-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الأربعاء 23/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


متى تتخلى "حماس" عن المقاومة؟

أ.د. محمد اسحق الريفي

هناك تحالف دولي يسعى لثني "حماس" عن مواصلة مقاومة الاحتلال، وهناك تيار يحرض "حماس" على مقاومة الاحتلال ويقع في لبس كبير كلما التزمت "حماس" بتهدئة مؤقتة مع الاحتلال؛ فيتهمها بالتخلي عن المقاومة، وهناك تيار آخر دائم التشكيك في "حماس"، سواء أواصلت المقاومة أم أوقفتها مؤقتاً.

والسؤال المهم في هذا الصدد هو متى نستطيع القول إن "حماس" تخلت عن المقاومة؟

تتخلى "حماس" عن المقاومة إذا ما نبذتها ونعتتها بالإرهاب والتزمت بالتبعات الأمنية لهذا الأمر، وفق أحد شروط اللجنة الرباعية الدولية الذي يتخذ المجتمع الدولي من رفض "حماس" له مبرراً لحصار غزة، وعدم الاعتراف بالحكومة الشرعية التي تتولاها "حماس"، وعزلها، والتآمر عليها، بهدف إسقاطها أو إفشالها، أو الاثنين معاً.  وقد التزم محمود عباس بهذا الشرط، ولذا احتقر المقاومة والمقاومين والعمليات الاستشهادية، ونعتها بالإرهاب، وشكك في جدواها، وسخر منها؛ فوصفها بالعبث ولعب الأطفال، وأمر بالقبض على مطلقي الصواريخ محلية الصنع أو إطلاق الرصاص عليهم مباشرة؛ بهدف الإصابة أو القتل، بل تجاوز عباس وأجهزته الأمنية في الضفة كل الخطوط الحمراء في التزامه بشروط الرباعية، فشارك الاحتلال في حربه على المقاومة وبنيتها وثقافتها.

في  مقابل هذه الصورة المظلمة التي رسمها عباس بنهجه الاستسلامي وممارساته ومواقفه غير الوطنية، والتي توغر صدور كل الأحرار المدافعين عن فلسطين وشعبها المظلوم، هناك صورة مضيئة تثلج الصدور، وتبشر بقرب النصر على الاحتلال، وإزالة كيانه الشيطاني المجرم، رسمت "حماس" هذه الصورة ومعها الثابتون على نهج المقاومة، بثباتها، وإصرارها على مواصلة المقاومة، والإعداد للاحتلال ما استطاعت من قوة.

هذا الإعداد هو جزء مهم من المقاومة ضد الاحتلال بمفهومها الشامل، وهو يشمل تربية الشباب منذ طفولتهم على ثقافة المقاومة، وعلى الصبر والثبات وعدم الانكسار أمام طغيان الاحتلال وجبروته.  كما يشمل الإعداد للأعداء الصهاينة المحتلين وأذنابهم، وتدريب المقاومين، وإمدادهم بالمال والسلاح، وحمايتهم من سلطة الحكم الذاتي بقيادة عباس وجماعته، التي التزمت بمحاربة المقاومة في الضفة المحتلة وغزة، وأسقطت حق شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، رغم أن شعبنا لا يزال يتمسك بحقه في المقاومة ويرفض مواقف عباس المعادية للمقاومة، جملة وتفصيلاً.  كما يشمل الإعداد تطوير قدرات المقاومة، وبناء ترسانتها، وحشد الدعم لها، وحشد التأييد الشعبي الفلسطيني والعربي والإسلامي والعالمي لها، ورعاية أسر الأسرى والجرحى والشهداء والمرابطين على الحدود والثغور.

إذاً المقاومة، بمفهومها الشامل والواسع، هي عملية مستمرة من الإعداد للعدو وأذنابه، والاستعداد لصد عدوانه ومواجهته، والرباط على الحدود والثغور.  ولا تقتصر عملية المقاومة على حمل السلاح والاشتباك مع العدو في ميادين المواجهة، بل تشمل أيضاً نشر ثقافة المقاومة، ورص صفوف المقاومين، وزيادة أعدادهم وعدتهم، وتحسين أدائهم وقدراتهم القتالية، وتوظيف الظروف السياسية المحلية والإقليمية والدولية لصالح المقاومة، ولخدمتها وحمايتها، واستثمار إنجازاتها في دعم صمود الشعب الفلسطيني، وإفشال مشاريع التسوية الاستسلامية.

وحركة "حماس"، ومعها حركة الجهاد الإسلامي واللجان الشعبية، وغيرهما من فصائل المقاومة الفاعلة وغير المنساقة لقادة التيار المتصهين في رام الله، لا تكف عن الإعداد والاستعداد والتربية والقيام بكل ما تقتضيه عملية المقاومة بمفهومها الشامل والواسع، فهي تبني المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم والمؤسسات التعليمية والاجتماعية والإعلامية المقاومة، وتربي النشء على الإسلام والمقاومة، وتضم الشباب إلى صفوفها، وتنفذ الخطط التكتيكية والإستراتيجية لمقاومة الاحتلال وصد عدوانه وهجومه.  وفي اللحظات التي يغط فيها متهمو "حماس" بالتخلي عن المقاومة في نوم عميق وينغمسون حتى حناجرهم في ملذات الحياة الدنيا، يسهر المرابطون على الحدود والثغور، ويترصدون للعدو الصهيوني، ويتحينون الفرص لاصطياد جيشه، وينقضون عليه عندما يتجرأ على محاولة التوغل والاجتياح.

والعدو الصهيوني يدرك حقيقة أن "حماس" مستمرة في عملية المقاومة بكل طاقتها وإمكاناتها، وأنها جادة ومخلصة في ذلك، وهو يراقب السلاح الذي تدخله "حماس" إلى غزة، وشبكة الأنفاق التي تنشئها استعداداً للمواجهة، والأنشطة التربوية والتعبوية في المساجد، وتخريج أكثر من عشرة آلاف حافظ للقرآن الكريم هذا الصيف لوحده، والدورات والتدريبات العسكرية التي تقوم بها "حماس" تحت الأرض، وفوقها، وفي الكهوف والمغارات.  أضف إلى ذلك كله أن الصراع السياسي الذي تخوضه "حماس" ضد الاحتلال وأذنابه ورعاته، يهدف أساساً إلى حماية المقاومة والتمكين لها.

فإلى متى يستمر المشككون في اتهاماتهم التي لا تخدم إلا الصهاينة؟ وإلى متى يستمر القاعدون عن الجهاد في رمي "حماس" بدائهم وينسلون منه؟

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ