-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

السبت 12/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


تركيا وتحديات الدور المقبل

د.مهند العزاوي

تعرف تركيا  رسمياً بـ"جمهورية تركيا" وبالتركية تسمى  "Türkiye" , يقع الجزء الأكبر من تركيا في جنوب غرب آسيا, والجزء الآخر يقع في جنوب شرق أوروبا, ويوجد في أراضيها مضيقا "البوسفور" و"الدردنيل" وكذلك بحر "مرمره"  الذي يربط "البحر الأسود" بـ "بحر إيجة"  وربط آسيا بأوروبا , مما يجعل من تركيا ذات موقع إستراتيجي مؤثرا على الدول المطلة على البحر الأسود, ويحدها من الشرق "جورجيا ,إيران ,أرمينيا ,أذربيجان" ،ومن حدودها الجنوبية  "العراق , سوريا ,البحر المتوسط"  وتشترك  بحدود بحرية مع  "قبرص" ، ويحدها من الغرب "بحر إيجة , اليونان , بلغاريا" ،بينما يحدها من الشمال  "البحر الأسود" , وكانت تركيا الإمبراطورية العثمانية حتى عام 1922 م, وبعد انهيار الإمبراطورية وتقسيم أراضيها تم إنشاء الجمهورية التركية عام 1923 من قبل مصطفى كمال أتاتورك .

أهم الأحزاب السياسية التركية

1. حزب العدالة و التنمية (Adalet ve Kalkınma Partisi، AKP)

2. حزب الحركة القومية (Milliyetçi Hareket Partisi، MHP)

3. حزب الشعب الجمهوري (Cumhuriyet Halk Partisi، CHP)

4. حزب الطريق الحقيقي (Doğru Yol Partisi، DYP)

5. حزب الشباب (Genç Parti، GP)

6. حزب الشعب الديمقراطي (Demokratik Halk Partisi، DHP)

7. حزب الوطن الأم (Anavatan Partisi، AP)

8. حزب السعادة (Saadet Partisi، SP)

9. حزب اليسار الديمقراطي (Demokratik Sol Parti، DSP)

 

السياسة الخارجية

تسعى تركيا رسميا إلى الانضمام في عضوية الإتحاد الأوروبي منذ تأسيس الإتحاد الأوربي عام 1993بالرغم من كونها عضو في حلف الناتو منذ عام 1952, , وقد حصلت تركيا رسمياً على صفة دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوربي عام 1999 وبدأت على اثر هذا التفويض مفاوضات العضوية عام 2004, وتثير مسألة انضمام تركيا للإتحاد الأوربي تحفظ لدى عدد من الأعضاء وقسمت الأعضاء الحاليين في الإتحاد إلى معارض ومؤيد, ويذهب المعارضون إلى أن تركيا هي ليست دولة أوروبية وإنما جزء من الشرق الأوسط و آسيا وأنها سياسياً و اقتصادياً و ثقافياً لا تلبي الشروط الأدنى للعضوية وستشكل عبئا على الإتحاد في حالة انضمامها, بينما يذهب المؤيدون إلى أن العضوية ستمنع التمدد الإسلامي في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك الاستفادة من القدرات الاقتصادية بأن لدى تركيا أراضي زراعية شاسعة , وأيدي عاملة كبيرة سيستفيد الاقتصاد الأوروبي منها, وكانت الناحية الإيجابية التي تبين حسن نية تركيا تمهيدا للانضمام إلى الإتحاد, حيث فرض شروط لبدء مفاوضات العضوية وهي تقليص سيطرة الجيش على مجريات الحياة السياسية في البلاد، ونمو الحريات وحقوق الإنسان وخاصة فيما يتعلق بحقوق الأقليات كالأقلية الكردية, كما حاولت تركيا جاهدة في الفترة الأخيرة حل مشكلة قبرص، بعد أن قامت تركيا باحتلال الجزء الشمالي من قبرص عام 1974 لغرض حماية حقوق الأقلية التركية هناك, وتعتبر تركيا احد القوى الفاعلة في حلف الناتو وتمتاز بقدرتها السياسية عبر استخدام القوة الناعمة والذكية خصوصا بما يتعلق بالأزمات .

تتباين العلاقات التركية العربية بين التوتر والتحسن النسبي خصوصا بعد تقسيم أراضي الدول العربية بين الدول الاستعمارية عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية , وكانت أسوء نتائجها وعد بلفور المشئوم الذي منح وطن لليهود على ارض فلسطين وعلى حساب الشعب الفلسطيني، وقد حاولت تركيا منذ نشأة الجمهورية التركية في بداية القرن الماضي التركيز على علاقاتها مع الغرب وخاصة أوروبا والولايات المتحدة, كما أن أتباع السياسة الخارجية التركية من ذوي الميول إلى السياسة الغربية وخاصة الأمريكية، أدى إلى تقارب في العلاقات التركية الإسرائيلية، والتي يرى فيها العرب تهديدا لمصالحهم و أمنهم, حيث تحالفت تركيا على مدى العقود السابقة بشكل غير رسمي مع إسرائيل, وعقدت العديد من الاتفاقيات التجارية و العسكرية مع إسرائيل, ورأى العرب في ذلك تهديدا مباشر ومستمرا لهما خصوصا بما يتعلق بالقضية الفلسطينية, كما أثارت سياسات تركيا المائية والزراعية وبناء العديد من السدود في مشروع جنوب شرق الأناضول على نهري دجلة والفرات، اللذان هم عصب الحياة في العراق وسوريا.

 بعد وصول الأحزاب الإسلامية المعتدلة إلى سدة الحكم في السنوات الأخيرة، حاولت تركيا تحسين علاقاتها بجيرانها وخاصة العرب منهم من منطلق الأواصر الإسلامية والجيرة واحتجت تركيا مرارا على سياسة إسرائيل الاستيطانية والعمليات العسكرية السادية ضد الشعب الفلسطينيين وكان أخرها في محرقة غزة ,وتقوم تركيا بلعب دور الوسيط  المتوازن لتخفيف الأزمات التي تعصف بالمنطقة من جراء السياسات الأمريكية والصهيونية, وترتبط بعلاقات سياسية واقتصادية متميزة مع عدد كبير من الدول العربية .

 

تركيا والإدارة الأميركية الجديدة

تعتبر أمريكا تركيا الحليف والشريك الاستراتيجي , وهي عضو في منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) وهذا التقارب  يعزز أهداف الحلف, وبنفس الوقت هناك تقارب تركي إسرائيلي وتعتبر الأخيرة الحليف الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة والعالم ,ناهيك عن وجود عدد من المتغيرات في ساحة الصراع الدولي والإقليمي التي تؤثر على السياسة الخارجية التركية , وتأتي أهمية تركيا كونها تحتكم على أكثر من محور جيوسياسي مهم وتكاد تكون لاعب جيواستراتيجي في السنوات القادمة, شكلت زيارة الرئيس الأميركي "باراك أوباما" إلى تركيا يومي 6 و7 أبريل/ نيسان مؤشرا على احتمال بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين بعد مرحلة متوترة مرت بها العلاقات في عهد الرئيس الأميركي السابق "جورج بوش" والتي خلفت ملفات سوداء تعصف بالمنطقة.

شهد تركيا منذ العام 2002 ولحد الآن تغيرات في السياسة الخارجية أبرزها:-

1. استخدام تركيا سياسة توازن المحاور وعدم الانغلاق على محور معين.

2. تبويب الملفات الخارجية ووفقا للحقائق والمعطيات الخاصة بها وعدم خلط الأوراق.

3. لعب دوار إقليمي ايجابي محسوب بدقة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والملف العراقي والتقارب السوري التركي والسعي إلى لعب دور إقليمي قادم مؤثر .

4. رفض مشاركة تركيا أمريكا عسكريا في غزو العراق وكذلك رفض استخدام أراضيها لضرب العراق , والموقف الايجابي تجاه العرب في محرقة غزة وحقق لها حضور ايجابي  ومسئول في العالم العربي والإسلامي.

5. تشكل تركيا رقما مهما في معادلة التوازن الإقليمي وتوازن المصالح في المنطقة خصوص أنها القطب الصلب الرافض لتقسيم العراق وإقامة مايسمى دولة كردستان.

6. الحفاظ على علاقات متوازنة مع الغرب وأمريكا تخضع لتوزان المصالح.

اتبعت تركيا سياسة مماطلة  للسياسات الأميركية "الاستعمارية" تجاه المنطقة وعززت الجانب السياسي عبر التفاوض حول الملفات الإقليمية وشجعت على انتهاج الحوار لحل الأزمات,  ويشكل مشروع الشرق الأوسط الجديد مشروع المحافظين الجدد في أمريكا هاجسا وخرقا امنيا لتركيا, وينطلق من فكرة تقسيم العراق ويعتبر هذا عنصر اختلال في معادلة التوازن الإقليمي وكان غزو واحتلال العراق قد فكك دولة العراق الموحدة وجعل منها دويلات طائفية وعرقية متناحرة, مما شكل هاجسا امنيا وخشية من احتمال محاولة ضرب دولة موحدة أخرى وقد تكون تركيا, وهذا مما يدق ناقوس الخطر ويستهدف الأمن القومي العربي والإقليمي , خصوصا أن هناك أزمة تكاد تكون مستديمة تنخر وحدة الأراضي التركية  بعد أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية كيانا كرديا في شمال العراق تمهيدا لقيام دولة كردية ، وقد يشكل نموذجا أو مركز جذب لأكراد تركيا والذين لهم مقرات وخلايا عسكرية تقدر ما بين 4 و5 آلاف مسلّح من حزب العمال الكردستاني شمال العراق لم تكتف تركيا برفض السياسات الأمريكية بل ذهبت إلى التنسيق مع دول إيران وسوريا فيما يخص الملف الكردي والوقوف عنده بقوة.

 

ملفات وأزمات ومواقف

أ‌- رفض مخطط تقسيم العراق.

ب‌-       رفض عزل سوريا بعد احتلال العراق.

ت‌-       تعاملت مع حركة حماس كونها سلطة شرعية منتخبة , ورفضت حصارها ونددت بشدة بالعدوان الإسرائيلي على غزة وما سبق من جرائم حرب في فلسطين.

ث‌-       عدم التدخل بالملف اللبناني.

ج‌-        رفض استخدام القوة أو فرض الحصار على إيران (البرنامج النووي الإيراني).

ح‌-        معالجة ملف حزب العمال الكردستاني بحرفية عالية.

خ‌-        وقفت على الحياد في أزمة القوقاز بين روسيا وجورجيا.

د‌- رفضت إرسال المزيد من القوات إلى أفغانستان، ودعت لمعالجة القضية الأفغانية بوسائل أخرى سلمية واقتصادية، ودعت إلى محاورة حركة طالبان.

 

تركيا والدور المقبل

ورثت إدارة اوباما ملفات متفجرة سوداء من الإدارة المتشددة السابقة إدارة بوش التي جعلت  العالم العربي والإسلامي  يعيش فوضى سياسي واقتصادية وعسكرية وحتى أمنية  وتتطلب  سنين للخروج منها ولعل الإدارة الأمريكية الحالية تحاول أن تفكك المشاكل وتحتفظ بالمردود الاستراتيجي البسيط الذي تحقق وانتشال أمريكا من وحل العراق وأفغانستان والأزمة الاقتصادية الذي تضرب كافة مرافق الحياة في أمريكا والعالم, لذا بدا اوباما بخطابات الغزل للعالم الإسلامي من تركيا ومصر, واتجه إلى تركيا أولا للاستعانة بها في تفكيك الملفات المعقدة والشائكة والتي تتمكن تركيا من تقديم مساعدة فيها وأبرزها:-

1) استعداد تركيا للمشاركة في جهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

2) استعداد تركيا استئناف جهود السلام بين سوريا وإسرائيل.

3) استعداد تركيا إلى لعب دور محوري وايجابي في العراق.

4) استعداد تركيا لعب دور الوسيط بين إيران وأميركا.

5) استعداد تركيا لعب دور الوساطة في أفغانستان.

6) إدامة علاقات دافئة مع سوريا وإيران من منطلق وحدة الموقف والملف الكردي.

7) تمسك تركيا بدورها تجاه الشعب الفلسطيني وحركة حماس خصوص بعد وصول حكومة إسرائيلية  متطرفة وستكون الملفات الأصعب هو فلسطين , العراق , أفغانستان , باكستان , القوقاز ونقل الغاز وقضايا الطاقة.

شهدت العلاقة التركية الأميركية في ظل إدارة الرئيس السابق "بوش" فتورا بل واختلافا كبير في المواقف والتعاطي مع الملفات في الشرق الأوسط وكما استعرضنا أعلاه, خصوصا الموقف من غزو العراق, ومشروع الشرق الأوسط الجديد, ومخططات تقسيم العراق إضافة إلى ملفات فلسطين وإيران وأفغانستان والباكستان, وربما تفكر تركيا باقتناص فرصة  تغيير الإدارة السابقة ومجيء اوباما , بانتهاز فرصة جديدة لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة لغرض الولوج إلى حلول منطقية وموضوعية لمشاكل المنطقة بالتعاون مع العرب , خصوصا أن خلفية تركيا السياسية خلال هذا العقد كانت متوازنة وذكية, وبالمقابل تطالب تركيا تعاونا أميركيا لإنهاء ملفاتها مع حزب العمال الكردستاني في العراق والمصنف على قائمة الإرهاب، وضمانة لدور تركي أمني واقتصادي في العراق وفي شماله بالتحديد، بحيث تتمكن تركيا من تحقيق السيطرة هناك بعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية لعدم تمكن حكومة بغداد من منع انتقال أكراد شمال العراق إلى مرحلة  الانفصال والدولة المستقلة, ويبدوا أن هذا الأمر يكتنفه الغموض مع تعارض مواقف أوباما عندما رد على سؤال حول ما إذا كان مع دولة كردية في العراق بقوله "أنا مع وحدة الأراضي التركية" التركية وليس العراقية؟ ولكن المتغيرات في ساحة الصراع سريعة وطارئة أحيانا في ظل تخبط السياسات الأمريكية تجاه العالم العربي والإسلامي وضبابية الحل في العراق وتمسك الإدارة الأمريكية بإنتاجها السياسي الهش في العراق ويجب عدم إغفال عامل مهم وجود قطب صلب في العراق وهو المقاومة العراقية التي حققت انجاز عسكري مذهل وأخرجت الآلة العسكرية الأمريكية من الحرب في العراق مما حدا بالولايات المتحدة إلى استخدام القوة الناعمة والذكية لإيقاف التداعيات الاقتصادية والعسكرية, وهناك ملفين مهمين ترغب تركيا بحلهما أيضا وبمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وهو ملف "قبرص" والمشاكل بين أرمينيا وتركيا وأرمينيا وأذربيجان وكذلك مفاوضات العضوية التركية للاتحاد الأوروبي وتلك تعتبر ملفات في غاية الأهمية وبأسبقية متقدمة بالنسبة لتركيا , ناهيك عن الأسبقيات الأخرى التي لتقل أهمية بالنسبة لتركيا والمنطقة وهي مطالبة أمريكا بحل القضية الفلسطينية وفتح قنوات اتصال مع حركة حماس وتشجيع مفاوضات السلام بين سوريا وإسرائيل , وعدم اللجوء إلى القوة بخصوص البرنامج النووي الإيراني , وكذلك حل المشكلة الأفغانية على أساس الحوار مع حركة طالبان وليس استخدام القوة المفرط الذي لم يجدي نفعا طيلة سنوات الغزو, هذه الاستنتاجات وفقا للحقائق وبالتأكيد التطبيقات تبرز ملفات تختلف تماما عن النظريات والتكهنات والاستنتاجات.

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ