-ـ

ـ

ـ

مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وقولوا للناس حسنا

اتصل بنا

اطبع الصفحة

أضف موقعنا لمفضلتك ابحث في الموقع الرئيسة المدير المسؤول : زهير سالم

الخميس 24/09/2009


أرسل بريدك الإلكتروني ليصل إليك جديدنا

 

مشاركات

 

التعريف

أرشيف الموقع حتى 31 - 05 - 2004

ابحث في الموقع

أرسل مشاركة


اتفاق الطائف في خطر وكذلك لبنان.....؟؟

حسان القطب

من الواضح أن عقدة تشكيل الحكومة تتجاوز في أسبابها ما يصرح به علانيةً أركان فريق الإنقلاب على الوطن والكيان الذين يقودهم حزب الله حين يقال أنها ترتبط فقط بالخلاف حول الحقائب والأسماء....إن الأزمة تتجاوز هذا الأمر بكثير وذلك حين أوضح الموسوي قائلاً: "إن على الذي يمتلك أو يظن أنه يمتلك القوة والأكثرية في لبنان أن يتصرف من موقع من يقدم الضمانات لشريكه في الوطن لا من موقع الغالب"..أي أن تشكيل الحكومة او السماح بتشكيلها يتطلب مواقف وإلتزامات معينة يجب ان تعطى من قبل الرئيس المكلف لحزب الله ورعاته الإقليميين قبل إعلان هذه الحكومة وإصدار مراسيم تشكيلها..( المحكمة الدولية والملف النووي الإيراني واستقرار النظام السوري)..وإلا فأية ضمانات داخلية يريدها هذا الشريك في الوطن الذي يملك اليد العليا والمؤسسات الأمنية وسواها من المؤسسات الخاصة.. من شركائه وهو يهددهم باستمرار بتكرار سيناريو السابع من أيار..إنها طبعاً بالتأكيد ليست مزيداً من السلاح والعتاد ومستودعات الصواريخ وليست مزيداً من الشبان المتفرغين لخدمة الحزب ومشروعه الذين يمارسون سياسة إرهاب المواطنين على الدراجات النارية في شوارع بيروت والجنوب.....؟؟ والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو...كيف يطالب هذا الشريك بضمانات من فريق لا يملك سلاحاً خاصاً ولا ميليشيات خاصة..ومتهم بالتعاون مع القوى الإستعمارية والمشاريع الأميركية وسوى ذلك من العناوين والشعارات..كما أنه لم يتعامل معه باحترام حين يرفض أن يسمي رئيسه لموقع رئاسة الوزراء وهو الموقع الأول للطائفة السنية في لبنان..ويدفع شريكيه في حركة التدمير المنهجي للوطن ومؤسساته إلى التصريح من على باب القصر الجمهوري..حيث كان بيان السيد نبيه بري الذي أعلنه معاونه علي حسن خليل يتضمن ما يلي.. <سنتعاون بعد التكليف معه..(أي الرئيس المكلف)  بكل امكانياتنا وبكل انفتاح وايجابية، وايضاً مع فخامة الرئيس على اساس قيام حكومة الوحدة الوطنية وقاعدة 15-10-5>..فكيف يتجاهل السيد بري التسمية..ويعلن استعداده للتعاون في نفس الوقت.. اللهم إلا إذا كان الهدف هوالإشارة إلى قدرة السيد بري على التعطيل تحت رعاية وإشراف حزب الله ومحور منع لبنان من استعادة عافيته في دمشق وطهران..؟؟..هل هكذا نبنى الأوطان ونحمي العيش المشترك ونعزز السلم الأهلي..؟؟.. وكان النائب ميشال عون قد قال للصحافيين: "طبعاً تعرفون الموقف ولكن يجب تأكيده أمامكم نحن لم نسم أحداً وبقينا على تحفظنا الذي عبرنا عنه في المرة السابقة وعندما نسمي إنساناً نعطيه سلطة تأليف الحكومة ولا نستطيع أن نمنح أحداً هذه السلطة وفقاً للدستور إذا لم يكن هناك تفاهم بيننا وبينه"....فكيف يمتنع ميشال عون عن التسمية منعاً لإعطاء الرئيس المكلف سلطة تأليف الحكومة..ثم يطالبه بالمشاركة الفعلية وبالطريقة التي تناسبه..أليست هذه توجيهات حزب الله وقيادته الحكيمة..؟؟ سعياً لتعطيل تشكيل الحكومة وتأمين استقرار لبنان ونظامه السياسي..

ثم يطل علينا وخلال حفل إفطار في صور نواف الموسوي ليحدد قراءة حزب الله للواقع اللبناني ولطبيعة الديمقراطية التوافقية التي يتحدث عنها حزب الله بين الحين والأخر حين يقول: "بعض موازين القوى في لبنان قد تُغري من وقت إلى آخر قوى سياسية بأنها قادرة على الحكم بشكل منفرد"، مشيراً إلى أن "أي اتجاه إلى الحكم بالتفرد بذريعة امتلاك قوة عددية أكثرية نيابية هي مغامرة محكوم عليها مسبقاً بالفشل الذريع". ولفت إلى أن"استخدام عبارة "أننا نمتلك أكثرية عددية" هي في غير محلها لأنه لا يمكن لأحد أن يزعم أنه أكثرية في لبنان إلا إذا كان يمتلك الأكثرية في كل الطوائف التي يتشكل منها.."

إنها مفاهيم جديدة يطلقها مفكر حزب الله يحدد من خلالها طبيعة النظام الديمقراطي اللبناني كما يريدها حزب الله ومن يقودهم....والهدف منها هو تعطيل تنفيذ إتفاق الطائف وصولاً لتغييره..ما مارسه حزب الله ونبيه بري وميشال عون على باب القصر الجمهوري يشير بوضوح إلى أن طائفة بعينها تسعى إلى تغيير قواعد التكليف ومن ثم التأليف بمعاونة ميشال عون الذي لا يتجاوز طموحه اليوم بعد فقده الأمل بوصوله إلى سدة الرئاسة الأولى سوى في الإنتقام ممن وقع إتفاق الطائف الذي عارضه حين توقيعه وفي توزير صهره العزيز وإعطائه موقعاً متقدماً في اللعبة السياسية اللبنانية ليكون خليفته المفترض في قيادة التيار في المرحلة المقبلة..فسياسة التعطيل والعرقلة أصبحت سمة بارزة ودوراً معتاداً يمارسه هذا الفريق عند كل استحقاق ومفصل سياسي إقليمي أو دولي.. مستنداً إلى سلاحه ومسلحيه... إنها مغامرة خطرة ولعبة سياسية غير محمودة العواقب يقودها حزب الله...فالرغبة في الهيمنة ووضع اليد على الوطن ومقدراته بإلغاء إتفاق الطائف الذي أسس للسلم الأهلي والإستقرار السياسي والعمل على إنتاج إتفاق جديد بديل تحت سقف العناوين التي يطلقها حزب الله ويعلنها مباشرةً او مداورة نواف الموسوي أو نعيم قاسم..لن تكون موضع قبول من قبل شريحة واسعة من اللبنانيين..فحزب الله كان قد عطل انتخاب رئيس للجمهورية طوال ستة أشهر ولم يتم إنتخاب الرئيس سليمان إلا بعد توافق تم في الدوحة القطرية..وهو يمسك بزمام نبيه بري والمجلس النيابي..والمجلس إلى الأن لم يمارس دوره الجدي..وكأن الإنتخابات النيابية لم تجر مطلقاً في السابع من حزيران الماضي خاصةً وأن التشكيك بهذه الإنتخابات قد أصاب مراجع كانت تنأى بنفسها عن هذا الأمر حين رأى المرجع العلامة السيد محمد حسين فضل الله في مقابلة تلفزيونية أن "لبنان منذ أن استقل لم يُحكم من الداخل، بل كان الساحة التي تتحرك فيها كل المخابرات الدولية والتي تلعب فيها أكثر المشارع الدولية". وأضاف "إن كل مسألة لبنانية، سواء كانت مسألة انتخابات في المجلس النيابي أو تأليف الحكومات، لا بد أن تأخذ الضوء الأخضر من بعض الدول الاقليمية التي تدفع الأموال الهائلة لتمويل هذه الانتخابات"...وكان قد تم تكليف جميل السيد بمهاجمة مؤسسة القضاء وسماحة مفتي الجمهورية بعد ان كان غبطة البطريرك الماروني قد تعرض لحملة مماثلة من قبل السيد فضل الله نفسه بمواكبة من إعلام حزب الله..وكانت مؤسسة الجيش قد سبق وتعرضت لاعتداءات متكررة في مارمخايل وفي الجنوب حين تم اغتيال الطيار سامر حنا والكمين الذي تعرض له الجيش في البقاع وذهب ضحيته مجموعة من جنود الجيش وهي جريمة توازي في بشاعتها ما جرى في نهر البارد..والقوى الأمنية بكافة تفاصيلها تتعرض باستمرار للإتهام والتشكيك..

بعد ان تم تهشيم وتهميش كافة هذه المواقع والمؤسسات لم يبق امام حزب الله سوى موقع رئاسة الوزراء لتحطيمه وتدجينه والإمساك بتفاصيل وأساليب وطرق التكليف والتأليف..لتنته عملية الإمساك بمؤسسات الوطن ومستقبل أبنائه..

لذا نقول إذا كان الهدف إلغاء إتفاق الطائف كما هو واضح حتى الأن فحزب الله وملحقاته سيكون مسؤول عن كل تداعيات المرحلة المقبلة....

-------------------------

المشاركات المنشورة تعبر عن رأي كاتبيها

الصفحة الرئيسةأعلى الصفحة

 

الرئيسة

اطبع الصفحة

اتصل بنا

ابحث في الموقع

أضف موقعنا لمفضلتك

ـ

ـ

من حق الزائر الكريم أن ينقل وأن ينشر كل ما يعجبه من موقعنا . معزواً إلينا ، أو غير معزو .ـ