-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الاثنين 07/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


ما قيمة الحصار المفروض على غزة؟!!

أ.د. محمد اسحق الريفي

سؤال يقرع أذهان المحاصرين لغزة، سواء أكانوا صهاينة أم عرباً أم غربيين، فقد فشل الحصار المفروض على غزة في تحقيق أهداف المحاصرين لها، بل أدى إلى نتائج عكسية لم يتوقعها فارضو الحصار، وبقيت غزة صامدة، وفشلت مراودة المجتمع الدولي لشعبنا عن حقوقه وثوابته.

فرض الصهاينة والأمريكيون وحلفاؤهم الأوروبيين الحصار على غزة، وشاركت فيه عدد من الأنظمة العربية الحليفة للأمريكيين، لإسقاط الحكومة التي تقودها حركة حماس، ولجر حماس إلى مستنقع التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، عبر تحريض الشعب الفلسطيني ضد هذه الحكومة الأبية، ومحاولة إقناعه بأن مشروع المقاومة الذي تضطلع به حماس وتشارك فيه عدد من فصلان المقاومة الفلسطينية لا يجلب له سوى المعاناة، التي تهدف إلى كسر إرادته، وإجباره على التخلي عن مقاومة الاحتلال، والتنكب عن ثوابته، والتفريط بحقوقه.  وبعبارة أخرى، يهدف الحصار إلى تعزيز نهج التسوية الاستسلامية وإفشال نهج المقاومة.

ولكن الحصار فشل في تحقيق أهدافه الشريرة، بل تحول إلى نقمة على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وكل المشاركين فيه، رغم كثرة الضحايا والمعاناة القاسية التي نجمت عنه.  فقد فضح الحصار فارضيه لدى الرأي العام، وأظهر له مدى وحشيتهم وإجرامهم، وكذب ادعاءاتهم المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية.  أما الضحايا، فهم وقود المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، والزاد الذي يقوى به شعبنا على مواصلة مسيرة التحرير.  وأما المعاناة، فقد ذابت في بحر صمود غزة وإصرارها على الحياة بعزة وكرامة.

ولقد تلاشت الضغوط السياسية الناجمة عن الحصار على الحكومة الأبية أمام الإرادة القوية لقادة حماس، وأمام صمود غزة، رغم الدمار الكبير الذي أدت إليه الحرب الصهيونية عليها.  ولقد استتب الأمن في غزة لحد كبير، وتحطمت آمال فارضي الحصار في إجبار غزة على الاستسلام والخضوع لإملاءات المجتمع الدولي وشروطه الظالمة.

ولم يفشل الحصار فحسب، بل أيضاً أضعف سيطرة الاحتلال على اقتصاد غزة، وهي خطوة لا بد منها لاستكمال تحرير غزة بعد نجاح المقاومة في إجبار الجيش الصهيوني وقطعان المستوطنين على الفرار من غزة أذلاء صاغرين، وهي خطوة ضرورية أيضاً لإسقاط نظام أوسلو الخائب وتحرير فلسطين.  فبعد فرار الصهاينة منها، بقيت غزة تعاني من سيطرة العدو الصهيوني على الاقتصاد والحدود والمعابر، فسامها سوء العذاب تحت وطأة الحصار والمعاناة.  ولكن غزة لم تستسلم، فقد حفرت الأنفاق بينها وبين مصر، ونجحت في كسر الحصار جزئياً، وأدخلت معظم مستلزمات الحياة والسلاح الثقيل إلى غزة، والسيارات، وربما الحافلات والآليات في المستقبل القريب.

والأكثر من ذلك، اكتسب حماس خبرة كبيرة في إنشاء الأنفاق الحصينة والعصية على التدمير، واستفادت من هذه الخبرة في بناء شبكة متطورة من الأنفاق في غزة، وجندت جيشاً من الشباب لحفرها وتطويرها، واستعادت عافيتها وقوتها، استعداداً لمواجهة الحرب الصهيونية القادمة، بينما ظل المعادون لحركة حماس ولخيار المقاومة يرددون كذبة أن المقاومة انتهت!!

لا شك أن غزة لا تزال تعاني من سيطرة العدو الصهيوني على الكهرباء والغذاء، ولكن هذه السيطرة في طريقها إلى الزوال، فستتخلص غزة قريباً من حاجتها إلى فواكه العدو، حيث تعمل الحكومة بجد على تحقيق الاكتفاء الغذائي لغزة في غضون سنة، وستتمكن من إدخال مواد البناء وتطوير عملية إنشاء المباني لمواجهة الشح الشديد في مواد البناء، وربما ستتمكن من إدخال البيوت الجاهزة عبر الأنفاق، فعندما تجتمع الإرادة القوية مع العقول المبدعة والحاجة الماسة، ستصنع غزة المعجزات، وستتغلب على المؤامرات، ليلحق الخزي والعار بفارضي الحصار دون أن ينالوا من عزيمة شعبنا، ودون تحقيق مآربهم وأطماعهم الوحشية.

ومن النتائج العكسية للحصار، تألب الرأي العام العالمي ضد الاحتلال، ولا سيما بعد كشف الجرائم الصهيونية ضد شعبنا خلال الحرب على غزة وبعدها، وأحدثها فضيحة سرقة أعضاء الشهداء والمتاجرة بها التي كشفتها الصحافة السويدية.  كما دفع الحصار العرب والمسلمين إلى التبرع بسخاء منقطع النظير للشعب الفلسطيني، فنجحت الحكومة الشرعية بقيادة حماس في إدارة شئون المواطنين وسد حاجاتهم إلى حد معقول.

فما الذي جناه فارضو الحصار والمشاركون فيه من العرب والعجم من حصارهم الظالم أمام صمود غزة الأسطوري غير الخزي والعار وتحفيز شعبنا على الإبداع وصنع المعجزات والتحرر من سيطرة الاحتلال؟!!

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ