-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
مغزى
الدخول "الألماني" على
صفقة شاليط عريب
الرنتاوي يجهد "الوسيط المصري"
في البرهنة على أن: (1) أية صفقة
بخصوص شاليط لن تبرم أو تستكمل
من وراء ظهر الدبلوماسية
المصرية...(2) هذه الدبلوماسية
أنجزت 80 بالمائة من شروط الصفقة
المتقابلة...(3) ثمة أطراف
إقليمية (بمن فيها إسرائيل)
عرقلت المسعى المصري لإتمام
الصفقة لأغراض تندرج في سياق
النكاية بالقاهرة والتربص
بدورها الإقليمية...(4) الدخول
الألماني على الخط، جاء في ربع
الساعة الأخير، وبعد أن كان
القسط الأكبر من العمل قد إنجز،
وهو ليس بديلا عن الوساطة
المصرية ولا تعبيرا عن انسداد
آفاقها. لا شك أن الدبلوماسية
المصرية ليست في أحسن "مزاج"
هذه الأيام، فبعد أشهر طويلة
مضنية من التوسط والوساطة بين
حماس وإسرائيل، يأتي الوسيط
الألماني ليقطف الثمار "الناضجة"،
وليشيع مناخات من التفاؤل، لم
تعرفها قضية شاليط منذ أن "اندلعت"
قبل سنوات ثلاث، وإن استمر
الحال على هذا المنوال
المتفائل، فليس مستبعدا أن يغلق
ملف شاليط قريبا، وأن يبرم
الاتفاق بشأنه بلسان "ألماني"
مبين. وإن حصل ما لا تشتهيه
الدبلوماسية المصرية، فمعنى
ذلك أن أبوابا أخرى ستفتح أمام
وساطات أخرى، لمعالجة قضايا
شائكة ما زالت عالقة ومعلقه، من
بينها قضية رفع الحصار وفتح
المعابر وإعادة الإعمار وإتمام
المصالحة الوطنية الفلسطينية،
وهي مسائل تمتعت مصر بـ"وكالة
حصرية" لإنجازها خلال الأشهر
الماضية وبالأخص بعد الحرب
القذرة على غزة، من دون أن تحقق
اختراق يذكر في أي منها. مثل هذا السيناريو، يعد
بلا شك، كابوسا مزعجا للقاهرة،
التي تراقب بحذر واهتمام، كيف
تتحرك قوى إقليمية – غير عربية
– تعادلها من حيث وزنها في
الإقليم، وكيف تحصد "جوائز
ترضية" نظير أدوارها الفاعلة
في بعض الملفات والساحات، والتي
لا يشك أحد، بأنها ظلت تقليديا
مناطق نفوذ وحدائق خلفية وساحات
حصرية للدور الإقليمي المصري،
ومن بين هذه المناطق والساحات:
أفريقيا وصولا إلى حوض النيل،
السودان، فلسطين (غزة)، المشرق (سوريا)
والعراق، الأزمة اللبنانية،
والحبل على الجرار. في السباق على دور "اللاعب
الأول" على مسارح الأزمات
هذه، تحضر تركيا وإيران بقوة
واقتدار، ولا تغيب المنافسة عن
أذهان صناع القرار في تل أبيب،
فها هو أفيغدور ليبرمان صاحب
الاقتراح الأشهر بقصف السد
العالي، يأتي مصر من جنوبها،
تماما مثلما جاءها سلاح الجو
الإسرائيلي من الجنوب في حزيران
النكسة والهزيمة، وها هو يركز
تطوافه في دول حوض النيل، ويحمل
معه مشاريع السدود والأقنية
والزراعة الحديثة والأسلحة
المتطورة والتعاون الأمني
ومحاربة الأصولية الإسلامية
والتصدي لنفوذ إيران وحزب الله
في شرق القارة السوداء ووسطها. والسباق على الأدوار،
لم يعد حكرا على الدول
الإقليمية الكبرى، في زمن أصبح
فيه بمقدور دول صغرى أن تتنطح
لأدوار كبرى، فالعاصمة القطرية
على سبيل أعطت اسمعها لاتفاق
أوقف انزلاق لبنان في أتون حرب
أهلية بعد السابع من أيار 2008،
وهي أعطت اسمها ثانية لاتفاق
بين الحكومة وفصائل دارفور
المتمردة، لتعاود وضع
خاتمها الخاص على أزمة صعدة
وصراع النظام مع الحوثيين في
شمال اليمن، فضلا عن دورها في
الأزمة الصومالية ومحاولاتها
المكتومة و"المقموعة" للعب
دور الوسيط في الملفات
الفلسطينية الشائكة والمركبّة
والمترابطة، من شاليط إلى رفح،
مرورا بكل قضايا الوحدة الوطنية
والحصار وإعادة الإعمار
والمعابر وغيرها. مثل هذا التآكل في دور
القاهرة الإقليمي مرشح
للاستمرار ما لم تقم
الدبلوماسية المصرية بإعادة
تعريف وتقييم أهدافها
وأولوياتها وأدواتها وأوراقها،
وأعادة رسم خريطة تموضعها
وتحالفاتها، وإذا كان النموذج
الإيراني في تطرفه وانعزاله،
طاردا ومنفرا ومستفزا، فإن
النموذج التركي الأكثر اعتدالا
وانفتاحا وجاذبية، يمكن أن يكون
قابلا للاستلهام ولا أقول
للاستنساخ. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |