم وزرعها في أجساد مرضاهم كما ويستغل الجثامين كحقول للتجارب بضرب كافة الأعراف والمواثيق والنصوص الدولية والإنسانية والأخلاقية والدينية عرض الحائط .

ولا ننسى الأعداد الهائلة من المفقودين الفلسطينيين والعرب الذين يواجهون بالمؤكد نفس الأهوال والمصير .

 أتوجه بالتحية لدولة السويد وصحيفتها وللصحفي الجريء دونالد بوستروم الذي امتلك ضميرا حرا في التعبير عما يخالج المتضررين من أهالي الشهداء الفلسطينيين بما تمارسه السياسة الصهيونية بحق جثامين أبنائهم .

تحية لدولة السويد التي تصدت للسياسة الصهيونية الهادفة للسيطرة على الرأي العام والضمير العالمي تنفيذا لمخططات تبغي من ورائها طمس معالم الإنسان والإنسانية في فلسطين . وما أسبه اليوم بالبارحة حيث يذكرنا الموقف السويدي الرسمي بهبة الرئيس الكوبي فيديل كاسترو تضامنا مع شعبنا الفلسطيني في أوج انتفاضة الأقصى والإستقلال حيث قاد مسيرة طويلة في شوارع كوبا نصرة لفلسطين وتضامنا مع الرئيس الشهيد ياسر عرفات في حين لم يجرؤ زعيم عربي على السماح للشعوب بالتضامن مع فلسطين وشعب فلسطين وربما كانت تقمع مسيرات عربية هنا وهناك .

تحية من قلب فلسطين إلى السويد رئاسة وحكومة وشعبا حيث يشعر شعبنا اليوم بأن الضمير العالمي ما زال بخير ولا يحتاج إلا لحراك من هنا وهناك لتصبح دولة الإحتلال في عزلة تامة خاصة وأنها تتصرف كدولة فوق القانون .

تحية للحبر السويدي ولقلم الصحفي دونالد بوستروم الذي فجر ملف الشهداء الفلسطينيين من جديد ليأخذ مكانه الطبيعي بين باقي الملفات في القضية الفلسطينية .. تحية خاصة لكل قطرة حبر تساوي اليوم قطرة دم وتقوم بفضح الإحتلال الصهيوني الذي لم يعد سارق وغاصب للأرض وإنما لأجساد الشهداء والإنسان .

هناك مجموعة من الصادقين الذين يعملون منذ زمن في هذا الملف إعلاميا و ميدانيا وثقافيا وأدبيا وتوثيقيا وبعيدا عن لغة الأنا أو الحزبية الضيقة إلى جانب مؤسسات قلة كرست شيئا من وقتها ومجهوداتها لخدمة ملف الشهداء والشهداء في مقابر الأرقام الإسرائيلية وربما قمنا بمساعدتهم في توثيق أسماء شهداء معتقلين لدى الإحتلال على طريق فضح الإحتلال والمطالبة بتحرير جثامين الشهداء ولكن لم تأخذ هذه النشاطات الصادقة بعدا عالميا كما أخذت تقارير الصحيفة السويدية وهذا يضع تساؤلات هنا وهناك ولماذا ؟؟

التقصير كان واضحا جدا ولا يحتاج لتأويل فالجهد الفردي لا يجد صداه عندما تبخل المؤسسة وخاصة إذا ملكت طريقا دوليا لفضح الإحتلال وتحرير جثامين الشهداء من حفر مقابر الأرقام الإسرائيلية ومن القيد والأكياس السوداء . وما أثارته الصحيفة السويدية من غضب اسرائيلي يذكرني اليوم بقضية اكتشاف مقابر الأرقام الإسرائيلية حينها والتي سأتطرق إليها في وقت لاحق وقريب جدا .

نريد هبة جماهيرية لنصرة الشهداء وتحريرهم من قيد السجن والسجان ودفنهم حسب الشريعة الإسلامية في مقابر تحمل أسماءا وليس أرقاما .

فتحية للسويد وللصحفي بوستروم الذي فجر قضية الشهداء وسرقة أعضائهم وتحية لكل قلم ساوت قطرة الحبر منه قطرة دم وهنا أذكر السيد عيسى قراقع ، الباحث المختص عبد الناصر فروانة ، الأسير المحرر رأفت حمدونة ، الباحث نشأت الوحيدي ، ولا أنسى المرحوم أحمد حبيب الله " أبو هشام " والنخبة ممن ساهموا في استرداد جثامين الشهداء وتحريرهم .

منسق عام الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية

ـــــــــــــــــــ

*عضو لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية

-------------------------