-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
غزة..
قبلة فتح الجديدة أ.د.
محمد اسحق الريفي لم يعد يهم حركة فتح
الجديدة سوى المماحكة
والمناكفة السياسية مع غزة
إضافة إلى محاربة المقاومة في
الضفة المحتلة، لتعميق
الانقسام الداخلي، وتكريس
الانفصال بين غزة والضفة،
وتفريغ القضية الفلسطينية من
مضمونها، وأصبح إعادة إخضاع غزة
إلى سلطة عباس يحتل موقع
الصدارة في أجندة فتح. ما تتعرض له القدس ليس
أمراً مهماً بالنسبة لحركة فتح،
وتصاعد عمليات التهويد
والاستيطان في الضفة المحتلة
أمر لا يزعجها، وما يتعرض له
فلسطينيو الداخل من عدوان
صهيوني عنصري لا يثير نخوتها.
والأكثر من ذلك، لا مكان في
أجندة فتح لعملية تعزيز صمود
الشعب الفلسطيني في اللجوء
والشتات، وحمايتهم من مخططات
التوطين، فقد تخلت فتح تماماً
عن أبناء الشعب الفلسطيني
المشردين في الدول العربية،
وأسقطتهم نهائياً من حساباتها،
وفصلتهم عن فلسطين والقضية
الفلسطينية، فوسَّعت بذلك
الانقسام الذي يعاني منه الشعب
الفلسطيني في الداخل والخارج.
وأصبح هم فتح الأول والأخير
إعادة ترتيب صفوفها في غزة،
لتصعيد الصراع الداخلي بينها
وبين حركة حماس، والتآمر عليها
وفق الأجندة الصهيوأمريكية،
وتقزيم القضية الفلسطينية.
وزعم قادة فتح بأن الغاية من
الزيارة التي تنوي اللجنة
المركزية لحركة فتح القيام بها
إلى غزة هي تهيئة الأجواء
للحوار بينها وبين حركة حماس ما
هو إلا كلام أجوف لا معنى له،
ولا يهدف إلا إلى التغطية على
الأهداف الحقيقية للزيارة. الصورة الآن واضحة،
خاصة بعد تولي محمد دحلان
المهام الإعلامية لمركزية فتح،
الذي من الواضح أنه يتجه نحو
التصعيد الشديد مع حركة حماس،
والاستمرار في سياسة الـ
"خمسة بلدي" التي بدأها قبل
عدة سنوات. لا
يصعب على المتابعين للشأن
الفلسطيني الداخلي إدراك حقيقة
أن زيارة اللجنة المركزية
الفتحاوية لغزة تهدف إلى
استفزاز حركة حماس، لتشويه
صورتها، واتهامها بأنها تمارس
الإجراءات الصهيونية ذاتها
التي تحد من حركة أبناء الشعب
الفلسطيني، وهي اتهامات باطلة،
فكل ما تطلبه حركة حماس هو
الترتيب والتنسيق معها لإتمام
الزيارة، وهذا حق لها، فلماذا
يضيق قادة فتح ذرعاً من طلب حركة
حماس بالترتيب والتنسيق
للزيارة ولا يضيقون ذرعاً
بإجراءات سلطات الاحتلال
الصهيوني المذلة والمهينة لكل
أبناء الشعب الفلسطيني بلا
استثناء أثناء تنقلاتهم
وسفرهم؟!! إذاً المسألة واضحة
جداً، فبينما ينصب الجهد الأكبر
لحركة فتح على غزة، لا نجد أي
إجراء تقوم به فتح لإزالة مئات
الحواجز العسكرية في الضفة
المحتلة وتخفيف معاناة
المواطنين الفلسطينيين هناك،
بل تشارك الأجهزة الأمنية
التابعة لحركة فتح في الضفة في
تضييق الخناق على المواطنين
وزيادة معاناتهم وقمعهم
واضطهادهم. كان الأولى بمركزية فتح
الجديدة أن تقوم بزيارة إلى
القدس المحتلة، خاصة في شهر
رمضان، للصلاة في المسجد
الأقصى، الذي يتعرض للتدنيس
والتقويض والهدم، ولتقف مركزية
فتح عن كثب على عمليات التهويد
والتهجير والاجتثاث العرقي
للعرب من القدس العربية،
ولتعزيز صمود أبناء الشعب
الفلسطيني في القدس المحتلة،
وإشغال الإعلام المحلي والعربي
والدولي بقضيتهم العادلة،
وبالأخطار التي تهدد وجودهم،
وبالانتهاكات الصهيونية التي
يتعرضون لها، وليس بمماحكات
ومناكفات تلهي الشعب الفلسطيني
عن قضيته، وتجعل العرب
والمسلمين يعزفون عن الاهتمام
بالقضية الفلسطينية. ولكن
تأبى فتح إلى أن تختزل القضية
الفلسطينية في إعادة سيطرة
أجهزتها الأمنية على غزة،
فإعادة سيطرة فتح على غزة هو أهم
الأهداف التي تسعى فتح إلى
تحقيقها، ولا قضية لحركة فتح
غير ما يصفه قادتها بتحرير غزة،
باعتبار أنها محتلة من قبل حماس
من وجهة نظر فتح، وأن حل تسوية
القضية الفلسطينية لا يتم إلا
بإعادة إخضاع غزة لأجهزة فتح
الأمنية، التي يشرف عليها
دايتوان، والتي لا هم لها إلا
محاربة المقاومة. هذا النهج الفتحاوي
القديم الجديد يؤكد أن التيار
المتصهين فيها قد أحكم سيطرته
عليها تماماً، وأنه باعها وباع
نضالها وتاريخا وشهداءها
وأسراها بأموال مسيَّسة تقدمها
لهم الولايات المتحدة والاتحاد
الأوروبي وبعض الأنظمة العربية. إن الطريق إلى تهيئة
الأجواء لإنجاح الحوار
والمصالحة الوطنية معروف،
واتباع طرق ملتوية لتحقيق مآرب
فتح وأجندتها الصهيوأمريكية لا
ينطلي على أحد من أبناء الشعب
الفلسطيني، باستثناء الذين
جعلوا مصالحهم الشخصية فوق
الوطن والشعب.
فوقف الهجمة الشرسة لأجهزة
فتح على حماس في الضفة المحتلة
وإطلاق سراح السجناء السياسيين
والمقاومين من سجون عباس في
الضفة هو الطريق الصحيح لتهيئة
الأجواء للمصالحة. ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |