-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
باب
الحارة أم باب الريّان؟! بقلم
: د. أم محمود إنها جملة اقتبستها من
درس كامل لخطيب مسجد من خطباء
هذه الأمّة , ما انفك هذا الشيخ
يعيد على مسامعنا ويكرر ويكرر..كل
سنة وكل رمضان عن فضائل الشهر
ومزاياه ووجوب استغلال أيامه
ولياليه ...استغلاله لمرضاة الله
وليس لملئ جيوب
المخرجين والممثلين بالمال
وإيصالهم إلى الشهرة ونيل
الجاه. يفتح باب الحارة على
مصراعيه من أول يوم تُصَفَّدُ
فيه الشياطين فينجلي تأثيرها
ويبقينا الله هذا الشهر في صراع
مع أهواء النفس ,شهواتها
ورغباتها,,فرصة تسنح لنا كل سنة
شهرا كاملا للتّعرف
على حقيقة
دوافع أعمالنا وأسباب أمراض
قلوبنا , فإن كانت من الشيطان
تخف وطأتها وان مكثت في أعماقنا
لا تبرحها فإنّها في نفوسنا
مستقرّة وجب أن نسعى لعلاجها
.. أثقل ما على النّفس السّعي
لباب الريّان وأسهل ما عليها
دخول باب الحارة ... حين يبدأ
المسلسل ينعدم التجوال في
شوارع القرية ...حظر تجوّل بأمر
من عقيد الحارة , ومخرج الحارة,ومنتج
الحارة ... والناس سمعاً وطاعة ,
باب الحارة يدخلك إلى حياة باتت
تاريخا لا
تصلح سوى للعصر الذي تمثل
بنمطها عصر
البدائية والمثاليّة
والوحدة العربية ,, عصر
الاستعمار وتصويره وكأنه انقشع
وزال ... تضليل للمشاهد
وتمويه وتخدير ليبقى غارقا في
بطولات الأمس ظاناً نفسه مواطنا
محترما منتصرا , ناسيا بل
متناسيا أن سوريا دولة فقر
وتخلف لا ادري متى دخلت
الكهرباء آخر ضيعة فيها , وأن
جزءا من أرضها تحت
داستها أقدام الإحتلال وما
زالت تدوس وتلف وتدور وترقص
طربا والناس ترقص لموسيقى باب
الحارة . وأن العراق مستعمر
مغتصب عار ٍ جوعان , وأن غزة
جرحها نازفا تئن ولا تستكين وإن
كان غضب الأمّة العارم قد زال
بعد تأجّج زمني
ومن ثم استكان, وأن
أشراف الخليج
قد فتحوا
أذرعتهم
على وسعها واحتضنوا
الأمريكان . يفتحون بابا يليه الآخر
ويأتي رمضان يليه رمضان
ليتمثل شهر الفضيلة بروتين
الصيام , جوع وعطش يليه شره ونهم
..مسلسلات وخيمات
غمس للنفس بل
إغراقها بشتى أنواع الملذات
, فتبقى النّفس كما كانت لم يضف
لها الصيام وشهر الصيام سوى
أعمالا درامية جديدة ولم ينقص
منها سوى بعض الكيلوغرامات ...
ويبقى التخلف كما هو وان امتلأت
بيوت العرب بكل ما هو جديد من
أجهزة حاسوب وكهرباء واتصالات ,
وان تكدّست مطابخهم بكل ما
لذّ وطاب من
وجبات , فهكذا أرادونا
بالضّبط كما نحن , شعب مبعثر
الأشلاء مشتّت الأفكار مبدد
للطاقات هادرا للقدرات
هادما للكفاءات , وجل ما
يشجع من الكفاءات تلك التي
تزودنا بأكسجين
المواطن العربي
, الأغاني الهابطة والأفلام
التافهة والمسلسلات , أخبار
المطربين , زواج ...طلاق ..حمل
وولادة الممثلات. ماذا لو فكرنا
بباب آخر هو أبقى لنا وأصدق ,
باب مفتوح على مصراعيه لعامة
البشر , باب من أبواب الجنّة كي
تصله منحك الخالق فرصة متمثلة
بشهر كامل منع عنك فيه جيوشا من
الشياطين لتبقى مع نفسك
تبحث في خفاياها ,تشخّص
أمراضها لتسمو بها وترقى , باب
كي تصله عليك بالصيام جسما
وروحا ووجدانا ... باب يدخلك إلى
أسمى أشكال
رغد العيش ..سكينة النّفس
ويغمرك بالرّضى والطمأنينة ..
باب كي تدخله عليك بإخراج نفسك
من تفاهات باب الحارة وغسلها ,
والارتقاء بروحك والتوجّه بكل
كيانك وبقوة
وبخطى واثقة
الى دخوله آمنا مطمئنا , ما
زال في رمضان بقيّة فأي الأبواب
تختار؟! ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |