-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
المؤتمرات
الصهيونية (1) بقلم:
محمد سيف الدولة في الذكرى السنوية
لرحيل المفكر الوطني الكبير
الدكتور عبد الوهاب المسيري،
نقوم بجولةٍ في موسوعة اليهود
واليهودية والصهيونية،
وبالتحديد حول المؤتمرات
الصهيونية على امتداد قرنٍ من
الزمان، والتي بلغ عددها ثلاثة
وثلاثون مؤتمرًا في الفترة من
1897 حتى 1997م. والمؤتمر الصهيوني هو
الهيئة العليا للمنظمة
الصهيونية العالمية، وقراراته
هي التي ترسم الخطوط العامة
لسياسات المنظمة. وفي هذه الحلقة سنقوم
بعرض أهم ما جاء في المؤتمرات
المنعقدة في الفترة من 1897 حتى 1903م،
وعددها ستة مؤتمرات: المؤتمر الأول وقد عُقد في أغسطس 1897م
برئاسة تيودور هرتزل الذي حدد
في خطاب الافتتاح أن هدف
المؤتمر هو وضع حجر الأساس
لوطنٍ قومي لليهود، وأكد أن
المسألة اليهودية لا يمكن حلها
من خلال التوطن البطيء أو
التسلل بدون مفاوضاتٍ سياسية أو
ضمانات دولية أو اعتراف قانوني
بالمشروع الاستيطاني من قبَل
الدول الكبرى. وقد حدد المؤتمر ثلاثة
أساليب مترابطة لتحقيق الهدف
الصهيوني، وهي: تنمية استيطان
فلسطين بالعمال الزراعيين،
وتقوية وتنمية الوعي القومي
اليهودي والثقافة اليهودية، ثم
أخيرًا اتخاذ إجراءات تمهيدية
للحصول على الموافقة الدولية
على تنفيذ المشروع الصهيوني. وتعرَّض المؤتمر
بالدراسة لأوضاع اليهود الذين
كانوا قد شرعوا في الهجرة
الاستيطانية التسللية إلى
فلسطين منذ 1882م. واقترح شابيرا إنشاء
صندوق لشراء الأرض الفلسطينية
لتحقيق الاستيطان اليهودي، وهو
الاقتراح الذي تجسَّد بعدئذٍ
فيما يُسمَّى الصندوق القومي
اليهودي. تم وضع مسودة البرنامج
الصهيوني ببرنامج بازل، كما
ارتفعت الدعوة إلى إحياء اللغة
العبرية وتكثيف دراستها بين
اليهود والمستوطنين، وكانت
اللغة المستخدمة في المؤتمر هي
الألمانية واليديشية. المؤتمر الثاني عُقد في بازل في أغسطس
1898برئاسة هرتزل، الذي ركَّز على
ضرورة تنمية النزعة الصهيونية
لدى اليهود، وكانت أهم أساليب
القيادة الصهيونية لمواجهة هذه
المعارضة، هو التركيز على ظاهرة
معاداة اليهود. وقدَّم تقريرًا أمام
المؤتمر عن مسألة دريفوس
باعتبارها نموذجًا لظاهرة
كراهية اليهود وتعرُّضهم
الدائم للاضطهاد حتى في أوروبا
الغربية. كما لجأت قيادة المؤتمر
إلى تنمية روح التعصب الجماعي
والتضامن مع المستوطنين اليهود
في فلسطين بالمبالغة في تصوير
سوء أحوالهم، وتم انتخاب لجنة
خاصة للإشراف على تأسيس مصرف
يهودي لتمويل مشاريع الاستيطان
الصهيوني في فلسطين. المؤتمر الثالث عُقد في بازل في أغسطس
1899م، برئاسة تيودور هرتزل
أيضًا، الذي عرض تقريرًا عن
نتائج اتصالاته مع القيصر
الألماني في إسطنبول وفلسطين،
وهي الاتصالات التي عرض فيها
هرتزل خدمات الحركة الصهيونية
الاقتصادية والسياسية على
الإمبريالية الألمانية الصاعدة
في ذلك الوقت مقابل أن يتبنى
الإمبراطور المشروع الصهيوني. وطالب المؤتمر بتأسيس
المصرف اليهودي تحت اسم "صندوق
الائتمان اليهودي للاستعمار"؛
وذلك لتمويل الأنشطة
الاستيطانية الصهيونية وتوفير
الدعم المالي للحركة الصهيونية. كما ناقش المؤتمر قضية
النشاط الثقافي اليهودي في
العالم، كما تناول المؤتمر
مسألة إعادة بناء الجهاز
الإداري الدائم للحركة
الصهيونية ليحل محلها الجهاز
المؤقت. المؤتمر الرابع عُقد في لندن في أغسطس
من عام 1900م، برئاسة هرتزل مرةً
أخرى، وجرى اختيار العاصمة
البريطانية مقرًّا لانعقاد
المؤتمر؛ نظرًا لإدراك قادة
الحركة الصهيونية في ذلك الوقت
تعاظُم مصالح بريطانيا في
المنطقة، ومن ثَمَّ فقد
استهدفوا الحصول على تأييد
بريطانيا لأهداف الصهيونية،
وتعريف الرأي العام البريطاني
بأهداف حركتهم. وبالفعل، طُرحت مسألة
بث الدعاية الصهيونية كإحدى
المسائل الأساسية في جدول أعمال
المؤتمر. وشهد هذا المؤتمر- الذي
حضره ما يزيد على 400 مندوب-
اشتداد حدة النزاع بين التيارات
الدينية والتيارات العلمانية؛
وذلك عندما طُرحت المسائل
الثقافية والروحية للمناقشة،
إذ طالب بعض الحاخامات بألا
تتعرض المنظمة الصهيونية للخوض
في القضايا الدينية والثقافية
اليهودية، وأن تقصر عملها على
النشاط السياسي وخدمة
الاستيطان اليهودي في فلسطين. وإزاء ذلك، دعا هرتزل
الجميع إلى نبذ الخلافات جانبًا
والتركيز على الأهداف
المشتركة، وخلال المؤتمر، تم
وَضْع مخطط المشروع المتعلق
بإنشاء الصندوق القومي اليهودي. المؤتمر الخامس عقد في بازل في ديسمبر
1901م برئاسة هرتزل، الذي قدَّم
تقريرًا عن مقابلته مع السلطان
العثماني عبد الحميد الثاني
ومحاولاته إقناعه بالسماح
بموجات هجرة يهودية واسعة إلى
فلسطين التي كانت وقتئذٍ إحدى
ولايات الإمبراطورية
العثمانية؛ وذلك مقابل اشتراك
الخبرات اليهودية في تنظيم
مالية الإمبراطورية العثمانية
التي كانت تُعاني ضائقة مالية
آخذة في التفاقم. وقد وافق المؤتمر على
الاقتراح الذي تقدَّم به جوهان
كريمينكس لتأسيس "الصندوق
القومي اليهودي" بوصفه
مصرفًا للشعب اليهودي يمكن
استخدامه على نطاق واسع لشراء
الأراضي في فلسطين وسوريا. المؤتمر السادس عُقد في بازل في أغسطس
1903م برئاسة هرتزل للمرة
الأخيرة، فلقد كان آخر
المؤتمرات الصهيونية التي
حضرها، وقد ركَّز هرتزل في
خطابه الافتتاحي، كالعادة، على
تقديم تقرير إجمالي عن مباحثاته
مع السياسي البريطاني جوزيف
تشمبرلين بشأن مشروع الاستيطان
اليهودي في شبه جزيرة سيناء. وكان هرتزل قد ألمح
لبريطانيا بهذا المشروع
كوسيلةٍ لمواجهة الثورة
الشعبية المصرية التي رآها هو
وشيكة الحدوث، وهو ما يستدعي
وجود كيان سياسي حليف لبريطانيا
على حدود مصر الشرقية، إلا أن
بريطانيا لم تقبل هذه الفكرة
وعرضت مشروعًا للاستيطان
اليهودي في أوغندا عُرِفَ باسم
"مشروع شرق إفريقيا". وقد نصح هرتزل المؤتمر
بقبول هذا العرض، إلا أنه ووُجه
بمعارضة من أطلقوا على أنفسهم
اسم "صهاينة صهيون" بزعامة
مناحم أوسيشكين رئيس اللجنة
الروسية، والذين رفضوا القبول
ببديل لاستيطان اليهود في
فلسطين. وقد نجح هرتزل رغم ذلك
في الحصول على موافقة أغلبية
المؤتمر على اقتراحاته، وهو ما
حدا بالمعارضين إلى الانسحاب من
المؤتمر. وقد تقرَّر إيفاد لجنة
للمنطقة المقترحة للاستيطان
اليهودي للاطلاع على أحوالها
ودراسة مدى ملاءمتها لهذا
الغرض، كما تقرَّر إنشاء "الشركة
البريطانية الفلسطينية" في
يافا لتعمل كفرع لـ "صندوق
الائتمان اليهودي للاستعمار". وقد شهد هذا المؤتمر
نموًا عدديًّا ملحوظًا في
أعضائه إذ حضره 570 عضوًا يمثلون
1572 جمعيةً صهيونيةً في أنحاء
العالم. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |