-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
سوريا
وإيران ذاهبتان إلى الحوار
الأوبامي أديب
طالب* نقلت وكالة الجمهورية
الاسلامية للانباء "إرنا"
الايرانية ، أن الاسد عبر عن
ثقته أمس بأن أبواب المجتمع
الدولي ستكون منفتحة أكثر أمام
سوريا وإيران عنها في السابق.
وشدد على انه ينبغي الحفاظ على
العلاقات بين البلدين
وسياستهما في الشرق الاوسط وقال
الرئيس الإيراني ان بلاده
وسوريا تقفان في جبهة واحدة، . من غير الممكن ، ومن غير
المعقول ، أن
ينتهي ما بين امريكا وايران ؛
لشيىء غير الحوار الذي
اقترحه الرئيس الأمريكي باراك
اوباما ، ولو طال الزمن ، ولا
أعتقده يطول ، لأنّ الادارة
الامريكية ربطت الحوار بجدول
زمني علني .
السيد اوباما يعرف جيدا ،
أنّ ايران مهما تطاولت ،
ومهما انتفخت وتضخمت ، لن تقرر
الحرب ، ولو قادها العدوان
الاسرائيلي الى ذلك رغماَ عنها
؛ فانّ ردّها سيكون محدوداَ ،
ولن تشرك أذرعتها في تلك الحرب
" الدفاعية " ؛ لأنها ان
فعلت غير ذلك ستكون النتيجة سحق
تلك الاذرعة ، وذهاب السيدين
خامنئي ونجاد للمساجد ينشرون
الهدى والوعظ والرشاد ، وذهاب
الجمهورية الايرانية الاسلامية
، الى
الخلف خمسين سنة الى الوراء .
وكما أنّ اوباما يعرف ، فانّ
القادة الايرانيين ، متشددين
واصلاحيين ، يعرفون . ايران تلعب
بقوة اوراقها الاقليمية ،
وبانشغال أعدائها بأزمتهم
المالية أولا ،
وبحربهم في أفغانستان ثانيا
، ولكنّ هذين السببين ؛ لن يعيقا
أعداءها عن محقها ،
ان تجاوزت المهل الممنوحة
لها ، وقررت
حربا مع العالم كلّه ، ولا
أظنّها ستفعل . ورقة القدس
الشريف في " غزّة " وورقة
المقاومة في " لبنان "
جاهزتان للبيع ، قبل الحوار او
معه ؛ وليستا ركيزتين لوجود
طهران وطنيا وقوميا ودينيا ،
كما تردد ابواق الدعاية
النجادية ، وهي تحضن السيد مشعل
وغيره . لاشيىء لدى ايران غير
الحوار الأوبامي ،
بهدف محاولة تثبيت حصة لها
في الهيمنة على المنطقة ، عبر
" بغداد " و
عبر " القدس
وعبر التهديد
بحيازة " النووي" . في السبت, 22 أغسطس 2009
طهران، واشنطن، فيينا،
بوينس ايرس - أ ب، رويترز، ا ف ب -
قللت الولايات المتحدة أمس، من
أهمية سماح إيران لخبراء في
الوكالة الدولية للطاقة الذرية
بزيارة مفاعل آراك النووي للمرة
الأولى منذ سنة، وتعزيز إجراءات
المراقبة في منشأة ناتانز
لتخصيب اليورانيوم، واتهمتها
بعدم الإيفاء بالتزاماتها حيال
الوكالة الذرية. لم التشدد
امريكيا ، والتراخي ايرانيا ،
بشأن أهم شؤون ايران على
الاطلاق ، وهو صناعة الذرة
الايرانية ؟؟ . لا نقول انه
توزيع ادوار ؛ وانما هي مقتضيات
التمهيد للحوار . الرئيس السوريّ بشّار
الأسد ، أوّل العارفين ، بأهمية
الحوار القصوى ، ليس مع
الأمريكان فقط ، وانّما مع
الاسرائيليين . الأسد يريد
حصّته في العراق ولبنان وفلسطين
، ويريد أرضه في الجولان ، يريد
ذلك كلّه ، سلماً لا حربا ، ولقد
تمسك وأخلص لمقولة الراحل أبيه
الرئيس حافظ الاسد ،
المقولة الشهيرة جداً وهي :
السلام خيارنا الاستراتيجي ّ .
انّ مفاوضات السلام السورية
الاسرائيلية ، والتي استمرت
أكثر من ثلاث سنوات مضين ، وكادت
أن تصل لخواتيمها لولا عدوانية
المجرم بنيامين نتنياهو ، تلك
المفاوضات هي أكبر الادلّة
التاريخية والراهنة على ما
قلناه ، هذا فضلا عن اصراره
الثابت والمبدئي على ضرورة تولي
الامريكان الرعاية التامة لتلك
المفاوضات ، او أيّ مفاوضات .
الاسد يلعب دورا هاماً في
التمهيد للحوار والتفاوض بين
الايرانيين وبين الامريكان
والاسرائيليين . ومن رأيه أنّ
الذهاب الى الحوار الاوباميّ ،
وهو والرئيس الايراني محمود
احمدي نجاد
كتلة واحدة ؛
يعطي ذهابهما ذاك فرصا أقوى
على طاولة التفاوض ، ولو كان
البدؤ حوارا لا أكثر . والا لماذا التقى
مؤخراً الجنرال مايكل مولن رجل
القيادة المركزية الامريكية
والسيد فريدريك
هوف، نائب السيد
جورج ميتشل، وعدد من
الضباط الامريكيين الكبار
في دمشق مع عدد من الضباط
الكبارفي سورية لوضع خطة عمل
مشتركة تؤدي
الى الاغلاق
التام للحدود
السورية العراقية في وجه
الارهابيين والانتحاريين
ومموليهم ؟؟ . والا ثانية لماذا
، واثر زيارة الرئيس السوري
لطهران مباشرة ؛ صرّح المتحدثون
باسم البيت الابيض الامريكي ،
بأنّ هيأةً مشتركة امريكية
سورية قد تشكلت للتنسيق
والتعاون بين الدولتين لحراسة
الحدود السورية العراقية ؟ ،
أوردت كلّ وكالات الانباء
الدولية ، أنّ الأجهزة الامنية
السورية اعتقلت اكثر من ثلاثمئة
من البعثيين العراقيين من جماعة
الدوري وصدام . لماذا
؟ ونقولها ثالثة ....
لقد قبضت سوريا سلفا ثمن ذلك
، اولا تأكيد قاطع بانّ السفير
الامريكي ، يجهّز حقيبته
متوجهاً الى دمشق ، ثانيا
السماح للسوريين بشراء قطع غيار
الطائرات المدنية وأجهزة
للاتصال الالكتروني ذات مزايا
لا تتوفر الا في المنتج
الامريكي منها ، ثالثا التدرج
في افراغ العقوبات الامريكية
الاقتصادية
لسوريا ، بلداً ورجالاً من
مضمونها ، رابعا حصّة مشروعة
من كعكة " الحق في التدخل
" في العراق ، يتفق فيما بعد
على وزنها وحجمها
. ثمة صلات وعلاقات حقيقية
تبنى بين السوريين والامريكان ،
وهي ستنعكس بالضرورة وبالاتفاق
مسبّقا ، وبصورة
ايجابية على أيّ مفاوضات سورية
اسرائيلية ، بهدف الوصول الى
سلام سوري اسرائيلي حقيقي . قد
لا يعجب القوميين " المتعصبين
" والمتطرفين الدينيين ،
وقسما من معتدليهم ، هكذا كلام ،
ولكنه - مع الاسف وليس تشفيا او
شماتة – الحقيقة بعينها .
السؤال الأهم : هل ايران
" نايمه على ودنها " ، ويتم
استغفالها سوريا وامريكياً ؟ أم
أنّها تتعلم من الادارة السورية
درساً في الحوار الاوبامي ؛
يفيدها في حوارها القادم مع "
الشيطان الاكبر" ؟ . أليس من
غير المعقول ألا ينسّق حليفان
استراتيجيان ،
موقفا موحداً من امور على
هذه الدرجة من الخطورة ؟ أم أنّ
التنسيق يتم فقط بشأن نشر "
التشيع " بين " السنة "
السورية ومداه طولا وعرضاً ؟ . الأمريكيون تعلموا أنّ
الاستقرار في العراق رهنٌ
بموافقة الايرانيين والسوريين
، فكان الحوار الاوبامي ضرورة
موضوعية وذاتية في نفس الآن .
كما هي موضوعية وذاتية ؛
الاستجابة السورية والايرانية
له وعن سابق اصرار وتصميم . وهذا
يثبت الرضى الامريكي التام ،
على بقاء النظامين السوري
والايراني ، ونؤكد أنّ امريكا
لاتريد شيئاً غير ذلك . من يفكر بأنّ المخطط
الامريكيّ ، يقضي بفك التحالف
الايراني السوري ؛ يكون مخطئاً
، وهذا أمر سبق وتوهمناه . ما
يريده الامريكي هو جرّهما
منفردين او مجتمعين الى حوار
جدّيً مسؤول يأخذ فيه كلّ طرف
حصّته وبضمانة السيد اوباما
شخصياً . والتفاصيل تأتي لاحقاً
وفي وقتها المناسب قالت صحيفة الشروق بعد
يومين من زيارة الاسد لطهران ما
يلي : قال مصدر دبلوماسى سورى
رفيع لـصحيفة «الشروق» إن
الرئيس السورى بشار الأسد الذى
زار طهران قبل يومين سيقوم بلعب
دور مهم فى «وضع الأسس
التمهيدية لحوار بين الولايات
المتحدة الأمريكية وإيران،
مضيفا «لن نقوم بدور الوساطة
الكاملة بين الطرفين فنحن فى
سوريا نعرف أن الإدراة
الأمريكية الحالية ليست بحاجة
إلى وسيط ولكن مهمتنا ستقتصر
على لعب الدور الرئيسى فى
المرحلة الأولى. وأشار المصدر إلى أن
دمشق ولّت وجهها صوب طهران فى
هذا الإطار مدعومة من فرنسا
بشكل قوى، مشددا على أن سوريا لن
تتدخل فى مرحلة الوساطة فى أى
حديث حول الملف النووى
الإيرانى، بينما ستكتفى فقط
بالاتفاق على ضبط الأوضاع على
الجبهة العراقية تحديدا. سوريا وايران ذاهبتان
الى الحوار الاوبامي ، قد
تذهبان معا ، وقد تذهب كلّ منهما
منفردة ، وفي كلا الحالين قائم
على اتفاق مسيق ، وكلّ الصخب
السوري والايرانيّ بالذات ، عن
العداء لامريكا ينطبق عليه :
<< أسمع جعجعة ولا أرى طحنا
>> ؛ فالطحن في الحوار القادم
بعون الله تعالى . ـــــ *كاتب
سوري ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |