-ـ |
ـ |
ـ |
|
|
||||||||||||||||||||
رمضانيات
24 في
الرجال عامة الدكتور
عثمان قدري مكانسي - قال الإمام الحسن
البصري : الرجال ثلاثة ، فرجلٌ
رجلٌ ، ورجل نصف رجل ، ورجل لا
رجل . فأما الرجل الرجل ، فلبيب
عاقل وذكي أريب يستشير العقلاء
في أموره ثمّ يتخذ قراره . وأما
الرجل نصف الرجل ، فلبيب عاقل
وذكي أريب إلا أنه لا يستشير
ويقضي ما يراه فقط . ورجل
لا رجل ، فالأحمق لا يدري ما
يريد ولا يستشير أحداً في أموره
ثم يُمضي بما يحضره . - إن
أول من عزّى وهنّأ في مقام واحد
فعطاء بن أبي صيفيّ الثقفيّ
عزّى يزيد بن معاوية في أبيه ،
وهنّأه بالخلافة ، ففتح للناس
باب الكلام ، فقال : أصبحتَ
رُزِئتَ خليفة وأُعطيتَ خلافة
الله ، قضى معاوية نحبه ، فغفر
الله ذنبَه ، وَوَليتَ الرياسةَ
، وكنتَ أحَقّ بالسياسة ،
فاحتسب عند الله أعظم الرزيّة ،
واشكر الله على أعظم العطيّة ،
وعظّم الله في أمير المؤمنين
أجرك ، وأحسنَ على الخلافة
عونَك . - ودخل
رجل على صديقه يهنئه بمولوده ،
فقال : لـِيَهنِكَ الفارس . فقال
: لعلّه يكون بغـّالاً ، ولكن قل:
شكرتَ الواهبَ وبورك لك في
الموهوب ، وبلغَ أشُدّه ،
ورُزِقتَ بِرّه . وقال مجاهد :
كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا دعا لمتزوج قال: "
على اليُمنِ والسعادة والطير
الصالح ، والرزق الواسع ،
والمودّة عند الرحمن "
. - وقال
الحجاج لأيوب بن القِريّة :
اخطِب عليّ هند بنت أسماء ، ولا
تزد على ثلاث كلمات ، فأتاهم
فقال : أتيتكم من عند من تعلمون ،
والأمير معطيكم ما تسألون ،
أفتُنكِحون أم تردّون ؟ قالوا :
بل أنكحنا وأنعمنا . فرجع ابن
القِريّة إلى الحجاج فقال : أقرّ
الله عينك ، وجمع شملك ، وأنبت
رَيعك؛ على الثبات والنبات
،والغنى حتى الممات ، جعلها
الله ولوداً ودوداً ، وجمع
بينكما على البركة والخير . - وقال
ابن الرقاع لمتزوج : قمرُ السماء وشمسُها اجتمعا
بالسعد ما غابا وما طلعا ما وارت الأستـار
مثلهما
فيمن رأينـاه ومن سُمعا دام السرور له بهـا ولَهـا
وتهنّأا طـول الحياة معا - وتحدث
بعضهم عن منافق فقال : ذاك رجل
ليس له صديق في السر ولا عدوّ في
العلن . وفي هذا المعنى قال
الشاعر : وإن من الخلان من تشحَطُ النوى
به وهو داعٍ للوصال أمينُ! ومنهمْ صديق العِين أمـّا
لقـاؤه
فحُلـوٌ وأمّا غيبُه فظنـون
وقال في معنى النفاق
مرّة بن محكان : ترى بينـا خُُلُقـاً ظـاهـراً
وصدراً عدوّاً ووجهاً
طليقاً - ومن
صفات المنافقين أن عيينة بن
حُصين أقبل إلى المدينة قبل
إسلامه ، فلقيه ركبٌ خارجون
منها ، فقال : أخبروني عن هذا
الرجل ( يعني النبي صلى الله
عليه وسلم ) ، فقالوا : الناس فيه
ثلاثة رجال ، فرجل أسلم معه فهو
يقاتل قريشاً وأفناء العرب ،
ورجل لم يُسلم فهو يقاتله ، ورجل
يُظهر الإسلام إذا لقي أصحابَه
، ويُظهر لقريش أنه معهم إذا
لقيهم . فقال : ما يُسمّى هؤلاء ؟
فقالوا : المنافقون ؛ فقال :
اشهدوا أني منهم ، فما فيمن
وصفتـُم أحزم ُ من هؤلاء ! . - والحذر
لا يأمن حتّى أصدقاءه ، يقول رجل
في ذلك : اللهم اكفني بوائق
الثقات ، واحفظني من الصديق .
وكتب رجل على باب داره : جزى الله
من لا يعرفنا ولا نعرفه خيراً ،
وأما أصدقاؤنا فلا جُزوا على
ذلك ، فإنـّا لم نـُؤت قطّ إلا
منهم . - وهذا
ابراهيم بن العباس يكتب إلى
محمد بن عبد الملك الزيات يشكوه
إلى نفسه ويُظهر له ألمَه منه
حين انقلب عليه أو هكذا ظنّ
: وكنت أخي بإخاء الزمان فلمّا
نبا صرتَ حرباً عَواناً وقد كنتُ أشكو إليك الزما
نَ فأصبحتُ فيك أذمّ
الزمانا وكُنتُ أُعِدّك للنـائبـات
فهـأنا أطلب منـك الأمانا وفي المعنى نفسه يقول
محمد بن المهديّ : كان صديقي وكان خالصتي
أيامَ نجري مجاريَ
السـوَقِ حتى إذا راح والملـوكَ معاً
عدّ اطّراحيَ من صالح
الخُلُق خلّيـْتُ ثوب الفراق في يده
وقـُلتُ هذا الـوداعُ
فانطلقِ لبستُه لِبسة الجديد على
الـــقـُرّ وفارقتُ فـُرقـَة
الخَلَـَقِ - ونجد
بعضهم يرى فقيراً يستفيد منه
مالاً وجاهاً فيظهر له الود
والصداقة ويظن أن هذا ما إنْ
يصبح ذا مال وجاه حتى ينقلب عليه
ويقطعه فيتمنى أن يظل فقيراً كي
لا ينتقل عن هذا الود المصطنع ،
وهذا الشاعر كما يبدو ضيّق
النفس لا يحب الخير للناس بل
يحبه لنفسه وتراه أنانياً : إذا رأيت امرأ في حال عسرته
مواصلاً لك ما في وُدّه خللٌ فلا تمَنّ لـه أن يستفيـد غنىً
فإنـّه بانتقال الحال
ينتقِل - وسيدنا
علي رضي الله عنه يكشف نفسيات
كثير من الناس الذين يظهرون لك
الودّ ما دمت عنهم غنياً فإذا
احتجتَهم فهم أشحَاء بخلاء
فيقول : ولا خير في ودّ امرئ
متلـوّن
إذا الريح مالت مال
حيث تميل جواد إذا استغنيتَ عن أخذ ماله
وعند احتمال الفقر عنك
بخيـل فما أكثـر الإخوان حين
تعدهم
ولكنّهـُم في
النائبـات قليــل وعبد الله بن معاوبة بن
جعفر يكتشف خلابة صديق له
فيقاطعه قائلاً : رأيت فُضَيلاً كان شـيئاً
ملفـّفـاً
فكشـّفـَه التمحيص حتى
بدا ليا فـأنت أخي ما لم تكن لي حـاجةٌ
فإن عَرَضَتْ أيقنتُ
أنْ لا أخاليا فلا زاد ما بيني وبيـنـك بعدمـا
بلوتُك في الحـاجـات إلا
تمادياً فلستَ بـِراء عيبَ ذي الـودّ
كلّه
ولا بعض ما فيه إذا كنتَ
راضياً فعيب الرضا عن كل
عيب كليلةٌ
ولكنّ عين السخط تبدي
المساويا كلانـا غنيّ عَن أخيه
حيـاتـَه
ونحن إذا متنـا أشـدّ
تغانيــاً - وصارح
أحدهم صاحباً له شك في أمرصحبته
وصدق إخلاصه
فقال : أما بعد فقد عاقني
الشك فيك عن عزيمة الرأي في أمرك
، ابتدأتني بلطف عن غير حرمة ،
ثم أعقبتني جفاء من غير ذنب ،
فأطمعني أوّلك في إخائك ،
وآيسني آخرك من وفائك ، فلا أنا
في غير الوفاء مجمّع لك
اطّراحاً ، ولا أنا في غد
وانتظاره منك على ثقة ، فسبحان
مَن لو شاء كشف بإيضاح الرأي في
أمرك عن عزيمة الرأي فيك ،
فأقمنا على ائتلاف ، أو افترقنا
على اختلاف . - وقال
عبد الرحمن بن حسان بن ثابت في
اطّراح ودّ من ليس له ودّ : ولا خير في الودّ ممن لا تزال له
مسـتشعراً أبداً من خيفة
وجَلاً إذا تغَيّب لم تبـرح تسـيء بـه
ظنـاً وتسـأل عما قال أو
فعلا - وبهذا
يصرح المثقب العبديّ فلا حاجة
للنفاق ، فإما الصدق والإخلاص
وإما فالانفصال والفراق أسلم
وأفضل : فإما أن تكون أخي بصدق
فأعرف منك غثّي من ثميني وإلا فاطّرحـْني واتخِذني
عدوّاً أتـّقيـك وتَتـّقيـني - وقالت
أعرابية لولدها : يا بني إياك
وصحبة مَن مودّتُه بِشرُه فإنه
بمنزلة الريح . وكان يُقال : الإخوان
ثلاثة : أخ يُخلص لك وُدّه ،
ويبلغ في محبتك جهدَه . وأخٌ ذو
نيّة يقتصر بك على حسن نيّته دون
رفده ومعونته ، وأخٌ يُلَهْوِق (
يتزيّن بما ليس فيه ) لك لسانه ،
ويتشاغل عنك بشأنه ، ويوسعك من
كَذِبه وأَيمانه . وما أروع قول الشاعر : لَعَـمـرُك ما ودّ اللسـان
بنافع
إذا لم يكن أصلُ
المودّة في القلب - ونجد
العباس بن الأحنف الشاعر يبدع
حين يقول : أشكو الذيـن أذاقوني
مودّتهـم
حتى إذا أيقظوني في الهوى
رقدوا واستنهضوني فلما قمت منتهضاً
بثقل ما حمّلوني في الهـوى
قعدوا وأنشد الأعرابيّ : لحا الله من لا
ينفـع الودّ عنـده ومَن
حبلُه إن مُدّ غيرُ متيـن ومَن هو إنْ يُحدِث له الغير
نظرة
يُقطـّع بها أسباب كل قرين وقال غيره في المعنى
فأبدع : ولا خير في ود إذا لم يكن له
على طول مرّ الحادثات بقاءٌ فالود القائم على
المصالح يتصل باتصالها وينقطع
بانقطاعها لا فائدة تُرجى منه . - وقال
علي رضي الله عنه كلاماً يوزن
بميزان الذهب والجواهر : لا
تؤاخِ الفاجر ، فإنه يزيّن لك
فعله ، ويحب لو أنك مثلُه ،
ويزيّن لك أسوأ خصاله ،
ومدخلـُه عليك ومخرجُه من عندك
شَينٌ وعارٌ ، ولا الأحمق ، فإنه
يجتهد بنفسه لك ولا ينفعك ،
وربما أراد أن ينفعك فيضرك ،
فسكوتـُه خير من نطقه ، وبُعدُه
خير من قربه ، وموتـُه خير من
حياته ، ولا الكذاب ، فإنه لا
ينفعك معه عيش ، ينقل حديثَك ،
وينقل الحديث إليك ، حتى إنه
يُحدّث بالصدق فما يُصَدّق . - قال
أبو قبيل في هذا المعنى : أُسرتُ
في بلاد الروم فوجدت على ركن من
أركانها : ولا تصحبْ أخا الجهل *** وإياك
وإيّـاهُ فكم من جاهل أردى *** حليماً حين
آخاهُ يُقاسُ المرءُ بالمرء *** إذا ما
هو ماشاهُ وللشيء على الشيء *** مقاييس
وأشباهٌ وللقلب على
القلب *** دليلٌ حين يلقاهُ - وأخيراً
أنشد عدي بن زيد
حكمة رائعة توضح من ينبغي أن
نصاحبه لأنه مرآتنا والدليل
علينا : عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي ------------------------- المشاركات
المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها
|
ـ |
ـ |
من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ |